19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

أنتَ الرجلُ الوحيدُ الذي لا يُمكنُ أن نكتبَ عنهُ قصيدةً

فكلما تذكرناك يا عبد الكريم

تذكرنا الأوراقَ التي نـهشتها الأخطاء

والذئابَ التي نـهشت أصابعنا

فتنكسرُ المحبرة

وينزلق بنا الكرسيُّ والطاولة

ينـزلق بنا الزمنُ

وينـزلق العراق

* * *

أنت الرجلُ الوحيدُ الذي لا يمكنُ أن نكتبَ عنهُ قصيدةً

لأنك لم تخدع أحداً

…….

…….

بل تركت المخدوعين يُكملون صلاتــَهم الكاذبة

ليقتلوك بعد ذلك

في منتصف شهر رمضان !!

تلكَ القتلةَ المخزية

بتلكَ البنادقِ التي قتلتْ العراق

ثم قتلتهم

الواحد تلو الآخر

* * *

أنت الرجلُ الوحيدُ

الذي ليس بوسعنا أن نتذكرَ أخطاءَهُ

أو ننسى صورَهُ الكثيرة

أو نقارنَهُ بنوري السعيد

أو جمال عبد الناصر

ليس بوسعنا أن ننسى الجروح الكثيرة

أو نبني لكَ تمثالاً في صحراء الماضي

فأنت الرجلُ الوحيدُ

الذي ننتظره

ولا بد أن نراهُ ذاتَ يوم

لا من أجل رئاسة الجمهورية

أو الاعتذار عن أخطاء التاريخ

بل لكي ترى بعينيك :

ما يفعلُهُ لحد الآن (الحرس القومي)

وحسين الشهرستاني وعلي خامنئي

وشركات البترول ..

كي ترى بعينيك ما فعلوا بقاعدة سبايكر

وكيف يواجهون آلافَ الوجوهِ

وهي تخرج لهم من الأكفان

يصرخون بـها ويصرخون

لشدَّةِ رعبِهم منكَ ومنا ومن وجوهِ الضحايا

ومن الحقيقةِ

ومن خيولِ الحقيقةِ

وهي تصهلُ في كوابيسهم فيهربون

…….

…….

لكنها تصهلُ أيضاً في حفرِ الماضي

تصهل وتكبو على جروحِ الأيام

حتى مَرضتْ الكلماتُ وماتت

وما عادت المراثيَ تُجدي

ما عادت تنفعُ الذكريات !!

لندن – آذار ( مارس ) 2002

وجُددت في 10-2-2015

[email protected]