وهذه كناية عن الذي يخيب فيما امّل، فيسلي نفسه بادعائه الافادة من وجه آخر، وروى عبود الشالجي في كتابه ( موسوعة الكنايات العامية البغدادية)، ان صديقا له كان مولعا بالبوكر ولعا عظيما، وكان ملازما للخسارة، ولايستريح الا اذا نهض من مائدة اللعب خالي الوفاض، وكان اصدقاؤه يسألونه في اليوم التالي عن حاله، فيقول: ( ربحنهْ شوفة الاخوان)، ولا اعتقد ان العبادي وعادل عبد المهدي وسليم الجبوري ربحوا شيئا من زياراتهم وجولاتهم سوى شوفة الاخوان، فلم يصدر قرار مهم، او حتى وعد بعلاج الازمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والتي يعد العراق اكثر المتضررين بها لاقتصاده الهش ودولته الركيكة.
لا ادري كيف تسنى لعادل عبد المهدي ان يذهب الى الكويت ليبيعهم الغاز الطبيعي، وانبوب الغاز الطبيعي الذي يأتي من ايران ماثلا للعيان، يعني سالفة اللي يبيع تمر للبصرة، نستورد الغاز الطبيعي من ايران، ونبيع الغاز الطبيعي الى الكويت، ولا اظن ان عادل عبد المهدي في زيارته للكويت ربح شيئا سوى شوفة الاخوان هناك، وكذلك زيارات مصر وتركيا والامارات، وحتى التقارب المزعوم مع السعودية.
لاشيء ايها السياسيون، انتم سهم طائش جاد بكم القدر على مساحة العراق وستشبعونه موتا وفقرا، لم تحل ازمة واحدة منذ المالكي وحتى الآن، بل على العكس الامور تتفاقم والاخطاء تتراكم، الجريمة تزداد والموت اليومي ينتعش والاقتصاد يتهاوى، ماذا يفعل العباقرة بمكاتبهم وحماياتهم، لم يدر احد بذلك، منطقة خضراء مقفلة ، ومايجري هناك يعتبر سرا من الاسرار، ربما وجد وزير النفط البديل الذي سيضعه ورقة للجوكر ويلعب على المكشوف، لكنه للاسف بديل غير واقعي ولايقل تفاهة عن النفط الذي استخرجته البرازيل من قصب السكر، وقريبا سيعود العرب الى جمالهم.
بعض البلدان تحرزت ضد هذه الازمة القاتلة، في حين بقي البعض الآخر مشغولا بمشاكله الداخلية والايفادات الباطلة التي تكلف الدولة الكثير لكنها بلا جدوى، فنادق خمس نجوم وسهرات والنتيجة واحدة، برميل النفط يتهاوى ويلفظ انفاسه الاخيرة، والجماعة في اعمالهم اليومية وسفراتهم المكوكية يشبهون الى حد كبير عبادة العكرك، فالعكرك كما يقولون يقضي الليل بالتسبيح والعبادة، وحين يأتي السحر الذي هو افضل وقت للعبادة ينام، وهذه الازمة تستدعي من الاخوة السياسيين ان
يفصحوا عن مدخولاتهم، ويساعدوا دولة تخدمهم بالدرجة الاولى، فهي منهم واليهم، البيوت الفارهة والخدم والحشم والسفرات لم تكن من نصيب الشعب المسكين، وانما كانت من نصيبهم، مئات المليارات صبت بجيوبهم وجيوب ابنائهم، لقد امتصوا سعر البرميل في اعوام الموازنات الانفجارية، والمطلوب منهم الآن ان يقفوا ضد سقوط هذا البرميل وخسارته الى الابد، الاستثمارات التي بدأوها خارج العراق، والاموال التي ادخروها في البلدان المجاورة، جميعها ملك الشعب، وسيسألهم هذا الشعب الذي يجهلون مقدار قوته في تخليه عنهم في لحظات حاسمة كما فعل مع صدام، سيسألهم عن 800 مليار دولار، ذهبت في جيوبهم منذ 2003 وحتى الآن، ولا اعتقد حينذاك ان يكونوا مهيئين للاجابة، ولن يستطيعوا حين يجردهم الشعب من كل شيء ان يقولوا كما قال صاحبنا: ( ربحنهْ شوفة الاخوان)، فنحن لانريد رؤيتهم وسنتقاضى منهم امام الجميع، ولن تستطيع اميركا او ايران انقاذهم.