23 ديسمبر، 2024 2:12 م

رمضان جميل ومفيد وسعيد . خلوة هانئة ، وليلات مبهجات ، شاردات شالعات ، من جبِّ لغو الصحب ، ومناحات الكلام الفائض . مسلسلات بديعة ، وشرائط سخيفة . تنويعات مدهشة ، ومقرفة في آن ، قد تستجلب معها ، إعادة تحريك فكرة شراء ستة تلفزيونات للعائلة . إعلانات الشاشة ، تهلهل بباب الرز العنبر والبزمكي ، وشوربة العدس المبصّلة ، ومكعّبات الماجي السحرية التي يكفي واحدها ، لخلق قِدْر مرَقٍ عملاق ، يُشبع بطون ربع مخيَّم أوادم لاجئين . صحوٌ هائلٌ يُعينني على تشكيل وتحريك وتنقيط مفتتح الكلمة وأخيرها ، من دون أن أتعثّر بمشاعل الغفلة . قراءة في كتاب لم أقرأه من قبل . ثلْمُ زمن الإنصات لأخبار بغداد العباسية ، وأخيّتها دمشق الأموية ، إذ تتآكلان معاً . ألتخفّف من ثقل كربة ” ألربيع العربي ” على الروح اللائبة ، وعلى الجسد . تضليل الأصدقاء بعدم الإكتراث . طقٌّ أربع صور ، صحبة نؤاس وعلي الثاني ، وبيننا الرجل المسحّراتي ، أبو الطبل ، كما تسمّيه الناس في بلاد ما بين القهرين . صحن شوربة عدس ، مُنَكّه بطعم الكمّون ، من جارتنا مريم القبطية ، رددنا عليه ، بصحن كبّة مبرغلة مدعبلة ، قشْرها خفيف ، كأنها خارجة الآن ، من بطن قدْر عظيم ، يتفاور عند أول سوق السراي . سلة محترمة من الشرابت والعصائر : شربت نومي بصرة . شربت قمر الدين . شربت زبيب . شربت ليمون . أمّا هنا في عمّون ، فشربت خرّوب ، وأخوه التوت وأخوهما الأكبر ، شربت قصب السكر الذي كافُهُ مشدّدة ، فلا تجتنبوه . ثمة استراحة مؤقتة ، تحمي القلب ، وتسوّر الدماغ ، وتقوّي الكبد ، وتحصّنه من الكدمات التي تخلّفها ، مناحات داخل حسن ، وفراقيّات يوسف عمر ، وعتب سعدي الحلّي على الولد ، وقلّايات نسيم عودة ، وشيوعيّات ياس خضر ، ومدميّات حامد السعدي ، وسكاكين سلمان المنكوب ، كأنها سبع حناجر تثغب في بريّة . تلك كانت ، سيرة ابتدائية مبتسرة ، للخمسة الأوائل من رمضاء رمضان ، وحين يدور الأسبوع دورته ، وينبتُ عند عتبة الخاصرة ، سنكون وإيّاكم ، قد أكلنا من الشهر عشرة ، وبباب ذاك الأوان الذي لناظره جدُّ قريب ، ستتضح مصائر يسرى ، وآلاء حسين ، ويحيى الفخراني ، وثامر اسماعيل ، وخليل فاضل ، وعادل إمام ، ونور الشريف ، وجواد الشكرجي ، ورائد محسن ، وقاسم الملّاك ، وحسن حسني ، وحسن الجندي ، وسمير غانم ، ونبيلة عبيد ، وسمية الخشاب ، ومن كلّ هذه السلة الملونة ، سوف أُرشّح الممثل الشاميّ الوسيم المُجيد الجديد ، ثامر اسماعيل ، لتتسلّط فوق وجهه ، أقوى البروجكترات ، ولتنرشّ على جسده الطويل ، أعظم المعلّقات ، ولتتناطح حوله – أقصد حول دوره – رؤوس القوم ، الذين منهم مَن رفض واعترض ، ومنهم مَن وافق وأُعجب ، ومنهم من تأنّى وتريّث ، حتى مساء شوفة هلال العيد ، ورجوع عادل امام ، من تل أبيب ، صوبَ القاهرة !!
[email protected]