لايمكن أن أقف مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومع عزت الدوري في آن، فماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ومن هنا فإنني أرفض تأييد كلما يؤيده عزت حتى لو كانت مظاهرات سلمية كفلها القانون، رغم إنني أنادي بالتغيير الشامل وبالاطاحة بالعملية السياسية برمتها، لأن مابني على باطل فهو باطل، وأن مقدمات هذه العملية السياسية التي فرضها علينا الراعي الأمريكي، فاسدة وهي تنتج فاسدين.
وبالنسبة للمظاهرات في الرمادي وغيرها من المدن التي رفعت شعارات طائفية وأعلاماً للارهاب في سورياوحركها ودفع لها متهمون بأعمال ارهابية موجودون في الحكومة والبرلمان، فهي ليس الا نتاج فعلٍ لمفسدين وقتلة ومجرمين، وإن كانت ترفع بعض المطالب المشروعة، ولايمكن أن أؤيدها، والا فإنني بذلك أكون قد دفنت كل ذلك النضال الطويل الذي خضته حتى قبل ربيع العمر( ألا ليته يعود يوماً فأخوضه من جديد ولست نادماً) ، ولكنت بذلك أشتم كل اؤلئك الشهداء من أهل بيتي وبيت زوجتي الطاهرة، وقبلهم الصدر الأول والثاني وعبد العزيز البدري وآل الحكيم ورفاق دربي الطويل من دعاة وشيوعيين وحتى بعثيين غدر بهم صدام ، وكلل من تسلق حبال المشنقة أو قتل صبراً في ” الأنفال ” و” حلبجة ” وباقي مدن العراق .. وحيث ماتطأ قدمك فثمة مقبرة ، ومايبنيه الله بأعوام يهدمه طاغية أرعن يدعى صدام …
ولن أحتار في تفسير موقف السيدمقتدى الصدر وتياره الذي قاتل ” المحتل ” بنعال أبو الاصبع وكلاشنيكوف ، وقذائف هاون سقط معظمها على منازل ” أولاد الخايبة ” في البصرة تحديداً. فمقتدى الذي حاربت من أجل انقاذ رأسه أثناء معارك النجف، يكشف يوماً بعد آخر، أنه بحاجة الى ناصح أمين يكون له ” مرآته وعينه ودليله “، وليس الى “مكبر ومهلل و مرسل صلوات” ومطبل ومزمر،كما يفعل أنصاره.
ولعل المعادلة الراهنة التي أوجدها نظام ” تقاسم الحصص ” ، ويجب تفكيكها بين السنّة والارهاب وبينهم وبين صدام، دفعت بمقتدى الى تأييد الممظاهرات وهي ليست الا (مسجد ضرار)، ظناً منه أنه بذلك يزيح شيئا من رائحة لطائفية النتنة. التي تفوح منها، لكن يصبح من نافلة القول أيضاً إن مجرد تأييد مظاهرات طالبت بالغاء ” اجتثاث البعث ” ومايتعلق بالمادة 4 ارهاب، وأيدها عزت الدوري، يثير الكثير من علامات الاستفهام على موقف مقتدى نجل المولى المقدس الذي سحر العالم باخلاصه وشجاعته ، وقتله صدام واغتاله، وصفق لمقتله إسلاميون!.
ومايثير الدهشة أو فلنكن صريحين أكثر ونقول إنه يثير السخرية أن يهدد السيد مقتدى باعتقال أو قتل عزت الدوري إذا لم يفعل المالكي ذلك، وهو ينأى بنفسه عن عزت.ولنا أن نتساءل أيضاً:
إذا كان مقتدى صادقاً بأنه قادر على اعتقال عزت الدوري أو قتله كما جاء في بيان “مايخرش الميه ” لاحراج المالكي كمايظن، فلماذا لا يقوم بذلك؟.
فهل من المعقول أن يشن زعيم التيار الصدري حرباً لاهوادة فيها ضد “فساد المالكي وحكومته التي هو جزء منها، ويغض الطرف عن عزت ولايقتله أو يعتقله؟..
هل ياترى أن السيد مقتدى يشوف البكه ويعوف الجمل؟ أم أن الأمر لا يخرج عن كونه :” أواعدك بالوعد واسكيك يا كمون”؟. .
لماذا لاينسحب مقتدى من التحالف الذي يضم المالكي إن كان بالفعل غير راضٍ عن أدائه ؟ وبالمقابل لماذا نرى التحالف الوطني يتظاهر بأنه متماسك ، ويبقى المالكي من ضمنه رغم أن معظم حلفائه يتآمر علناً عليه، أو يحرض الشارع لاسقاطه، أو أنه يقدم مبررات قوية لأعداء العملية السياسية البعثيين، للعودة مجدداً وبقوة على السطح، والظهور كمنقذين، برغم أن الشعب جربهم … و “من جرب المجرب حلت به الندامة “..
ويجب القول بكل ثقة ودون خوف من اتهام بالطائفية” فالليدري يدري والمايدري كضبة عدس” ، إنني عندما أرفض ” العملية السياسية ” فلأنها قسمت الشعب الى ” مكونات ” حشرها الراعي الأمريكي حشراً في ” بستوكة ” طرشي، فيما العراقيون شعب واحد، تأريخهم مجيد ولافرق بين عربيهم ولا أعجميهم ولا سنيهم أو شيعيهم ومسلمهم ومسيحيهم أو صابئيهم أو إزيديهم وهلم جرا الا بمقدار حبه للعراق والاخلاص له والعمل وقبل كل شيء في الوفاء والولاء والحوار تحت سقف الوطن…
فهل من الوطنية أن نقبل مطالبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة العراقية الانصياع لمطالب متظاهري الانبار والمتمثلة بإطلاق سراح جميع الارهابيين من السجون في حين يرفض هو إطلاق عفو عام عن معارضيه الأكراد المحرومين من أبسط حقوقهم القومية؟!.
وبالمناسبة فان أردوغان هذا ومعه باقي نعاج الحظيرة الاسرائيلية ، كما وصفهم “نظيره” القطري، يهدد المالكي بربيع عراقي “موت ياحمار لمَّن يجيك الربيع”…
والعاقل يفهم.
مسمار:
قتلتنا الردة..
قتلتنا الردة..
قتلتنا الردة..
قتلتنا ان الواحد منا يحمل في الداخل ضده
من أين سندري أن صحابيا
سيقود الفتنة في الليل بإحدى زوجات محمد
من أين سندري ان الردة تخلع ثوب الأفعى
صيفا تلوث وجه العنف؟!..
(…)
يا ملك الثوار..
أنا أبكي بالقلب لأن الثورة يزني فيها
والقلب تموت أمانيه
(مظفر النواب)