5 نوفمبر، 2024 12:33 م
Search
Close this search box.

رائع لکن الواقع خلاف ذلك!

رائع لکن الواقع خلاف ذلك!

“لا نتحدث عن مواقف الدول الاخرى من العراق هذا شأنها لكننا نتحدث عن الواقع العراقي، فالعراق اليوم يدار من قبل حكومة منتخبة ممثلة لارادة الشعب منبثقة من البرلمان الذي انتخبه الشعب من كل أطيافه”، کلام رائع و مدعاة فخر و إعتزاز لکل عراقي، ذلك إن حلـ کل عراقي هو أن يستعيد العراق عافيته و يتخلص من نفوذ الدول الاخرى التي تستخدم العراق کبيدق شطرنج من أجل أهدافها و غاياتها.
الکلام الآنف الذي علقنا عليه، هو رد مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، على تصريحات الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بتزايد نفوذ ايران في العراق وهيمنتها عليه، کما جاء على لسان المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي. لکننا نتساءل؛ هل حقا إن الامر کذلك؟ هل إن ليس هناك من دور و نفوذ و تأثير للنفوذ الايراني على العراق؟ وهل إن کل الذي يثار من تصريحات و بحوث و دراسات و تحليلات و تقارير إستخبارية و سياسية عن النفوذ الايراني في العراق، هو مجرد کلام عبثي لاطائل من ورائه؟ وهل إن مايشاع عن تواجد و دور قاسم سليماني في العراق، مجرد إشاعات و أکاذيب يجب علينا أن نکذبها و نصدق الحديثي؟
مشکلتنا الکبيرة ومنذ الفترة التي تلت الاحتلال الامريکي للعراق، هي إنه هناك دائما تفاوت کبير بين مايقال على ألسن السياسيين بشأن الاوضاع الجارية و مايجري على الارض، وهو کما يبدو أمر صار مألوفا في العراق بل وحتى تعود عليه الشعب العراقي، وإن التصريح أعلاه للحديثي، لايختلف إطلاقا عن الخط العام للتصريحات”المعروفة” لأقرانه من الساسة العراقيين الآخرين، ولاسيما إن النفوذ الايراني الذي يتحدث عنه الحديثي بهذه الصورة الحادية جدا، إنما هو کلام لايصدقه أحد بل ولن نبالغ أبدا إذا ماأکدنا بأن الحديثي بنفسه لايصدق تصريحه الذي أطلقه للإستهلاك المحلي!
النفوذ الايراني الاستثنائي في العراق، ليس بذلك النفوذ الذي يمکن التحدث عنه بصورة عرضية و عابرة، کما نرى في کلام الحديثي، وانما هو من النوع الذي يحتاج الى بذل الجهود الوطنية المخلصة من أجل وضع حد له، وإن الکلام عنه بتلك الصورة إنما هو للتمويه و القفز على الحقيقة و الواقع بل هو کلام موجه بشکل خاص من أجل الحملة الانتخابية للعبادي، غير إننا نتساءل: الى متى سيظل ساسة عراقيون يستهزئون بعقول و أذهان و فهم العراقيين للأوضاع و الامور؟ والى الى متى ممارسة الکذب ليس الابيض وانما الاکثر سوادا من السواد نفسه؟ فالنفوذ الايراني في العراق هو سرطان يضرب العراق ولاحل له إلا بإسقاط النظام أو جهد وطني عراقي من أجل مواجهته و وضع حد له!

أحدث المقالات

أحدث المقالات