23 ديسمبر، 2024 7:46 ص

راح الخير يابو اخضيْر

راح الخير يابو اخضيْر

وابو خضير هو وجيه ثري في احدى القرى القريبة من بغداد، اتصف بالكرم والاريحية، وكان كرمه يعم ابناء قريته، ومجلسه عامر بالرواد، وبابه مفتوح لكل قادم، وداره مأوى للغرباء والمنقطعين، وكان يسارع لاسعاف كل محتاج سواء بالمال او الجاه، وبوجوده نعمت القرية بالراحة والطمأنينة، ثم انتقل ابو اخضير الى الرفيق الاعلى، وحل ابنه اخضيرْ مكانه، ولكنه سار بعكس سيرة ابيه، فتبدلت احوال القرية، وكان اهل القرية يتذكرون ايام ابو اخضير بحسرة والم فيقولون: ( راح الخير يابو اخضيرْ)، وابو اخضير هو الاتحاد السوفيتي القديم، اما الابن العاق الذي فرق العالم وقتل الشعوب فهي امريكا اللعينة.

لكن ابو اخضير عاد ثانية على يد بوتين، الذي يسميه فيصل القاسم، بوتين ابو علي، او ابو علي بوتين، فقد رأى بوتين ان اميركا عزلت روسيا تماما، واستولت على مصالحها في كل مكان، وحرمتها من اماكن نفوذها، بالدعاية الرأسمالية الكريهة التي اسقطت بواسطتها الاتحاد السوفيتي القديم، لتستفرد بعده بالعالم وتكيل له الضربات، اوربا صارت ذيلا لاميركا ولاتخالف لها رأياً، صارت اميركا تفعل بما تشتهي تسقط صدام وتسقط اي دولة لاتمتلك الاسلحة النووية، وهي تعلم انها ليست الدولة النووية الوحيدة، والقنابل التي اسقطتها على هيروشيما ستبقى وصمة عار بجبينها الى الابد.

ربما عادت روسيا لتأخذ دور الاتحاد السوفيتي القديم، وربما سيتم تفعيل حلف وارسو ليعود الى سابق عهده، واذا ما انتصرت روسيا في العراق وسوريا فستعيد اميركا واوربا حساباتها من جديد، وربما سيقف الجواد الاميركي المغرم باحتلال البلدان والعبث بشعوبها، اميركا لاتعطي الحياة لاي شعب من الشعوب، ففاقد الشيء لايعطيه، واميركا دولة دموية وشعب يرزح تحت انين اصوله وجيناته الوراثية المنبثقة من شذاذ الآفاق والمجرمين الذين جاؤوا الى هذه القارة المهجورة، فاسسوا دولة الدم ورعاة البقر والسلاح، لايمكن ان يكون اوباما او سواه حجراً جديداً في بناء دولة الانسان الحقيقي، هي دولة للمجرمين، مهما تبجحت بالديمقراطية وحقوق الانسان.

المستقبل القريب ستستقطب روسيا جميع المتضررين من السياسات الاميركية المليئة بالخداع والموت وقهر الشعوب، وكوريا الشمالية والصين اولى هذه الدول

التي ستنضم الى روسيا، الدول الشيوعية بدافع فكري قديم ستتعاطف مع روسيا وستقدم لها تسهيلات كبيرة، خوف العالم من اميركا يجعله صامتا في الوقت الحاضر، ولكن بمجرد انتصار روسيا في العراق وسوريا سيجعل دائرة الحلف الروسي كبيرة ومتشعبة وستنطوي احدوثة اميركا التي بنت مجدها على قتل اليابانيين بسلاح تحارب الدول الآن بسببه، ولاتريد لاحد في العالم امتلاكه غيرها، اما دول اوربا فهي رهن اشارة امريكا في الوقت الحاضر، لكنها لن تبقى على هذا الحال في المستقبل.

انهيار الشيوعية ادى الى تسلط اميركا وتفردها باتخاذ القرارات، حتى الامم المتحدة لاتمثل شيئاً في الحسابات الاميركية، ولاتستطيع ان تثنيها عن احتلال اي شعب من الشعوب، والعراق الانموذج الاميركي الذي عكس همجية اميركا واستهتارها بقيم الآخرين، بلد عمره آلاف السنين دمرته بعدة سنين، شرذمت شعبه وجعلت كل واحد تحت نجمة، دخلت للعراق والعراق فيه حزب واحد وخرجت منه وهو يمتلك 462 حزبا ، ونظرة بسيطة لأي انموذج صنعه الاتحاد السوفيتي ابان الستينيات، سيعطي الفرق واضحا، بين من يصنع الحياة ومن يقتل الحياة.