18 ديسمبر، 2024 4:07 م

راقصة في الملهى الأمريكي 

راقصة في الملهى الأمريكي 

دور راقصة الملهى إمتاع الزبائن بهز الجسد مصاحباً لموسيقى صاخبة أو غير صاخبة مع كل ما لذ من المشروب في أجواء تسمى ترويحية وفي حقيقتها تخديرية تمثل هروباً من الواقع ومواجهته ، ومن ثم يأتي عملها الأخير في تسليم جسدها لمن يدفع أكثر في عملية يكون الرابح الأكبر منها صاحب الملهى وتكون فائدة الراقصة فتات من النقود ومديح ممن يتلهى بجسدها ومن صاحب الملهى لفترة معينة إلى أن ينتهي دور وفعالية جسدها وجمالها فتقذف على الرصيف حتى إنها تموت في حالة مزرية . وهذه هي حالة كل الخونة ممن يخون الوطن من سياسيي العمالة أو سياسيي الصدفة الذين دخلوا تحت العباءة الأمريكية ، ومنهم مقتدى الذي استغلته أمريكا ( صاحبة الملهى ) بصورة أكثر من رائعة مع السماح لهذا الزبون ( إيران ) أو ذاك ( الدول العربية ) أو غيرهما بالتمتع به لوقت محدود مادامت الأرباح في المحصلة النهائية تذهب إلى الجيب الأمريكي ، وقد بدأت أمريكا باللعب بورقة مقتدى منذ بداية الاحتلال فاختارته لكي يكون بطل المقاومة عند الشيعة في العراق ومن خلال التسليط الإعلامي عليه استطاعت أن تجلب له الكثير من الشباب من الطبقات الفقيرة للالتفاف عليه مستغلة اسم أبيه وطيشه ورغبته للظهور ، فورطته في حرب النجف في حينها إلى أن قتلت من قتلت من الشيعة ممن تورط بالسير خلفه فتخلصت منهم ، وبعد ذلك تمكنت من تطويعه بمساعدة المخابرات البريطانية من الركوع لرغبات السيستاني حتى أنه في وقتها صرح بتقديمه مدينة النجف على طبق من ذهب للسيستاني ، وقد تحقق الهدف الأمريكي بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ومنها حصر كل من كان يندفع لمقاومة الاحتلال من الشيعة ليكون تحت قيادة مقتدى باعتباره بطل المقاومة بعد أن سهلت له الحصول على الأموال والأسلحة والدعم الإعلامي ، وكذلك فإن أمريكا ضمنت عدم وجود مقاومة حقيقية لها بعد ذلك في مدن الجنوب من خلال تحكمها بمقتدى وأتباعه ، وأيضاً تمكنت أمريكا من التغطية على المقاومة الشريفة في الجنوب أو في مناطق العرب السنة الذين أرهقوا الجيش الأمريكي وكبدوه خسائر كبيرة ، وهذه التغطية لها منافع من أهمها في الداخل العراقي عدم شياع المقاومة بين أبناء الشعب العراقي وحصرها في الجانب السني وفي بعض أماكن الشيعة ، ولم تتوقف فوائد أمريكا من مقتدى فقد استغلته استغلالاً بشعاً لطفولته وللغباء الذي يتمتع به ، وكان استغلاله عبر أكثر من طريق ، فمرة يتحكم به السيستاني ، ومرة يكون التحكم به من قبل هذا السياسي أو ذاك وكما بدا واضحاً في الفترات السابقة حيث استغله الكثير من السياسيين وتسلقوا على ظهره ، ومرة من هذه الدولة أو تلك مع تناقض المشاريع التي يخدمها لكنه في المحصلة يكون في خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة ، وهو وان أظهرته أمريكا انه المقاوم الشاب البطل ، فها هي تعود لتترضى عليه وعلى سياسته السلمية في التغيير في محاولة جديدة لاستغلاله ، فقد أفادت وكالات الأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونير خلال إيجازه الصحفي ليوم 27 / 4 / 2016 فيما يتعلق بالدور ” المحوري” لمقتدى الصدر، في ” تحشيد المجاميع الضخمة من المتظاهرين في بغداد ، وتجمعهم قرب المنطقة الخضراء ” أنه أعد ذلك “جيد طالما أنه يريد أن يكون جزءاً من العملية السياسية لا ضدها ، وأن يكون صوتاً للتغيير الايجابي في المجتمع ، لأن ذلك يشكل جزءاً من العملية الديمقراطية التي ندعمها “. وأقر المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، بأن ” مقتدى ، يمتلك نفوذاً ويعتبر شخصاً متنفذاً في العراق “، مستدركا ” لكننا نشجع بقاء نفوذه ايجابياً وسلمياً” .وهذه التصريحات قد يكون هدفها هو استغلال مقتدى وجماعته في تمرير الوضع الراهن للحكومة ، أو قد يكون هو عملية استفزاز لمقتدى من خلال سحبه إلى استخدام العنف في التعامل مع الخصوم وتهديم الوضع القائم مع إمكانية القضاء على مقتدى إن يبست ورقته وحان قطافها وانتهت أهدافها عند صاحب الملهى الأمريكي وسوف نرى ذلك من خلال الأحداث القادمة ونعرف عندها حقيقة ما يجري ، لكنه في كل الأحوال يُعد تسليطً للأضواء بصورة مختلفة من اللاعب الأمريكي على مقتدى وإظهاره هذه المرة بصورة المصلح المنقذ للعملية السياسية .