23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

رب ضارة نافعة..(شكراً كورونا )…!

رب ضارة نافعة..(شكراً كورونا )…!

تظاهرات الأول من تشرين الاول عام 2019 قد غيرت قواعد اللعبة السياسية لدى الحكومة العراقية وأحزاب السلطة التي دخلت إنذار (ج ) في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية وكادت بعض المحافظات تخلو تماماً من مقرات تلك الأحزاب ومن فيها حيث يعتبر جيل (الألفينات ) جيل شبابي ثوري واعي أذهل جميع العالم بعدد شهداءه وجرحاه حيث بلغ عدد الشهداء اكثر من (800) شهيد , وعدد الجرحى يقارب من (25 ) الف جريح , عزز شباب تشرين الوحدة الوطنية في مواجهة السلطة وأحزابها بأساليبها الوحشية القمعية التي يندى لها جبين الانسانية , قنابل الغاز العسكرية الثقيلة والمحرمة دولياً حيث لا تستخدم الا اثناء الحروب العسكرية ويحاسب عليها القانون الدولي إذا ما أستخدمت ضد المدنيين العزًل , رافقها القنص الميداني وقد أسمته الحكومة آنذاك بـ ” الطرف الثالث ” ولم يعًرف لحد هذه اللحظة من هو الطرف الثالث وتبعيته , وقد تواردت مختلف التكهنات في تشخيصه , أستخدمت أيضاً أسلحة صيد الخنازير ضد هؤلاء الشباب الذين فتحوا صدورهم بكل بسالة وشجاعة أمام هؤلاء الصيادين والقناصين الأراذل , أضف لكل أنواع القتل والتعذيب …الاختطاف والترويع والاعتقال , وقد أطلقوا حملات التشويه من إدخال بعض بائعات الهوى والراقصات الى ساحات التظاهر والاعتصام بحجة أن المتظاهرين هم سيئيين, إدخال بعض الشاذّين جنسيا ً والعبث داخل خيام الاعتصام أو المطعم التركي الذي أرعب الجميع وبث الافلام ألأباحية عن طريق هؤلاء الأراذل وجحوشهم الالكترونية ,بأن سلوك وديدن المتظاهرين هكذا , لكن حبل الكذب قصير, حيث أظهرت تقارير عالمية موثوقة بأن تظاهرات تشرين هي من أنظف وأطهر من كل تظاهرات واعتصامات العالم حيث أثبتت تلك التقارير بعدم تسجل ولو حادثة واحدة بالتحرش الجنسي أو الاساءة للجنس الثاني المشارك بالتظاهرات من أول يوم لانبثاقها , وأستمر زخم المتظاهرين وتمكنوا من تخطي (الفخ ) المرسوم لهم , والمخطط له من أحزاب السلطة والمسلحين لحرف مسار تلك التظاهرات.
وكما يقولون (رب ضارة نافعة ) بأن كورونا اللعينة والحجر وقطع الطرق والساحات ومنع التجوال أنقذ أحزاب السلطة الذين كانوا على شفى حفرة وقاب قوسين أو أدنى من التلاشي والزوال وقالوا بالحرف الواحد لكورونا (شكراً كورونا ).