23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

مباركٌ لكلِ ضيوف الرحمن حجّاج بيت الله الحرام ، وحجٌ مبرور وسعيٌ مشكور وذنبٌ مغفور ، بأستثناء ( البعض ) من أعضاء البرلمان والوزراء والمسؤولين في الدولة الذين تحوم حولهم الشبهات في سرقتهم ( حق ) العراقيين الذين يحلمون في أداء فريضة الحج . ذهب المسؤولون ضاربين عرض الحائط الآليات المتّبعة للفوز بفرصة الحج ( القرعة ) . ذهبوا تاركين الشعب يتلوّى وجعاً .. ذهبوا لأداء فريضة الحج تاركين شبابنا ومقاتلينا الأبطال يصارعون أعتى وأشرسَ هجمةٍ همجيةٍ على بلدنا ويُعطون الدماءَ رخيصةً من أجلِ تطهير ارض العراق من دَنَسهم . ذهب السادة المسؤولون الى الديار المقدسة لكي يُضافَ لقبٌ جديدٌ الى ألقابهم ( السيد الحاج النائب ) … ( معالي الحاج الوزير ) .. تاركين الخرابَ والدمار ونقص الخدمات والبطالة وماكنة الفساد تدور وتنخر بالمال العام … ذهبوا تاركين بلدهم يئنُّ من الألمِ والوجعِ والفِتَن … ذهبوا الى أقدس أرضٍ ليطوفوا حول الكعبةِ وتصدح حناجرُهم ( لبيك اللهم لبيك ) وهم يرتدون ملابس الأحرام النقية البيضاء ، بالشكل فقط لكنَّ دواخلهم ليست بيضاء نقية .. ذهب المسؤولون لكي يلقوا التحيةَ والسلام على سيد الكائنات الرسول الأعظم محمد ( ص ) ، والسؤال الأفتراضي هنا : هل ان الرسول ( ص ) سيرد التحية والسلام لهم وهو العارف بما اقترفوه من خطايا ؟؟ .. وللأجابة اقولُ : كأنني أسمعُ صدى صوت الرسول ( ص ) ينبعثُ من خلف الضريح الشريف يقول لهم ::: ارجعوا لابارك اللهُ فيكم …. وابحثوا عن الفقراء والجياع والمشرّدين والأيتام … اذهبوا وامسحوا على رأس كل يتيم … اذهبوا واطرقوا ابواب عوائل الشهداء وشاركوهم العزاء والمواساة … اذهبوا الى مقابر الشهداء واقرأوا سورة الفاتحة وسورة ( يس ) على قبورهم وقد امتلأتْ الأرضُ بهم … اذهبوا ( وحجّوا ) عند ابواب الفقراء … اذهبوا وكفّروا عن خطاياكم وعبثكم وفسادكم … اذهبوا وزكّوا أموالكم انْ كانت حلالاً وليس سحتاً … اذهبوا وامسحوا الدمعة من عيون المظلومين … اذهبوا واغسلوا عقولكم وضمائركم ونفوسكم من الأدران … ارجعوا فإنَّ ( الرحمنَ ) لايضيِّفُ السرّاقَ والعابثين والفاسدين ومَن كانوا سبباً في دمار مدنهم وتهجير اهلها وسبي نسائها …. اذهبوا وطهّروا انفسكم من الشياطين التي بداخلها …. فلا حجٌ مبرور ولاذنبٌ مغفور ولا سعيٌ مشكور .. وستقفون يوماً أمامَ حاكمٍ عادلٍ ..( يومَ لاينفعُ مالٌ ولابنون الّا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليم ) … واللهِ إني أشمُّ فيكم رائحةَ ( مسيلمة الكذّاب ) …