كراج النهضة الشهير في بغداد واحد من عشاق امريكا ، ليس لأنه تأثر بأغراءات ساقيَّ مارلين مونرو أو اغراءات مادونا أو اعجابا بروايات همنغواي واشعار والت ويتمان اليس معجبا بجورج بوش الأبن ورامسفيلد لأنهما دكا بغداد بصواريخ كروز وسحبا رأس التمثال بسلسلة مربوطة على فوهة مدفع دبابة برامز .
وربما الكراج الذي كان شاهدا ازليا لبساطيل الجنود في حروب الوطن كلها ليس هاوٍ لمشاهدة افلام رامبو لسلفستر ستالون ودعابات افلام الكارتون توم وجيري .
كراج النهضة يعشق امريكا لان معظم سيارات الاجرة الصالون الذاهبة من بغداد الى مدن العراق هي من النوع الامريكي الدوج والشوفرليه والفورد ويطلق عليها اسم اوباما تيمنا بالرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك حسين اوباما. وغالبية لونها هو الاصفر كما في سيارات التاكسي الصفراء في مدينة نيويورك ، لكن الفرق أن سيارات نيويورك تحمل عدادات ومؤمنة بشبكة الانترنيت فيما سيارات العراق لاتحمل سوى مسجل كاسيت وفلينة ثلج في الصندوق الخلفي ومزاج السائق في تسعيره اجرة السفر حسب زحام المسافرين.
مرة سألت سائق سافرت بسيارته بين الناصرية وبغداد لماذا اسميتم سيارتاكم اوباما .
قال : انه لايعرف لقد اشتراها وصاحب المعرض هو من نطق اسمها واذا تسأل صاحب المعرض قد لايعرف من سماها ، ولكن احد السواق قال لي مرة ان من سماها اوباما ربما واحد وزنجي من اهالي البصرة اراد ان يقول للعراقيين البلد الذي حرركم رئيسه من عرق زنجي كما انا.
ولذلك يتندر بعض سمر البصرة انهم لايركبون في سفرهم الى بغداد سوى بسيارات اوباما لانهم يعتقدون ان الرئيس اوباما ابن عمهم.
الآن وقد غادر اوباما الديمقراطي البيت الابيض ليعطيه الى جمهوري مشاغب اسمه دونالد ترامب ، واظن ان هذا الفوز اسقط الكثير في حسابات بعض ساسة العراق الذين كان لبعضهم رهان ان الاباتشي ستظل دك اوكار ارهاب داعش ، وآخر يقول في مقابلة تلفازية انهم تعودوا على نهج اوباما وارتاحوا اليه لهذا ستكون كلنتون مثله ، حتى ان احدهم اخبرني ان الكثير من رؤوساء الكتل ورئيس الوزراء قد حضروا ديباجة التهنئة للسيدة هيلاري كلنتون.
ولكن كما عند المتنبي العظيم تجري الرياح بما لاتشتهي السفن . لقد فاجيء ترامب الجميع حتى الاستطلاعات الرأي واحلام اوربا بعدم فوزه ، ليفوز في حدس ان هذا كان متوقعا لان الامريكي ملَ الاستعراض البريء والراقص لرئيسه اوباما امام التلفاز ، ولان اوباما لم يكن حاسما لورطة امريكا في كثير من الامكنة ، سوريا واليمن وليبيا وافغانستان، لهذا ارادوا ترامب لانه قرب اليهم صورة المعجزة لتعود امريكا محصنة وثرية دون ان تفقد جنودها.
الآن وقد رسم الحزن ملامحه على كراج النهضة ، لأنه يدرك انه بمرور الزمن ان اوباما سيذهب الى النسيان ولم يبقَ منه سوى سيارات الاوباما التي سيتقادم موديلها وترمى في محلات الخردة والتفصيخ وسينساها الناس. إلا إذا تكرمت امريكا ووجدت وظيفة لرئيسها القديم ( أوباما ) وعينته سفيرا لها في جمهورية العراق.