بعد ان عجز الرجال عن قيادة العراق لأنهم ( قاصرون ) ولم يبلغوا بعد ( سن الرشد ) ، كما يبدو ، يظهر من يتساءل : لماذا لانسلم أمورنا ومقاليد سلطتنا الى إمرأة عراقية شريفة متمكنة مقتدرة تبتعد بهذا البلد عن قيادة الحروب والازمات، لتنتشل البقية الباقية من الحروب العبثية والسياسات الحمقاء؟
أجل يتساءل ملايين العراقيين : لماذا لانجرب حظنا هذه المرة في اختيار إمرأة ، تكون بمكانة مستشارة المانيا / ميرغل / أو / المرأة الحديدية تاتشر / رحمها الله ، لانها انتقلت الى جوار ربها قبل سنوات ، ونختار لقيادة البلد منهن ، ممن لم يمعن في حروب الطائفية ولم يحملن السكاكين و(الشحاطات ) أو ( القباقيب) في مجلس النواب، لكي يتقاتل الرجال ويذبح بعضهم البعض.
أجل العراق يحتاج الان اكثر من أي وقت مضى لأن يتم اختيار إمرأة متمكنة ولديها ضمير حي ، وخلق نبيل ، لتحل فيه الامن والامان والاستقرار والطمأنينة، ونودع زمن حروب الجاهلية وحملات ابادة المدن والاحياء الى حملات اعمار للكرامة اولا ومن ثم للمدن التي تهدمت على رؤوس ساكنيها والتي لم تعد تقطنها الا الكلاب المتوحشة وبعض حيوانات البر التي تعتاش على الجثث الملقية بين اكوام انقاض العمارات الخربة والبيوت المهدمة، ولم تبق معالم حياة لمدينة أو قرية ، بل انها تذكرنا بما تعرض له اصحاب عاد وثمود، يوم ان خسف بهم رب السموات الارض لظلمهم وجورهم وتعديهم على كرامات الانبياء، مع فارق التشبيه.
اجل العراقيون اليوم بأمس الحاجة الى إمرأة مثل مستشارة المانيا / ميرغل / ولدينا مثلها الكثير ، وكان بامكان النائبة فيان دخيل والا الطالباني واخريات كثيرات غيرها من التحالف المدني وكيانات عراقية أخرى ان يقدن العراق الى بر الامان وننهي حكم “الاسلام السياسي “الذي لم يجن منه العراقيون الا الويلات والمصائب وخراب الديار، لنبني بدلا منها عمارات شاهقة ومدنا فيها معالم للحضارة وللرقي، بدل هذا العراق الخرب الذي يعبث فيه السياسيون الجهلة من كل الاطراف ويقدمون ابناء شعبهم قربانا للالهة.
ولو حكمتنا امرأة ، لتخصلنا من كل الرجال الذين لم يبلغوا سن الرشد كما يبدو، اذ لازالوا قاصرين ، توليهم علينا عواصم دول الجوار، وهي من تعين لهم حتى الحرس والخدم وتحدد لهم حتى كيف تكون ملابسهم الداخلية من السروال الطويل أو الشورت القصير، أو ملابسهم الخارجية من الدشداشة أو من الكابوي أو العمامة..وهل هي بيضاء أم سوداء، او يليسون الطربوش، او من شعر النكرو أم من اصحاب الجذائل العفنة المتدلية على الرؤوس، وهل البقية يكونوا من الصلعان أم من أصحاب الشعر الكثيف وهل يحتاج البعض الى ( حفاظات ) عندما يخوضون المعارك أم أن سراويلهم الطويلة أو الشورتات تكفي لستر ما قد يخرج فيما لايتمناه البشر في بعض الأحوال !!
وبعد كل هذا الخراب والدمار الذي حل بنا لم تعد النساء ( ناقصات عقل ودين ) كما هو حال كثير من الرجال الذين يحكموننا ممن لم يبلغوا بعد سن الرشد، لان طهران والرياض وقطر وتركيا وواشنطن وربما حتى جزر القمر ومدغشقر وجزر الواق واق هي من تقرر مصيرنا وتختار لنا الرجال الذين ينصبون على الكراسي، اما نحن العراقيون فلا حول لنا ولا قوة، والحاكم بأمر دول الجوار هو من أوصلنا الى هذه الحالة المزرية والمقرفة يوم ذيج الشعب العراقي عن بكرة أبيه.
العراق يذبح اليوم بأسم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ويزيد ومعاوية، ويبدو انهم عادوا من جديد ليحكموننا ولكن بإسم الاسلام الاميركي الايراني الصهيوني الخليجي، حتى لانتهم احدا ونعفي الاخرين ..فكل دول الجوار اسهمت في ذبح العراق والعراقيين وهي من اعطتهم الحراب والأحزمة الناسفة والقنابل والصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة لتقتل بها شعبا بأكمله وتبيد شيوخه واطفاله ونساءه ولتهدم مقامات الصالحين وتحول داعش والميليشات المناظرة لها مدن العراق الى رعب والى اطلال دارسة ، وكأنها من ذكريات القرون الأليمة من زمن عاد وثمود، ومن بقايا حرب داحس والغبراء وحرب البسوس، ووجدت في بعض الجنرالات والساسة المتعطشين للدماء لكي تتم ابادة شعبهم بهذه الطريقة المفجعة والمأساوية المقيتة.
أجل العراق بحاجة الى إمرأة مثل ميرغل وتاتشر ونساء حكمن دولا واقمن العدل ونشرن الأمن والسلام وبنين لشعوبهن دولا يحترمها العالم وتخشاها وتهابها دول كبرى ، دون ان تورط شعوبها ودولها في حروب ومغامرات، ولم يجعلن مصير بلدانهم تتقرر في عواصم واشنطن ولندن وموسكو،ولم ينطبق على رجالهم انهم كانوا( قاصرين ) لم يبلغوا سن الرشد كما هو حال حكامنا وامراء حروبنا، ورغم انهم اختاروا الرجال الاكفاء لقيادة بقية المناصب، الا ان نساء من بلدانهم ظهرن فأبدعن وبنين دولا وحضارات وعمارات شاهقة وحفظن كرامة شعوبهن من الامتهان والاذلال، وصعدن بهم الى حيث القمم الشماء والحضارات الراقية.
أجل بإمكان نساء مثل فيان دخيل واخريات من التحالف الكردستاني ومن التحالف المدني العراقي الجديد ان تغادر حكم الاسلام السياسي ، وربما يبنين (دولة اسلامية ) أكثر عدلا واكثر ( شرعية ) من دويلة “الاسلام الاميركي “..لان فيان دخيل امرأة عراقية وطنية وقد وهبها الله من كمال الشخصية والخطاب المسؤول والضمير الحي ما يجعلها فخرا لكل عراقي، ولأعلين شأن اسلامنا بالرغم من ان المرأة ( يزيدية ) لكنها لو تقلدت منصب الرجل الاول ، لبنت عراقا يزدهي بالاسلام الحقيقي وليس المغلف بسموم عواصم دول الجوار ، ولأقمن دولة العدل والاخاء والمساواة.. دولة تحفظ حقوق جميع الديانات والأقليات دون ان يحمل بعضنا على الاخر سكينا ليقتل أخاه او من ابناء محلته لانه من الطائفة الاخرى او من المذهب المناظرأو لأنه من الديانة الأخرى.
دعونا نحن العراقيون نجرب حظنا في ان نترك ديمقراطية امريكا وايران وتل ابيب وعواصم عربية اخرى مجاورة لنا ووصايتها على مقدراتنا ونضع إمرأة على رأس هرم السلطة لاربع سنوات قادمة.. إمرأة يتم اختيارها من البرلمان الحالي لا ان تختارها لنا طهران ، إمرأة تتعهد بحفظ دماء العراقيين وتحافظ على بقية كرامتهم وتعيد اولا كل هذه الملايين المهجرة التي أضنتها غربة التهجير عن مدنها وأحيائها وذاقت صنوف انتهاك الكرامات وصنوف الاذلال، ولا احد يحرك ساكنا لاعادتها الى ديارها حتى الان.
وليكن معلوما للجميع ان ( داعش ) و ( الميليشيات ) وجهان لعملة واحدة، وتكون مهمة استئصالهن من الوجود من الأولويات، التي تتكفل بها أية إمرأة أو حاكم يتم اختياره للمنصب الأول للدولة وهو رئاسة الوزراء، وتتكفل كل محافظة بأمن محافظتها وناسها بعد ان يعود المهجرون الى ديارهم ويعد ذلك من الاولويات المستعجلة والملحة ، وهم من يقودون حملات الامن والاعمار ليمسحوا عن احيائهم الخربة معالم الحزن والدمار والأسى وغياب الضمير ، وعن عيون العراقيات حرقة الألم والحسرة وانتهاك الكرامات ، وليودع العراقيون الزمن الاميركي الايراني الاسرائيلي الخليجي البغيض، زمن دويلة الطوائف الى غير رجعة ويبنوا عراقا متآخيا لايحكمه الاسلام السياسي المغمس بالدم ، بل اسلاما يسود فيه العدل والاخاء والانصاف والحرية المسؤولة ، حتى لو حكما يزيديا او صابئيا او مسيحيا أو حتى يهوديا ، ونريد ان نودع زمن الطائفية السياسية ودويلة الحقد والعصابات والعصائب وداعش الى غير رجعة. ولو حكمت العراق إمرأة لودعنا زمن الجاهلية وبنيا وطنا اسمه العراق، ولازالت كل السكاكين والحراب والاسلحة الفتاكة والمدمرة .
الديمقراطية اكذوبة كبرى جلبت لنا امريكا نماذجها من مزابل ولاياتها، وارادت أن تجربها برؤوسنا، وارادت ان تتخذ من الاسلام السياسي واجهة لتشويه هذا الدين السمح المعتدل السمح لتحوله الى ثورة للارهاب تجوب فيه المليشيات من كل الاطراف في مدننا واحيائنا لتزرع فيها الرعب والدمار وراح حتى الاطفال وعمال البلدية يحملون السلاح ليس دفاعا عن الوطن المستباح ولكن ليوغلوا في دم ابناء جلدتهم ويسومونهم سوء العذاب.
أجل نقولها بكل صراحة وينبغي ان تعلوا كل الاصوات الشريفة لملايين العراقيين ، في الداخل والخارج ، لنستبدل نظام حكمنا بإمرة عراقية وطنية مخلصة كفوءة، علها تعيد الى العراق بقية هيبته، وتعيد لبعض الرجال في بعض محافظاتنا ( عقال الرأس ) الذي تخلى عنه البعض ، ممن كان يعول عليهم ان يكونوا ( حكماء ) واذا بهم وقد تحولوا الى تجار حروب والى منظري فتن ومؤامرات ، واذا ما تم اختيار إمرأة لحكم العراق فقد نكون قد وضعنا بلدنا على أول عتبة انتشاله من حالة البؤس والشقاء ومن بقايا كوارث وحروب داحس والغبراء وكل حروب الجاهلية المقيتة، ولنرك الرجال جانبا، هذه المرة، ونمنحهم ( استراحة المحارب ) لأنهم هم من ساموا شعبهم سوء العذاب!!