22 نوفمبر، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

راجي التكريتي.. لم ينس صدام ان راجي كسر ذراعه

راجي التكريتي.. لم ينس صدام ان راجي كسر ذراعه

يصف البعض راجي التكريتي ب: الوطنية.. والاخلاص.. ودماثة الاخلاق.. وحُسن السمعة.. والسلوك.. والثقافة العالية.. فيما يصفه الرئيس صدام حسين ب (المتعجرف).

السيرة والتكوين:

ـ راجي عباس صالح التكريتي: من عائلة معروفة.. ولد في منطقة الحارَّة بتكريت.. العام 1932.. ونسبته إليها.. نشأ يتيما.. فاشتغل بأعمال مختلفة.

ـ أكمل دراسته الابتدائية فيها بالمدرسة الأولية الحكومية.. اما المتوسطة.. فدرس في مدرسة التفيض الاهلية في تكريت.

ـ انتقل مع اخيه إلى محافظة الديوانية.. فأكمل فيها دراسته الثانوية في الفرع العلمي.

ـ التحق العام 1952 بكلية الطب في جامعة بغداد.. وتخرج منها العام 1958.
ـ أكمل دراسته العليا في لندن وتخرج منها.

ـ عمل طبيباً في عيادته الخاصة ببغداد.

ـ ثم انتقل للعمل في مستشفى الرشيد العسكري.. أدار فيه شعبة الطب الفيزيائي وأمراض المفاصل.

ـ مارس المهنة بعيادته الخاصة.. وبمستشفى الرشيد العسكري.

ـ اختير عضوا في اللجنة الدولية للطب والصيدلة العسكرية في بروكسل التي ترأسها سنتين.

ـ تدرج في الرتب العسكرية الى رتبة فريق وفي المناصب العسكرية الى منصب مدير الأمور الطبية للجيش العراقي.. ورئيس هيئة رعاية معوقي الحرب.. التي سميت هيئة رعاية معوقي قادسية صدام.

رئاسته لجنة شرحبيل:

ـ ترأس راجي لجنة شرحبيل السيئة الصيت.. التي ارسلت الاف من الشباب العراقيين غير المؤهلين للخدمة العسكرية الى طاحونة الموت.. أي الحرب مع ايران.. لكنه توقف لسبب لم يعرف عن السير في قافلة صدام.

ـ كان يحب مناداته بالحكيم بدلاً من دكتور.. واللوحة التعريفية لعيادته الطبية في شارع السعدون كانت تقرأ ذلك.. كان طبيباً ذائع الصيت في عموم العراق في مجال اختصاصه بجراحة العظام والمفاصل.

ميوله.. ونشاطاته السياسية:

ـ كانت ميول راجي التكريتي قومية.. وكان لديه طموحات سياسية.

ـ راجي واحد من أربعة قادة قوميين محسوبين على التيار القومي الناصري مع عارف عبد الرزاق.. صبحي عبد الحميد.. خير الدين حسيب.

ـ كان عضواً في المكتب السياسي لحزب الوحدة الاشتراكي.. الذي يرأسه صبحي عبد الحميد.

ـ انتخب نقيبا للأطباء العراقيين بعد احالته على التقاعد العام 1988.

المحاولة الانقلابية:

ـ في تسعينيات القرن الماضي أتهم راجي بالاشتراك مع مجموعة تضم جاسم أمين مخلص التكريتي (ابن شقيق مولود مخلص باشا).. واللواء المتقاعد بشير الطالب (آمر الحرس الجمهوري زمن عبد السلام عارف).. واللواء علي العبيد التميمي (مساعد آمر اللواء العاشر للحرس الجمهوري).. والشيخ طالب السهيل التميمي (اغتيل في لبنان العام 1994).. والعميد سفيان صالح الغريري (قائد فرقة مدرعة في الحرس الجمهوري.. أعدم 1992).. و الفريق طيار سالم سلطان البصو (قائد سلاح الطيران في الحرب العراقية الإيرانية).

ـ كان هدفهم تغيير النظام الحاكم من خلال الإطاحة بصدام حسين.. وقيل حينها ان قائد هذه المجموعة الفريق الطبيب راجي التكريتي

تفاصيل المحاولة الانقلابية:

ـ كانت المحاولة تضم جاسم مولود مخلص التكريتي.. واللواء المتقاعد بشير الطالب (مؤسس الحرس الجمهوري).. واللواء أحمد علي العبيد التميمي (المساعد السابق لقيادة اللواء العاشر للحرس الجمهوري.. وعدد من الضباط .

ـ كان العميد سفيان صالح الغريري (من قادة الحرس الجمهوري وقائد الفرقة المدرعة).. ومن المقربين للرئيس صدام هو المنوط بقيادة الهجوم على المنصة بالقطعات العسكرية.. التي ستؤدي العرض العسكري في ذكرى ثورة 17 تموز على مدرج قاعدة المثنى الجوية القريبة من القصر الجمهوري.

ـ جرى إعداد غطاء جوي مساند للضربة القاضية يقوده الطيار الفريق سالم سلطان البصو قائد سلاح المقاتلات العراقية في حرب إيران.

ـ المخابرات الأمريكية سرّبت الخطة إلى العراق.. إذ كان صقور الحرب الأمريكيون يخططون لغزو العراق واحتلاله في المستقبل القريب عند فوز الجمهوريين ودخول مرشحهم بوش إلى البيت الأبيض.

كيفية اعتقال راجي ؟:

ـ زار راجي العاصمة الاردنية عمان.. لإلقاء محاضرات في التراث في مؤسسة شومان الثقافية الاردنية.

ـ اضافة الى القاء المحاضرات.. فانه تم تكليفه بمهمة عسكرية وطبية من قبل الرئيس صدام حسين.. والالتقاء بأشخاص معينين في الاردن.

ـ سافر بالدرجة الاولى على احدى طائرات الخطوط الجوية العراقية.. وفي الجو قام كابتن الطائرة بالترحيب به وهو يعرفه سابقا.

ـ وخلال الطيران تم فتح باب مناقشة الاوضاع في العراق.. ومنها ما يتعارض مع صدام حسين.

ـ كانت تلك الدقائق في النقاش مسجلة بالصوت والصورة.. وعند عودة الطائرة تم تسليم الشريط الى صدام شخصياً.. والذي بعد سماعه. اوعز الى السفير الاوسي باتخاذ اللازم.

ـ السفير وري الويس صاحب اختصاص في ذلك.
(المعلومات شخصيا اي من قبل معاون مدير الامور الطبية العسكرية ومساعد الدكتور راجي التكريتي ).

ـ بعد فترة الضيافة الرسمية تنقل الدكتور راجي من مجلس لآخر.. ورحبت به شخصيات عراقية ثقافية.

ـ دون أن تنقطع صلته اليومية مع السفير العراقي في الاردن نوري الويس.. الذي يقال انه قريبه.

الحكومة الاردنية ع الخط:

ـ في أحد الأيام استدعاه السفير العراقي نوري الويس الى العشاء في منزله.

ـ وأبلغه انه مرشح لشغل منصب وزير في التشكيلة الوزارية التي ستعلن ببغداد بعد أيام.

ـ من جانبها قامت الحكومة الاردنية بالضغط على اللواء الطبيب (راجي التكريتي).

ـ فعاد الى بغداد بسيارة السفير الدبلوماسية.. وما كادت السيارة تعبر نقطة طريبيل الحدودية.. حتى تسلمت أجهزة الأمن العراقية راجي التكريتي ليواجه مصيره.

ـ اعتقل راجي فوراً.. وصادف تواجده في اليوم الاول له في العراق مع احد معارفه في نفس المعتقل.. ووجه راجي رساله الى العراقيين عن طريقه يعتذر فيها عن اخطائه بحقهم من زنزانته.

موقف رغد وطلفاح من راجي:

ـ ذكرت في وكالة النخيل بأن رغد صدام حسين قامت بتقبيل يد شقيقها (قصي) لأنفاذ حياة راجي التكريتي من الإعدام.. إلا أن الأخير لم يعدها بشيء.. لأنه كان على يقين بأن والده صدام لن يغفر له تورطه في مؤامرة تستهدفه شخصياً.

ـ كما سعى (خير الله طلفاح) في هذا المسعى عند صدام حسين.. الذي أجابه بجملة (يحصل خير).. لكن صدام نفذ ما يريد!!

ـ كما تم اعتقال المخططين الاخرين للانقلاب الواحد تلو الآخر.

ـ صودرت الاموال المنقولة وغير المنقولة.. لجميع المشاركين بمحاولة الاطاحة بصدام.

اعدامه:

ـ لم ينس صدام حسين.. أن راجي التكريتي.. أهانه.. وهما صبيان.. خلال شجار بالأيدي.. ورميه بالحصى.. ويقال ان ذراع صدام كسرت.. لكن لم يرد في سيرة حياة صدام ان ذراعه كسرت.

ـ مرت سنوات طويلة.. وسارت في النوى الاقدار.. حتى بلغ صدام غاية جبروته.. رئيسا للعراق.. وسار راجي بالتراتب التقليدي.. بالغاً منصب لواء طبيب!

ـ استمرت علاقة بين راجي صدام حسين حذرة.. وبهذا الخصوص يذكر الدكتور (ناجي) في حديث اجراه معه الصحفي فؤاد حاتم ونشره في موقع المثقف حيث يذكر بأنه حذر شقيقه من المذكور.. الذي أجاب بأن صدام يعرف انني ليس لي نشاط سياسي ضده وعند الاستفسار منه فيما إذا كان يتوقع مقتل شقيقه الطبيب راجي أجاب.. بنعم .

ـ وأستند الى حديث صدام في العام 1973 امام مجموعة من قيادة حزب البعث قائلاً: (لولا أخشى أن يموت حماد شهاب لقتلت راجي).

ـ وكان حماد شهاب في حينها وزيراً للدفاع وهو أبن عمة الطبيب (راجي).

ـ اما شقيقه (حازم) فقد أضاف سبباً آخر لحقد صدام على راجي هو أن الأخير كان يعمل طبيباً في مستشفى الرشيد العسكري.. وكان حينها صدام معتقلاً في سجن المعسكر العام1964.. وطلب منه نقله الى المستشفى بذريعة أنه مريض.

ـ لكن راجي رفض طلبه قائلاً:(صدام مو راحة.. وأخشى أن يهرب من المستشفى.. ويسببنا مشكلة).

ـ العام 1993 نال راجي حكم الاعدام.. فنفذه صدام به.. وفق الطريقة التي ترضي غليل عمر يختزن مهانة لم تدفع ديتها.

ـ إغالة بالسادية (لذة تعذيب الآخرين).. وجدت إطلاقات نارية من مسدس صدام الشخصي.. يبدو أنه استحضر فيها ما فاته حين اليفاعة.. التي عجز خلالها عن حماية نفسه من راجي وتلاشت الاهانة حتى استيقظ الغيظ الان.

ـ يقول الدكتور علاء بشير عن سبب إعدام راجي التكريتي: ان الدكتور التكريتي أعرفه جيداً.. كان لديه طموح سياسي كبير.. الذي عنده مثل هذه الطموحات (يجب ان يتوقع هذه النتيجة.. (يقصد الإعدام).

ـ يُؤخذ على الراحل أنه لم يبلغ القيادة بمفاتحته بموضوع التآمر.. وهذا بعرف النظام السابق يعتبر شريك في العمل.. وهو خطأ كلفه حياته.!!!
ـ قيل ان صدام وضعه قرب مجموعة كلاب جائعة فالتهمته.

ـ لكن عائلته نفت ذلك.. وذكرت انما سلم جثمانه اليهم.. ورقبته مكسورة.. لإيهامهم بانه أعدم شنقاً.. و شاهدوا ثقب تحت أذنه اليمنى.. وورم كبير في الجهة اليمنى من رأسه.

اغتيال السهيل:

ـ ثم بدأت المخابرات العراقية في ملاحقة طالب السهيل ورصدته في بيروت.. وصل إلى هناك المخططون فاروق حجازي ومحمد خضير.. تم تكليف الملحق التجاري في السفارة العراقية ببيروت خالد خلف (أبو وليد) بمراقبة شقة طالب السهيل الواقعة في بناية الشجري من شارع شوبرت في محلة عين التينة.

ـ كان السهيل يثق في شخص لبناني يُدعى جورج (…) يمتلك مشغلاً للملابس في برج حمّود وتمكنت المخابرات العراقية من اختراق الهدف عن طريقه بعد أن جنَّدوه للتعاون معهم وسلَّمهم القمصان التي طلبها منه طالب السهيل.

ـ حانت الساعة.. خبير اغتيالات وضابط مخابرات في السفارة العراقية في جنيف.. انتقل حديثاً للعمل في بيروت متستراً بمهنة (حارس أمن للسفارة للعراقية).

ـ إنه المنفذ هادي الركابي .. ففي 12 نيسان /إبريل / العام 1994 صعد هادي إلى شقة طالب السهيل وطرق الباب.

ـ أجاب على سؤال عن هوية الطارق فقال بلهجة لبنانية (هايدي القمصان من جورج).. فاطمئن الهدف وفتح الباب.. ليلقى حتفه صريعاً عند الباب.

ـ فرَّ القاتل من المكان.. تم تسليم (المسدس وكاتم الصوت) لخالد علوان عودة الجبوري في حقيبة للتخلص من سلاح الجريمة.

ـ أعلن رئيس الحكومة رفيق الحريري يومها عن اعتقال الجبوري في مطار بيروت.. إلا أنه توفي بعد ذلك في السجن بانفجار في الدماغ.

ـ نشير إلى أن اللبناني جورج (….) يحمل الجنسية السويسرية.. والمنفذ هادي (…) كان يعمل في جنيف.. من هنا يمكن الربط بين الأمرين لتفسير الكيفية التي تم بها تجنيد العميل

ـ حكم على الجميع بالإعدام.. ونفذ بهم بالطرق التي يسير عليها نظام صدام.

الرقص على جثث الاموات:

ـ بعد مدة زار صدام بيت ناجي التكريتي.. يقول حازم شقيق راجي: (نعم.. بعد اعدام أخي راجي قام صدام بزيارة المنطقة.. وأحد عناصر حمايته طلب منه أن يحيل هذا المنزل باسمه بذريعة أنه لا يملك بيتا).

ـ فأصدر صدام أمرا بتمليكه له.. واصدر أمرا رئاسيا بذلك.. وتمت مصادرة الكثير من الوثائق الرسمية التي تؤكد عائديته الى الدكتور راجي.

ـ وهكذا استحوذ عليه عنصر الحماية.. فيما كنا نعاينه لا حول لنا ولا قوة.

ـ كانت زيارة صدام هذه في يوم العاشر من محرم الحرام (يوم عاشوراء).. يوم مقتل الحسين (عليه السلام.. والحزن يسود العراق).. لكن صدام رقصً “جوبي” في باب بيت المرحوم راجي التكريتي.. وبث تلفزيون جمهورية العراق.. الرقصة.. طوال أكثر من ساعة.. ضمن عرض الانباء.

ـ هذا هو صدام.. يميت اعداءه ممثلاً بجثثهم.. لكي يطمئن قلقه يطلق الرصاص على مزق الرفات.. منكلاً بعاشوراء وذوي راجي معاً.. في رقصة ذات توقيت يهتز له عرش العدالة الذي يحمل واحدا من أسماء الله.. الحق!

أحدث المقالات