حين تجتمع القوة الهائلة والحماقة الشديدة في آن معا فأنتظر الجحيم , نظرا لما تقوم به ( قوى الشر الكبرى ) أصبح من الواضح أن العالم يقترب من حالة الجحيم التي عرفها عدة مرات في تاريخه بسبب تحالف ( الحماقة – الغطرسة ) والقوة وغالبا ما كانت النتيجة في غير صالح المتهور المعتدي الغاصب , بعد إحداث ( الحادي عشر من سبتمبر) .. حيث أصبحت أمريكا تحت ضغط كبير إمام الرأي العام العالمي وشعبها ، كيف لم تستطيع أجهزتها الأمنية التي تخطط لـ 50 سنة للإمام عن كشف خطة ضرب أهداف حيوية في عمق الولايات المتحدة .. ؟
فوقعت إدارة أمريكا في تخبط ، فتريد عمل شيء ما على وجه السرعة ، كي توري للعالم جبروتها ، لذلك قررت البدء بخططها الجهنمية لغزو بعض بلاد العرب و المسلمين كأفغانستان و العراق تحت أسباب واهية وهي محاربة الإرهاب الإسلامي و بإبادته من مصادر نشأته و ما زاد الطين بله هو حقد المحافظين الجدد الذي يستولون على الإدارة الأمريكية على الإسلام والمسلمين بمعية من يشاطرهم الفكر نفسه ككيان الصهاينة و بعض الدول الغربية التي بها قادة متصهينين وأعداء للأمة العربية والإسلامية .. إن الشرق الأوسط اليوم يمر بدوامة خطيرة قد تشهد أعنف التحولات وأكثرها قوة وإشاعة للبلبلة وعدم الاستقرار بعد مشروع غبار ( الربيع العربي ) الذي جاء قبل الشتاء لأن فشل المشروع ( الصهيو – أمريكي ) في المنطقة و الفشل الأميركي في العراق ، من شأنه إن يفقد الولايات المتحدة رغبتها في مواصلة مهمتها هناك بذريعة الحفاظ على الأوضاع القائمة التي كانت قبل غزوها للعراق .. أما عن قضية الإرهاب فالإرهاب هو مقاومة رد فعلفي مواجهة قرن من الهيمنة والاستغلال اللذين مارسهما الكيان الصهيوني اللقيط الذي يؤيده الأجنبي الغربي و الأمريكي و بعض حكام الذل و الهوان بتصرفاتهم المشينة لخضوعهم للمعتدي و قمع شعوبهم في المنطقة . الغرب خلق إسرائيل على حساب الفلسطينيين ، وأي تسوية واقعية عليها بأقصى ما تستطيع أن تعيد إنصاف هذا الغبن التاريخي .
الوضع في فلسطين يتدهور بواسطة تأثيره العكسي على العراق أيضا . كارثة أمريكية في العراق تحمل دائما ميلا كامنا لان تصبح كارثة أمريكية في المنطقة كلها , سوف تسقط كل مبررات الحرب وكما علمنا التاريخ كل حقبه السابقة بأن الغزو والاستغلال الأجنبي لن يبقى بالمنطقة نظرا لرفض أهلها الاستعمار مهما كان نوعه .. إن سياسة أمريكا تتمحور حول شيئين رئيسيين في المنطقة هما تدفق البترول وامن الكيان الصهيوني اللذان يعتبران عاملين جوهريين لإستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط . تعبر إسرائيل بصوت عال عن مخاوف تقوم على أساس حقيقي بان الشعب الأمريكي سوف يحاسبهم قريبا لأنهم دفعوا حكومتهم ، بواسطة المحافظين الجدد ، إلى مخاطرة كارثية ، حيث أن الإرادة الأمريكية وقفت إلى جانب إسرائيل مهما كان ذلك على حساب مصالحها في العالم العربي . مما سمح للقوى المعادية لأمريكا في المنطقة كإيران والصين و روسيا تبذل قصارى جهدها لتجعل من تكلفة سياسة الولايات المتحدة في المنطقة غير محتملة و بوادرها بدأت تظهر للعيان بعد فشل مشروع أمريكا الجديد المخفي في سوريا اليوم ..
ألا إن السؤال سيبقى مطروح كيف سيكون رد فعل من هم ضد العرب والمسلمين و خاصة منهم الفلسطينيين ، لمجرد التلميح بهجران القوة العظمى حامية عدا الكيان اللقيط التي لا يمكن الاستغناء عنها ، إن كانوا من الصهاينة أو من الأنظمة التي تهاونت في مواجهتهم و من تعاونت معهم تحت أي مسمى سلام أو استسلام أو تطبيع أو صداقة أو إنسانية .. حيث أن الأسوأ هو الذي سوف يأتي بعد هذا المخاطرة الكبيرة لأمريكا التي نتائج خسارتها أصبحت ظاهرة للعيان في منطقة الشرق الأوسط الجديد .. الغريب انه ومع كل هده الهزائم والسقوط المتواصل للسياسة الأمريكية في المنطقة , لازال هناك أنظمة عربية متعلقة بالولاء والتبعية لأمريكا المتهاوية .. ؟
وهل الرهان لهذه الأنظمة قائم وصحيح للمستقبل وإذا حصل السقوط الرأسمالي الأمريكي فكيف سيكون حال هذه الأنظمة من بعد ذلك , وكيف ستكون ردود فعل الشعوب المغلوبة على أمرها إمام تلك الأنظمة أوجه هذا السؤال الى حكام الخليج الأمريكي عفوا اقصد العربي سابقا , لا أريد رسم صورة قاتمة من حجم الفوضى غير البناءة التي ستنجم عن هذه الفرضية .. !
ولكن النظام الرأسمالي الأمريكي سريع الانهيار كما حدث إثناء دخول القوات ( العراقية ) الكويت في فترة وجيزة جدا , وان لم يحل محلها نظام عادل وجديد في الوقت المناسب فان العواقب على المنطقة وتشمل إسرائيل ومن يتبعها سيكون مدويا وسريعا ..