23 ديسمبر، 2024 2:43 م

راجي التكريتي/38

راجي التكريتي/38

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
لم ينس الطاغية المقبور صدام حسين، أن إبن العز.. سليل العائلة الارستقراطية في تكريت د. راجي التكريتي، أهانه، وهم صبيان، خلال شجار بالأيدي، إنتهت بكسر ذراع صدام، ولم يداع به أحد؛ لأنه.. ملطلط.. لا أصل ولا فصل.
مرت سنوات طويلة، وسارت في النوى الاقدار، حتى بلغ الديكتاتور غاية جبروته.. رئيسا للعراق، وسار راجي بالتراتب التقليدي، بالغا منصب لواء طبيب!
لكن في العام 1994إعتقل، ورماه صدام لكلاب جائعة، يربيها لأغراض كهذه، فظيعة الخطم، حد أكلها ذراع مدربها، يوم نسي إرتداء الواقي.
الكلاب تنهش راجي، والطاغية جالس يدخن السيجار، بينما أوصاله تتقطع؛ لمشاركته في ما يعده نظام البعث الجائر، مؤامرة ضد الحكم.
وهو استثناء له، من دون باقي المشاركين في محاولة الانقلاب، والذين حكموا بين إعدام ومؤبد، وقد نال راجي حكم الاعدام، فنفذه صدام به، وفق الطريقة التي ترضي غليل عمر يختزن مهانة لم تدفع ديتها..
صودرت الاموال المنقولة وغير المنقولة، لجميع المشاركين بمحاولة الاطاحة بصدام.
إغالة بالسادية (لذة تعذيب الآخرين) وجدت إطلاقات نارية من مسدس صدام الشخصي، يبدو أنه استحضر فيها ما فاته حين اليفاعة، التي عجز خلالها عن حماية نفسه من راجي وتلاشت الاهانة حتى إستيقظ الغيظ الان.
ترس ما تبقى من الكلاب رصاصا، وتوجه الى بيت أهل راجي في تكريت.. وكان يومها العاشر من محرم الحرام، ورقص “جوبي” في باب بيتهم، وبث تلفزيون جمهورية العراق، الرقصة، طوال أكثر من ساعة، ضمن عرض الانباء.
هذا هو صدام.. يميت اعداءه ممثلا بجثثهم، ولكي يطمئن قلقه يطلق الرصاص على مزق الرفات، منكلا بعاشوراء وذوي راجي معا، في رقصة ذات توقيت يهتز له عرش العدالة الذي يحمل واحدا من أسماء الله.. الحق!
إنه ينقلب على أعدائه إنقضاضا.. جبان إذا تولى لا يعف!