من يتابع المواقف السياسية منذ أندلاع ما يسمى بالربيع العربي الذي تراكمت أحداثه في سورية لتتجاوز ألآزمة الى الكارثة ألآنسانية , ولتصبح ليبيا محطة لآفريكم ألآمريكية , ثم تكون اليمن السعيد عنوانا للغدر وأستعمال ألآسلحة المحرمة التي تدمر المستشفيات والمدارس وبيوت الناس الفقراء , ويبقى العراق عاضا على جراحه شاهدا على كشف النوايا لمن جعلوا منه بوابة شرقية لحرب عبثية , ولمن رفعوا شعار الديمقراطية وحقوق ألآنسان , وأذا بهم يؤسسوا للتفتيت والتقسيم والفتنة .
أمريكا كذبت في دعوى أسلحة الدمار الشامل منذ أن حصدت ماتريد من حرب الثمان سنوات وأفتعال غزو الكويت فكانت خيمة صفوان , ثم الحصار ألآقتصادي للشعب العراقي , ثم كذبت في ما يسمى تحرير العراق والذين صدقوها هم أكثر كذبا منها , وكذبت في ما يسمى بحرب ” الهرمجدون ” التي لم يفهما جاك شيراك الفرنسي , وكذبت في مفهوم ” صراع الحضارات الحارة ” لآنها كانت تريد تفردها بالقوة والهيمنة , وتريد أمن أسرائيل لاحبا بأسرائيل , ولكن أمعانا في أضعاف العرب , وكبح جماح الشعور ألآسلامي خوفا من أن تتحول أيران مركزا لآستقطابه؟
وقد عبر أوباما في خطاب ألآتحاد قبل أيام عن قوة أمريكا وهيمنتها , وعبر عن سر دفين عندما قال : أن داعش لاتمثل تهديدا وجوديا لآمريكا ؟
وجاء تصريح يعالون وزير ألآمن ألآسرائيلي مفسرا لتصريح أوباما , فقال يعالون: لو خيرت بين أيران وداعش لآخترت داعش ؟
أما تصريح أوردغان التركي فهو كشف وتعرية لحقبة من الشعارات الكاذبة عندما قال : بأن التعاون مع أسرائيل مفيد لهم مثلما هو مفيد لآسرائيل ؟
وقد أعقب تصريح أوردغان هذا بعد زيارته للسعودية وأعلان التعاون ألآستراتيجي بينهما , مما يعني أنه يتكلم هذه المرة بأسم الحليف ألآستراتيجي وهو السعودية .
وفي هذه ألآيام تتالت أنباء عن توقع أفتتاح قنصلية لآسرائيل في ألآمارات , وهذه ألآنباء مصحوبة بتصريحات كولد اليهودي في منتدى ألآيباك عن التقارب مع دول الخليج وقد ظهر معه على منصة ألآجتماع ضابط سعودي سابق كان يعمل في المخابرات السعودية , ثم تصريحات نتنياهو رئيس وزراء حكومة أسرائيل عن تفاهمات مع بعض الدول العربية والتي يسمونها بالمعتدلة ؟
وقيام السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية بحجة ألآعتداء على سفارتها في طهران وهو العمل الذي أدانته حكومة أيران وعاقبت المسؤولين عنه , بينما لم تقم السعودية بألآعتراف بتقصيرها تجاه حادثة منى التي راح ضحيتها ألآف الحجاج المسلمين وأكثرهم من ألآيرانيين , ولم يستنكر السعوديون حادثة التفجير ألآرهابي الذي أستهدف السفارة ألآيرانية في بيروت , ولم تعتذر عن قيام طائراتها الحربية بقصف السفارة ألآيرانية في صنعاء؟
بحجة أحتلال الحوثيين للمحافظات اليمنية , والحوثيون هم أبناء اليمن , بينما ساعدت السعودية وحلفاؤها داعش على التمدد جنوب اليمن والسيطرة على عدن .
أن سيطرة داعش على عدن بعد أنسحاب الجيش اليمني والحوثيين منها هو دلالة قاطعة على كذب أدعاءات السعودية وقطر وألآمارات والبحرين على محاربتهم لداعش , ثم أستضافة السعودية لما يسمى بمؤتمر المعارضة السورية في الرياض والذي حضرته جماعات مسلحة تقتل الشعب السوري بالصواريخ ألآمريكية وبالعبوات الناسفة والغازات الكيمياوية التي تزودهم بها تركيا وتدفع أموالها قطر والسعودية , أن وجود خلية موك في عمان لدعم العصابات التكفيرية ألآرهابية في درعا السورية ووجود خلية مول في تركيا لدعم جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش ألآسلام ولواء شاه سليمان من ألآتراك في أدلب وجسر الشغور وسلمى وربيعة وجبل التركمان كل ذلك يكشف كذب أدعاءات تركيا في عدم دعمها للآرهاب .
وأصرار السعودية على أن يكون محمد علوش المسؤول السياسي لما يسمى بجيش ألآسلام عضوا في وفد المعارضة الذي يلتقي وفد الحكومة السورية في مؤتمر جنيف المزمع عقده في 25 من كانون الثاني وجيش ألآسلام الذي قتل زعيمه زهران علوش في غوطة دمشق والذي يقصف أحياء دمشق من دوما وحرستا وجوبر, ورفض الحكومة السورية لمشاركة ألآرهابيين في المؤتمر لم توافق عليه الحكومة ألآمريكية مما يعني بشكل واضح كذب أدعاءات أمريكا ومن معها في حرب داعش وألآرهاب .
وأفتضاح أمر ألآف الشاحنات التي تنقل النفط العراقي والسوري المهرب من قبل داعش عبر ألآراضي التركية والذي قصف وصور من قبل الطائرات الحربية الروسية مما يجعل أدعاءات تركيا في عدم دعمها لداعش أشبه بالخرافة التي لايصدقها أحد , هذا هو رباعي الكذب في السياسة الدولية الذي تقف معه فرنسا وبريطانيا وأسرائيل والقائمة تطول لمن يريد التفصيل .