كنت قد نصصت بموضوع سابق : إن من يرتكب كبائر الذنوب تهون عليه صغارها ، وكبائر الذنوب لدى مسعود وأبيه من قبله تكمن في قتلهم لأكثر من ثمانين الف عراقيا للفترة من 1960 – 1975 بآلات القتل التي سوقها الهالك شاه ايران محمد رضا بهلفي عليه من الله ما يستحق وحليفه الكيان الصهيوني العنصري وجهات أخرى لم ترد للعراق خيرا أو إستقرارا البتة ، وكل ذلك كان يجري من أجل تحقيق حلم آل برزاني في إنشاء إمبراطورية تترامى أطرافها من شرق سوريا حتى غرب إيران مرورا بجنوب تركيا ونزولا الى حي الأكراد بمدينة الصدر !! وأظنكم تذكرون المساعي التي بذلتها الحكومات العراقية المتعاقبة الرامية الى إحتواء الفتنة البارزانية وتداعياتها التي طالت كل بيت عراقي تقريبا ،وقد رفضت تلك المساعي رفضا باتا بحجة ( حكم زاتي ناقص ) وهذه الجملة رددها السذج أو الذين يخشون من بطش آل برزاني التي لن تميز بين أسود وأبيض في البطش . حتى جاءت أتفاقية الجزائر عام 1975 فكانت قاصمة لظهر التمرد رغم إنها فرطت بجزء عزيز من مياه شط العرب ، ولكن هذا هو حال السياسة اللعينة حيث يهب الأمير مالا يملك لمن لايستحق .
وعلى الرغم من أنحسار وتيرة التمرد ظلت بعض الجيوب تطعن الجيش العراقي هنا وهناك .. تقتل بجنح الليل ثم تولي الأدبار وكانوا يعدون تلك الممارسات الأجرامية أعمالا ثورية ونضالية فالقتل عندهم نضال وجهاد !! وهناك أعداد لايستهان بها من الكورد قد أنضوت تحت لواء بما يسمى ( الفرسان ) وفي حقيقة الأمر كانت شبه عصابات بمعنى : نهارا مع الدولة وليلا مع المتمردين العصاة ! وتلك غلطة تضاف الى أخطاء النظام السابق وما أكثرها على الرغم من ان هذه الميليشيات كانت تحت أشراف صارم من النظام السابق وكانت تحظى بدعم وإمتيازات عديدة إلا أن الخيانة كانت تسري بدمائهم كما يسري الدم في العروق .
وحين إندلعت حرب الثمان سنوات بين العراق وايران خميني كان موقف عصابات آل برزاني وحليفهم اللدود جلال طالباني مخزيا ومخجلا يعرفه أهل العراق والعالم أجمع على حد سواء وبشكل لن يختلف عليه إثنان ، وما دمت في هذا السياق أود أن أطلعكم على سر خفي عن البعض منكم قضية حلبجة وما جرى فيها وما جرى لأهلها فقد قيل إن النظام الصدامي هو من قام بضربها بالأسلحة الكيميائية لكن قولهم يخلو من المصداقية والحق – لست هنا بصدد الدفاع عن صدام ونظامه ولكنها كلمة حق بوجه عصابات جائرة وللذين يشككون أقول : طز بنظام صدام وطز بكل الأنظمة اللاحقة والسابقة ولعنة الله عليهم أجمعين – وإن من قام بهذه الجريمة المنكرة هو الحرس الثوري الايراني الذي كان مرتبطا بخميني مباشرة .. مستغلين حركة الرياح التي ساعدت على انتشار الغازات السامة ، وقد أصيب العديد من جنودنا بتلك الحادثة لكن صداما تكتم على الأمر لأعتبارات عدة ، أقول هذا القول بكل ثقة وهو الحق بعينه ولعلمكم كنت أحد الذين تعرضوا للأصابة حينها ومكثت في مستشفى الرشيد تحت حراسة مشددة وقد منعوا أهلى من زيارتي بحجة أني مصاب بمرض معدي !! .. نعم لقد إستخدم صدام هذا السلاح المحرم في معارك شرق البصرة نظرا للأعداد الغفيرة من المهاجمين والتي لم تنفع الاسلحة التقليدية في معالجتهم لكن قيادة الفيلق الثالث آنذاك حذرت المنتسبين من خلال ضباط الارتباط لاتخاذ التدابير الوقائية وارتداء أقنعة الوقاية من الغازات السامة فحصل الذي حصل حيث تكدست الاف الجثث الايرانية وبقت في العراء الى ان تم دفنها منعا من تفشي الامراض .
لقد أستغلت طغمة آل برزاني تلك الحادثة وأستطاعوا أن يلعبوها ( صح ) فكسبوا بذلك التعاطف الدولي والذي مهد فيما بعد في انشاء مناطق عازلة مكنت العصاة من التقاط انفاسهم بمعزل عن مضايقة السلطات لهم .
لقد أثبت صدام فشله الذريع في إدارة دفة السياسة الحكيمة ولجأ الى العنتريات غير المبررة لاسيما إحتلاله للكويت بحجج لست بصدد مناقشتها حاليا وربما سنمر عليها في وقت لاحق بأذنه تعالى ، فلقد كان إحتلال الكويت سببا في سطوع نجم البرزاني وغيره كما أنه أعطى الذرائع لبوش اللعين في غزو العراق عام 2003ومن ثم جلبه لهذه الشكولات الزفرة التي نهجت ذات النهج البارزاني في القتل والسرقات والفساد والعمالة والدونية كما جاءت بشذاذ الآفاق والدجالين ليتبوؤا مناصبا لم يكونوا يحلموا بها ؛ وما خفي عنكم وعني أعظم بكثير مما قلته أرى أن تسألوا مسعودا فعنده الخبر اليقين هذا لو أصدقكم القول ! خصوصا حينما أستعان مسعود الديمقراطي بصدام الدكتاتوري في عام 1996 لمناجزة حليفه اللدود مام جلال وتباكيه على (هه ولير ) التي ستسقط بيد الفرس ! ولست أدري ولا المنجم يدري ماسر العلاقة بين الديمقراطية والدكتاتورية ؟ وليس غريبا على أنثى العنكبوت حين تلتهم صغارها بمجرد نزولهم عن ظهرها !!
وما دمنا في رحلة مع العملاء والمجرمين لابد من الاشارة الى ذات الادوار التي لم ولن تتوقف حتى يتحقق حلم البرزانيين في الانفصال عن العراق الذي تربوا فيه ونهلوا من خيراته فجحدوها وأنكروا عراقيتهم وابتدعوا لهم علما بائسا يرمز الى عرش الطاووس ، ولا يفوتني هنا أن أحيي نوري المالكي !! على مواقفه الشجاعة أزاء طغمة آل برزاني على الرغم من أني أكره المالكي ككرهي للعمى لكنها كلمة حق يجب أن تقال ..
في الحلقة القادمة سنتكلم عن داعش .. وما أدراك ما داعش ؟ ومن هي الجهة التي صنعته ، ومن هم الذين أيدوه بالمال والسلاح ولماذا وما هو دور آل برزاني في أحداث الموصل ؟ .. هذا ما ستعرفونه في الجزء الثالث والأخير بأذنه تعالى ، وعلى المشككين والنباحين الكف عن النباح لئلا يصابوا بالتهاب البلعوم ويكرمونا بسكوتهم ، فلن يثنيني شئ عن كشف المستور .. دعوة للأستاذ اياد الزاملي برفع مقص الرقيب عن مقالاتي …