29 مايو، 2024 2:52 ص
Search
Close this search box.

راجع نفسك دولة الرئيس

Facebook
Twitter
LinkedIn

ردة الفعل العاطفية المرتبكة التي اطلقها دولة الرئيس يوم امس على الحملة الكبيرة التي يقوم بها المخلصون والاحرار في العراق للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين الابرياء والمقاومين الشرفاء، جاءت مستعجلة وغير مدروسة كسابقاتها من ردود الفعل التي اكدت الارتباك والاستعداء المقصود من قبل دولته لجهة بذاتها دون النظر الى موقع وحجم المسؤولية التي هو فيها.
وردة فعله التي اختصرها بقوله: ان المعتقلين اليوم اما من المجرمين او الخارجين عن القانون، هي مجافية للحقيقة والواقع وبالشواهد والادلة والمنطق.
فكلنا يعلم كما انت تعلم ان البعض من هولاء المعتقلين حكمتهم المحاكم على ضرب القوات المحتلة، وافاداتهم موجودة ومدونة يمكن الاطلاع عليها والتاكد من صحتها، فاطلاقك لهكذا تصريحات مناقضة للواقع قد يفقدك مصداقيتك امام الله وشعبك والمجاهدين.
اما البعض الاخر من المعتقلين فقد تصدى للعمل الجهادي بكل اشكاله وفقا لاحكام شرعية افتى بها كبار المراجع في النجف الاشرف وقم المقدسة، وان كان هناك من لوم فهو يوجه لتلك المرجعيات التي اعطت الضوء الاخضر لهؤلاء المجاهدين بالعمل، فاذهب واسالهم هل هذا الكلام صحيح ام لا؟، وانا وانت على علم قاطع بصحة ذلك.
اما البعض الاخر فقد اعترفوا مكرهين مجبرين اما تحت التعذيب او بسبب التهديد باغتصاب نسائهم، او بممارسات اخرى اكراهية، وهي نفس السياسة التي كان يتبعها ازلام صدام المجرم انذاك تجاه المجاهدين.
ولكي نكون منصفين، فاننا هنا لا يمكن ان نبريء ساحة جميع المعتقلين، وقد قلنا سابقا ونوكد على ذلك حاليا، من ان اي شخص يثبت اجرامه بالادلة القانونية والعقلية، ايا كان ذلك الجرم صغيرا ام كبيرا، فنحن نعلن البراءة منه امام الله والشعب، ولن ندافع عنه او نبرر افعاله.
ولكن ان نطلق جزافا وزورا ونتحدث عن اجرام الجميع، فهذا هو الباطل بعينه.
وعليه انصح دولة الرئيس بان يتريث قليلا مستقبلا قبل ان يطلق اي تصريح، وان يُسخِّر بعضا من وقته وجهده ليتاكد بنفسه من ملفات المعتقلين، وان لا يرمي التهم على الابرياء بسبب خصومة سياسية او موقف معارض مع الجهة او الموسسة التي ينتمي لها هولاء المعتقلين.
ولياخذ بنظر الاعتبار ان لهولاء المظلومين امهات واباء وزوجات وابناء يدعون ربهم ليل نهار لاطلاق سراح ابناءهم، وفي نفس الوقت يدعون على من ظلمهم بالويل والثبور، وما اسرع دعوة المظلوم واقربها الى الله.
اللهم فرج عن معتقلينا بحقك عليك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب