23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

رايد وطن مابيه حرامي …!!!

رايد وطن مابيه حرامي …!!!

مازالت أتذكر كلمة قالها أحد كهنة معبد آمون ويدعى “خوفو ” وظلت عالقة في ذهني حينما كنت أشاهد مسلسل ” يوسف الصديق ” الذي يتحدث عن سيرة النبي يوسف عليه السلام حيث قال وهو يخاطب مايلقب حين ذاك بالكاهن الاعظم أو كبير الكهنة ” ألخماهو ” وهما مقيدين بعد القبض عليهما من أجل محاكمتهم ” ألا زلت لاتؤمن بربي يوزر سيف ” وهي دلالة واضحة لعدم ايمانه رغم كل المعجزات التي قدمها النبي ، هذا الكلام يقودني للحديث عن مايجري في العراق من انتفاضة كبرى ضد رموز الفساء وحيتانه الكبار ومرافقها من قتل طال المتظاهرين العزل يقابله الصمود الذي أذهل العالم لشباب العراق وهم يتلقون الرصاص الحي بصدورهم فضلا عن قنابل المسيل للدموع المحرمة والتي لم تعرف الحكومة مصدرها كما أكدها وزير دفاعها ناهيك عن دعوات أغلب المنظمات الانسانية الدولية والحكومات لوقف العنف ضد المتظاهرين ولكن مازالت الحكومة مصرة على استخدامه مع التهديدات المستمرة والتلويح بأستخدام قانون الارهاب ولغة التسويف والمماطلة وتحين الفرص من اجل التشبث بكرسي الحلاق وكأن التظاهرات خرجت على ” حسنه أم اللبن ” وبدليل تصريحات رئيس الوزراء حول نيته اجراء تغيير وزاري جديد متجاهلا دماء شعبه التي تسفك …. كما فعلها الكاهن ” ألخماهو ” الذي فضل ان يموت كافرا ولايؤمن برب يوسف…؟؟؟

لقد باتت ساحات التظاهر في المحافظات مكانا لاطلاق صرخات التذمر وابداء السخط من الاوضاع المعيشية التي وصلت في ظل هذا النظام السياسي الى الحضيض فيما أضحت ساحة التحرير مزارا لكل العراقيين من فنانين وشعراء وكتاب وصحفيين وفقراء وامهات ثكالى وكبار السن ..و..و .. ، بمختلف طوائفهم وقومياتهم وسجل يدون المواقف الوطنية الشجاعة وزيارتها يأتي تعبيرا عن الدعم والمساندة والوقوف بصف الشباب المعتصمين في “جبل أحد “و “جبل شهداء التحرير ” ليرسموا للعالم اجمل لوحات البطولة.

والملفت في هذه الانتفاضة مساندة الكثير من المطربين العراقيين للشباب، لايمانهم بالقضية والتغيير ، من خلال اصدارهم اناشيد وأغان وطنية تلهب الحماس والاندفاع والتمسك بالمطالب العادلة وتكون بمثابة رسالة للعالم تصور مايجري في العراق ومنهم الفنان قاسم السلطان وحسام الرسام وعلي بدر وسيف عامر وباسل العزيز وسيف نبيل وجلال الزين وغزوان الفهد ونصرت البدر ومهند محسن والقائمة تطول فيما فضل اخرين السكوت وكأنه متفرج ينتظر ماتسفر عنه نتائج هذه الانتفاضة ليحول بوصلته .

ان تلك المواقف مؤكد سيسجلها التاريخ لتتناقلها الاجيال ولذلك يجب ان يكون لكل فنان بصمة تخلده ونحن ننتظر من فنانينا الكثير وبخاصة الكبار منهم فالشعب ” رايد وطن مابيه حرامي ” صرخة أكدها نشيد بث لاول مرة من داخل الحرم الحسيني الشريف وهو رسالة صريحة فالكل يبحث عن وطن مزقه الفاسدين ، فيما أعاد النجم الكبير كاظم الساهر نشر أغنيته “شباب العراق” عبر صفحته على تويتر كرسالة دعم للشباب المنتفض ، لتقرر المطربة رحمة رياض هي الاخرى مؤازرة الشباب وتقول ” نازل آخذ حقي ” لتتمنى بعدها إسراء الأصيل السلام للوطن وهي تنشد ” سلاما يا عراق ” فيما كان تلميح علي العيساوي واضحا وهو يعلنها ” انتهى دور السرسرية ” ليكون ختامها إشادة ببطولات الشباب بصوت الفنان الدافئ هيثم يوسف وهو يردد ” عراقيين ابطال ” ويبقى الوطن وأبطاله ينتظرون منكم المزيد …!!!!