بعض الحقائق كالدواء طعمها مر. خصوصًا إذا تعلق الأمر بمن تحسن الظن به، ويتبين غير ذلك، وحسن الظن تارة يكون لحسن النية، أو للموقع وقداسته لدى صاحب الظن بالحسنى، وأحيانا يكون نتيجة سذاجة (وفهاوة) كما يُعبر عنه بالعامية العراقية. والحقيقة التي نريد أن يتذوق مرارتها القارئ الكريم، تتعلق بطائفية وعمالة موفق الربيعي، هذا السمسار الذي يُكثر الظهور على شاشات التلفاز ويدلي بتصريحات يستخف من خلالها بالشعب العراقي ومن تلك التصريحات (إن حزب الدعوة علوية يشور) وحقيقة موفق الربيعي الطائفي تعود لأيام توليه منصب رئاسة جهاز الأمن الوطني فقد لعب الربيعي دور كبير في تأجيج الطائفية وإشعال نار الفتنة جراء الاعتقالات العشوائية من مناطق معينة وتصفية أغلب من يعتقل وبدون أن يُعرَض على قاضي تحقيق أو أي محكمة مختصة مما دفع بذوي الضحايا إلى الانتقام والارتماء بأحضان الجماعات الإرهابية المتطرفة لغرض الانتقام.
ومن سخريات القدر أن يتحدث موفق الربيعي عن فشل الساسة وهو المؤصل لذلك الفشل ولكنا يتذكر ارتباطه بالأمريكان وكان حلقة الوصل بين مرجعية السيستاني والبقية المراجع المعبر عنهم بالأربعة وحسين الصدر ، وبين والحاكم المدني برايمر وكارنر وقادة الاحتلال في تلك الفترة، ويشهد لذلك ما نشره بول برايمر في كتابه “عام قضيته في العراق النضال لبناء غد مرجو) ففي ملحق الصور وتحت صورة رقم 17 كتب بريمر “عشاء في منزل آية الله حسين الصدر (من اليسار الى اليمين) اية الله حسين الصدر، مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، دان سينور، برايمر” وفي الصورة يظهر ما ذكرهم برايمر أعلاه
وكشاهد على أن الربيعي كان حلقة الوصل بين الاحتلال والسيستاني ومن اشرنا لهم يقول برايمر في كتابه الذي ذكرناه في صفحة 371 (… سمعت رد السيستاني في تقريرين منفصلين من الربيعي وضياء . كان موقف آية الله “لينا” بشأن دور الإسلام . وعلى الرغم من أنَ السيستاني عبر عن “تقديره الكبير” لما فعله الائتلاف للعراقيين، …) انتهى الاقتباس من كتاب برايمر .
وقال في نفس المصدر صفحة 373 (… اتصل الربيعي بالنجف وأفاد بسعادة بأن السيستاني وافق على هذه الصيغة. …) وهنا يتكلم عن كتابة الدستور وقال بريمر في نفس المصدر في صفحة 377 (… وأبلغ الربيعي الجماعة أنه “لن يغير كلمة في النص” لأنه حظي بموافقة السيستاني …. ثم أخذت الربيعي جانبا لأوصيه بان يقترح إضافتها الى نص الإسلام يشير إلى المبادئ الديمقراطية فوافق . وهكذا عندما عاد مجلس الحكم إلى الاجتماع قبل منتصف الليل بقليل؟، أشرت على محسن بأن يدعو الربيعي إلى الكلام. ألقى الربيعي خطبة بليغة ….. ) ثم يقول في صفحة 382 (… قلت للربيعي أني لا اعرف كيف يمكننا العمل بهذه الطريقة فقد تبنى مجلس الحكم بأكمله النص بالإجماع قبل ثلاثة أيام قلت غاضبا انتم الشيعة تلعبون بالنار ….. وافق الربيعي على مضض وقال إنه سيحاول جعل السيستاني يتفهم الأمر…) وقال برايمر في صفحة 383 (… وأفاد موظفي بأن الشيعة لا يزالون مجتمعين وأن هناك صياحا علة الهاتف بين بعضهم وابن السيستاني … … وفي نحو الساعة الثالثة والنصف وصل الجلبي والربيعي وطلبوا الاجتماع …. ) هذا وغيره من الشواهد على عمالة الربيعي ومرجعه وكيف تم إدارة الأمور في حينها وكان الربيعي حلقة الوصل بين الاحتلال ومراجع النفع والمصالح الضيقة هذه الحقائق يجب ان يطلع عليها الشعب العراقي حتى لا يستغفله أمثال السمسار الربيعي ويضيع تاريخ مرحلة مهمة فيها من المآسي والويلات بسبب ما جلبه لنا لاحتلال وسماسرته وطائفيتهم المقيتة!!!.