7 أبريل، 2024 7:35 ص
Search
Close this search box.

رجالّّ صدقوا العهد ولاتعنيهم المسافات اي شيء

Facebook
Twitter
LinkedIn

مازال الزمن يراهن على رجال المهمات الصعبة ومازال يكتب كلماته بحذر شديد خوفاً من ان لا يوفيهم استحقاقاتهم.. ومازال هؤلاء الرجال يؤكدون بعزيمتهم واصرارهم التواصل اليومي مع ابناء مجتمعهم من اجل خلق فرصة التقارب وتماسك صلة الارحام….
اليوم اتكلم عن شخصية اجتماعية تعلمت منها اشياء كثيرة من خلال معرفتي ومرافقتي له في بعض المناسبات الاجتماعية… وربما سائل يسأل مَن هذا الجبل الأشم الذي تتكلم عنه ايها الكاتب القروي بكلماتك المشوقة للقراءة وانت في مراحل متقدمة من العمر وقد علمك الزمان الكثير والكثير من الأشياء….
ألم تدرس وتتعلم ان الوفاء واجب وان الاوفياء هم السر في نجاح الحياة لانهم لا يعرفون الخيانة والمراوغة ولاتوجد في قلوبهم اي نوع من  البغضاء ويكرهون حب الأنا لان الله خلقهم ومعهم صفات الصدق والوفاء…
عن ماذا اتحدث اليوم ياصديقي وانت قد سبقتنا جميعا بمهامك الانسانية لأداء واجباتك الاجتماعية ومواصلتك مع الجميع اين ماحلوا واين ما ذهبوا..
لا تستغرب ايها القارئ الكريم اذا تحدثت لك اليوم عن صديقي  الشيخ الدكتور جاسم الگصمي لانني سبق وان كتبت مؤلف كامل بكل  صفحاته عن مآثره وبشهادة كل اصدقائه ومعارفه  ولكنها لا تكفي لتلك المسيرة المعطاء… لأن اللواء الركن المهندس جاسم الگصمي رجل من طراز خاص  ومن لا يعرفه ربما لايعرف عن الوفاء والصداقة الحقيقيّة اي شيء… لأنه تعلم الحياة الصحيحة وبناء العلاقات الاجتماعية الناجحة منذ نشأته الاولى في منزل والده المرحوم الحاج محمد الگصمي في ناحية القيارة……
عرفته في السنوات الاخيرة بعد ان كنت اسمع عنه الكثير من المواقف الرجولية والبطولية من خلال مواقفه الانسانية المشرفة مع جميع زملاءه واصدقاءه الذين شاركوه الخدمة في الوحدات العسكرية وعن مساعدته للناس وتحليه بالبساطة والتواضع عندما كان احد القادة والضباط البارزين في تشكيلات وحدات القوة الجوية العراقية ضمن صنوف الجيش العراقي الباسل….
نعم انه الگصمي ابو ايمان الذي مازال يتمسك بمواصلته مع كل معارفه ومشاركتهم افراحهم واتراحهم مهما كانت المسافات بينهم ولاتعنيه تلك المسافات بشيء فتجده يتنقل بين المحافظات العراقية لأداء جميع الواجبات الاجتماعية مع اصدقاءه دون كلل او ملل…
بعثت له قبل يومين رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي اسأل عن صحته واوضاعه العامة واين مكان تواجده ولكنه فاجأني بانه في زبارة لاحد اصدقاؤه خارج العراق لأداء واجب التعزية بوفاة احد افراد عائلة هذا الصديق وان المسافة تتطلب السفر بالسيارة يوم كامل وبدون توقف فأي وفاء هذا يا ابا ايمان سوف اتحدث عنه في هذه السطور القليلة وانت تقدم لنا التضحيات بوقتك واموالك من اجل مواصلة صلة الارحام والحفاظ على اصدقاءك القدامى…
واين هم اليوم ابناء هذا المجتمع من هكذا شخصيات لا تعنيها المسافات بشيء…
عن ماذا نكتب ياصديقي العزيز وانا عرفت فيك النخوة والشجاعة والطيب والصبر عند الشدائد والانسانية قبل كل شيء… وعن ماذا يكتب قلمي وقد كتب منذ ثلاث سنوات سيرتك العطرة  بكتاب كامل وجاهز للنشر ومتوقف على موافقتكم فقط لان الكتاب يتكلم عن الشيخ جاسم الگصمي ورحلة الالف ميل وانا اعرف خشيتك ان تنتهي هذه الرحلة عند هذه الحدود لأنك مازالت تملك بروحك الطيبة الكثير والكثير من العطاء…
نعم اننا اليوم امام جبلٌّ اشم عرفته عن قرب ورافقته بسفر ورأيته يحمل اصرارا لامثيل له من اجل ادامة التواصل مع الناس وادامة صلة الارحام…
انه صديقي العزيز الاخ الشيخ الدكتور جاسم محمد الگصمي الذي سوف يخلده التاريخ بأحرف من ذهب ضمن صفحات الاوفياء المخلصين…….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب