23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

رباعيات (  العذاب )  .. !؟

رباعيات (  العذاب )  .. !؟

أثبتت السنوات ( 12 ) الماضية في ظل الاحتلال البغيض أن ( العراقيين ) فقدوا تعاطف العالم بأسره ، وظهروا بمـظهر ينطوي على الكثير من الهمجية وقصر النظر والطفولة السياسية المحضة  بات من الصعب على الكثير من العراقيين الدفاع حتى عن تاريخ حضارتهم , الخيام ذُكرت في القرآن الكريم وتحديداً في سورة الرحمن الآية 72  ( حورٌ مقصوراتٌ في الخيام )  ومن المؤكد أنَّ هناك فرقاً كبيراً بين الخيام التي تم نصبها من نصابي الحكومة والمحافظة ومنظمات السرقة والضحك على الذقون وبين الخيام التي أعدها الله لمؤمنيه الّذين سيدخلون الجنة .. وإذا كتب الله لنا الجنة ( بإذن الله ) فسأطلب من الباري عز وجل أنْ يُسكنني في منطقة لاتوجد فيها خيام لأنَّ لدي عُقدة منها منذ أيام المعسكرات والجبهات ومعسكرات النزوح لأهلنا من أبناء الرُمادي الخالدة الصابرة كي يسكنوا فيها .. والخيام أنواع تصنّعها دولٌ وتُعدُّ تجارةً رابحةً .. وهي أنواع وأحجام .. الشائع منها 180 باوند وهو الشكل المثلث ولونه عسكري بالكامل ( البيجي مع الأصفر الفاتح ) و400 باوند بالشكل المربع باللون الأخضر والمتتبع لهذين اللونين يرى أنَّ الخيام اُعدت للجيوش وليست للبشر بإستثناء خيام خاصة تُصنّع حسب الطلب للترفيه .. أما النوع الجديد فهو 300 باوند ، دائري أو بيضوي الشكل وتوزعه الأمم المتحدة بتصميم خاص متميز تملأه بالأختام والدلالات والعلامات للإشارة إلى أنها الجهة الموزعة لهذه الكارثة المخجلة ..  ومن الممكن أن يتحمل الجندي نومه وتواجده وطعامه وراحته داخل الخيمة لحين إنتهاء مدة التدريب أو إعادة التنظيم في الجبهات القتالية .. ولهذه الخيم شبابيك من قماش وحِبال لشدها وتثبيتها على الأرض وأقواس من حديد تربط مع أعواد الخشب !
هذه الخيمة مهما كانت قوتها وصناعتها ونوع قماشها لايمكن تحملها في الشتاء أو في الصيف أو في العواصف الترابية من الجنود وهم في ساحات التدريب أو القتال إلا في الحالات الطارئة أو زيادة عدد المقاتلين ، ما ألزم الدول بناء قاعات مجهزة بملحقات للطعام والإستحمام كي يشعر الجندي أنه يُعامل بإنسانية حتى وإن كان متوجهاً إلى جبهات القتال .. ولستُ على إطلاع أو معرفة بالأسعار الحقيقية لهذه الخيم وفاتني أن أسأل أحد المتخصصين بتوزيعها وهو صديق قديم عما فاتَ هذه الدولة والمنظمات التي يعمل هو في أحدها عن إستبدال هذه الإهانة وهذا التدمير للإنسان والإضاعة المتعمدة لحقوقه بكرفانات على الأقل حفاظاً على ماء وجه الدولة والأمم المتحدة والمنظمات .. وذَكرته بمناطق الإنقاذ الموزعة في كل أنحاء العراق سابقاً خارج المدن وإمكانية الإستفادة منها فتبين أنه لايعرف حتى معنى مناطق الإنقاذ ! هذه الخيام ناقلة بسرعة للأمراض الوبائية وبخاصة في وقت الصيف وقابلة للإحتراق بسرعة ونقل أي حريق بين مئات الخيام بدقائق .. ومنذ نزوح أهلنا في الرُمادي ظهر مسؤولو المحافظة بلا إستثناء وكأنهم معوقون يتراكضون للتصريح وإظهار وجوههم على القنوات الفضائية وكأننا في سباق .. ومن الطريف أنَّ بعضهم يتعمد الوقوف إلى جانب سيارات توزيع المساعدات المخزية !
 لا نعتب على الدولة وحكومتها أبداً أو عصابات الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني أو لجان المطلك سيئة السمعة ، فمهمتهم إنتهت بعد أن إلتقطوا الصور والأفلام وكتبوا التقارير ثم رفعوها إلى أسيادهم في دول معينة .. عتبنا على مسؤولي حكومة الأنبار الّذين ظهر أحدهم في مؤتمر صحفي وكأنه عارض للأزياء مع إنه لايتقن إرتداء ربطة العنق !
 هذا المسؤول وغيره بدلاً من تهافتهم وتراكضهم وتسابقهم على الفضائيات للظهور بالوجه الحسن عليهم أن يُصدقوا أمام الله أولاً ويبادروا إلى رفع وإستبدال هذه المصيبة والكارثة عن أهلنا النازحين من الرُمادي وتخصيص جميع أموال ميزانية المحافظة التي أكَّدَ محافظ الأنبار أنها خُصصت للنازحين فقط لشراء كرفانات أو تأجير مناطق سكنية لأنَّ الأمر سيطول لسنوات !
 أيام معدودات ودرجة الحرارة ستتجاوز الخمسين ورمضان قريب جداً (18 –  6 ) فدعوا الناس لايتذكرون الخيمة إلا في الجنّة أما هذه الخيام فهي سرادق يا محافظ الأنبار ورئيس المجلس وأعضائه وأتحدى مسؤولاً واحداً بدءاً برئيس الجمهورية ووصولاً إلى جنود الحماية المخصصين لهم ومروراً بحلقات نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونوابه ورئيس مجلس النواب ونوابه ومستشاريه وأعضاء المجلس والوزراء والمدراء والسفراء أن يتحمل الجلوس في أي خيمة ساعةً واحدة فكيف يتحملها الأطفال والشيوخ أشهراً عدة ؟! وعذراً للشاعر الكبير أحمد رامي الذي ترجم واحدةً من أجمل القصائد الوجدانية للشاعر الإيراني عمر الخيام من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ( رباعيات الخيام ) وأقترح إستبدالها إلى رباعيات العذاب ..