ايقونة تنظيم داعش الارهابي هي رايتها، وتحت “راية التوحيد” لايمكن للجهاديين المقيمين على تمدد حدود دولتهم، ان يقبلوا اي راية اخرى، واداتها القتل المباشر، هذا الاستنتاج هو حقيقة مرة على الارض.
اما في المجال الرقمي لم يفلح حتى الان مؤسسوا مواقع التواصل الاجتماعي من كبح تزايد الحسابات الجهادية التعبوية، فالقتال على الانترنت لم يرسم بشكل جيد، وتراجع موقع “تويتر” المحارب المتصدر لوجود انصار الخلافة على مخدماته، تراجع كثيرا منذ اعلان “ديك كوستيلو” الرئيس التنفيذي لموقع تويتر الشهير حين عمدت الشركة إلى إغلاق العديد من الحسابات التابعة لعناصر في التنظيم الإرهابي.
ويلقي هذا الموضوع الشائك الضوء على مدى فعالية وسائل التواصل الاجتماعية في استقطاب العامة إلى أهداف وأفكار ايجابية، عوضا عن استنزاف أهميته في لعبة نشر افكار التنظيمات الإرهابية.
إن آلية الدعاية المتطورة على الانترنت و التي تستخدمها الجماعات الإرهابية للترغيب والترهيب على حد سواء، شكلت بفعالية ساحة معركة مصطنعة نجحت في تجنيد اكثر من 20 الف مقاتل اجنبي تقاطروا على قلب “الدولة الاسلامية ” في الرقة السورية بحسب دراسة حديثة للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي.
ومنذ ظهور “داعش” احكمت جماعاته الاولية قبضتها على مفاتيح مهمة في الانترنت كالشائعات و الحرب النفسية، فقاموا بتعزيز افلامهم بصبغة المحترف وتفوقوا في توظيف الحركات التصويرية بدقة عالية، لتظهر بمظهر الجاد الحازم على امره.
العراقيون كانوا قد انتبهوا متأخرين قليلا لهذا الجزء الخطير من حرب هؤلاء المتطرفين عليهم، وقابلوا الشائعات باجزائها الحقيقية، بافكار فاعلة لمكافحة الخوف والتضليل الذي مارسه “ابناء الخليفة” ضد العاصمة بغداد، فأطلق ناشطون شباب حملة وقائية على وسائل الاعلام الاجتماعية تطلب من الناس نشر صورهم في أحياء العاصمة باستخدام “الهاشتاج” باللغتين الانجليزية و العربية (#بغداد_بخير).
وهنا جوبهت الحملة الوقائية بفوضى موازية لحجمها، وتبين أن ما ينشر على الحساب الشخصية للافراد والجماعات في المدن العراقية حول الأحداث والموقف من تقدم الارهابيين نحوهم، يمكن أن يفقد مصداقيته بسهولة، بسبب الانتماء الديني لكل هؤلاء، وتراجع قتال الكلمات مع التنظيم من العقل الى العاطفة.
جزء كبير مما يكتبه مواطنون و مراقبون على الفيسبوك، لا دخل له بما يحصل لاخوانهم في الموصل مثلا، فكانت الاناشيد الحماسية والتذكير بالمذاهب بطريقة سلبية، اكثر من التركيز على ايصال الرسالة المضادة للعدو المشترك “الدولة الاسلامية”
وفي وقت كانت “داعش” تحقق فيه مكاسب اخرى على الارض في المنطقة، انشغل الالوف من الشباب بعبارة (#الا_طحين) ولم يستخدمها مطلقا البعض في اجزاء كبيرة من احياء العاصمة لاسباب عقائدية.
بالنسبة لتنظيم “داعش” فهو مستمر باستخدام شبكاته الخفية والمعلنة على الانترنت ليفتح جبهة صراع مشتعلة لا تقل شراسة عن المواجهات الميدانية، في محاولات مستمرة لتطوير الترسانة الرقمية له، حتى اصبح القلق كبيرا من أن تتحول الشبكة العنكبوتية إلى ساحة معركة رئيسية في الحرب على الإرهاب، وكلنا نعرف ان موت الفكرة صعب جدا.
ولكي ننجح في انزال “راية التوحيد” تلك الى الابد، لابد لنا ان نميز بين التجنيد الالكتروني وتنسيق التحركات العسكرية وجمع التبرعات المالية وكل الأنشطة الاخرى التي تسعى إلى نشر أيديوليجية التطرف العنيف بين زوار
الشبكات الاجتماعية من أي مكان في العالم.
[email protected]