20 مايو، 2024 10:22 ص
Search
Close this search box.

رائحة فريدمان القبيحة تغطي سماء العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

معلوم لدى الجميع أن مشروع الدستور الذي فرض على أرباب العملية السياسية كانت قد اختطته أيادي آثمة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع الأجهزة الصهيونية متمثلة بنوح فريدمان وهذا الأخير هو من وضع اللمسات الأخيرة لمسودة الدستور ليكون جاهزاً للتوقيع من قبل شلة من التابعين للأجهزة الأستخبارية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ‘ وكانت مكافأتهم أن يكونوا على سدة الحكم بالتعاون مع اللاعب الإيراني النشط على الساحة العراقية بواسطة الأحزاب التي هيأتها إيران لهذا الغرض وسمنتها لمثل هذا اليوم‘ تلك حقيقة طالما سمعناها ممن شاركوا في العملية السياسية ولازالوا يخوضون غمارها حتى يومنا هذا‘ وقد ذكروا هذا الكلام ولأكثر من مناسبة وبأوقات متعددة كان أخرها ما جاء على لسان السيد مشعان الجبوري  منذ أيام خلال برنامجه الحواري الذي تبثه قناته ( الرأي) موجها كلامه إلى السيد نوري المالكي رئيس الوزراء ومطالباً إياه بتعطيل المواد التي تؤسس لمثل هذه التوجهات والرامية لتقسيم البلاد خلال أزمة محافظة صلاح الدين ومطالبتها بأن تكون إقليم من خلال استغلالها المواد التي تدفع وتعطي الحق للمحافظات بالانفصال وفق الدستور ‘ وجاء في كلامه نصاً ( لقد كنت أحد المشاركين معكم في العملية السياسية الجارية في بغداد ونعرف أنا وأنت يا سيادة رئيس الوزراء كيف كتب الدستور‘ ومن الذي كتبه‘ وكيف فرض علينا جميعاً) .
ومن هذا الكلام الصريح لأحد الذين شاركوا في تلك العملية المشوهة المسماة بالسياسية الجارية في العراق اليوم ‘ نستشف أن الموضوع لم يكن مفاجئة أو وليد اللحظة‘ أو أن هناك ظروف أدت إلى المطالبة بمثل تلك التوجهات‘بل أن هناك لعبة لا أسميها سياسية بقدر ما هي ضحك على ذقون العراقيين جميعاً تتمثل في عمليات التصعيد الأخيرة التي جرت‘ والمضايقات التي تمارسها القوات الحكومية تجاه أفراد الشعب بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم نحو تأزيم المواقف‘ ومن ثم الركون إلى المطالبة بتطبيق البنود الخاصة بالأقاليم والتي اشتمل عليها دستور فريدمان المشبوه‘أي أن عملية المطالبة بمثل هذه التطبيقات ما هي إلا صفحة أخرى من صفحات ذلك العدوان الذي قادته الولايات المتحدة نيابة عن الكيان الصهيوني والنظام الإيراني لتدمير العراق ونسيجه الاجتماعي‘كيف ذاك ربما يتساءل أحد القراء‘وربما يذهب أكثر بتساؤله قائلاً ما علاقة إيران بالولايات المتحدة وما يدور في العراق هذا إذا فهمنا ماهية العلاقة أو مصلحة الكيان الصهيوني من تدمير العراق باعتباره العدو اللدود لهذا الكيان‘وأنه البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي استطاع أن يمطر هذا الكيان المسخ ب 39 صاروخ ومن صنع عراقي ‘ بعيداً عن التبعات وما آلت إليه القضية.
نقول أن الواضح الجلي والذي لا لبس فيه في علاقة الجارة الفارسية المجرمة بموضوع العراق أختصره مدير مكتب الرئيس الإيراني خاتمي بتصريحه المعروف والشهير ( لولا إيران لما استطاعت أمريكا أن تحتل العراق أو أفغانستان)‘ وهي الدولة المسلمة المدافعة عن المذهب والدين‘ليس بموضوعنا هنا ‘ والثانية ما جاء على لسان الشيخ الخالصي وهو من الرجال العراقيين الصادقين القلائل الذين لم ينحرفوا عن مبادئ الإمام الحسين عليه السلام وبقي مرابطاً على عهد الشرف والوطنية ولم تأخذه مسيرة الحقد التي يتصرف بها الآخرون لينتقموا من كل ما هو عربي ( سني أو شيعي) حيث  ذكر إن احد رموز الخارجية الإيراني التقى ما يسمى بأعضاء المعارضة في دمشق ويدعى ( نيك نيم) قائلاً لهم ( هذه فرصتكم فمن لا يلتحق بالقطار الأمريكي اليوم لا يستطيع الحصول على الغنائم غداً) والكلام  للخالصي والرجل من الثقاة ‘ ولو تعد ضحايا العراق ومن سقطوا على يد المحتل وحكوماته العملية والجارة الفارسية المجرمة طيلة سنين الإحتلال سيصاب بالدهشة إن عرف أن غالبيتهم من الشيعة ‘ هذا والكلام أنهم جاءوا من أجل المظلومية التي يدعون‘ ويكفي ما دبروه على جسر الأئمة وراح ضحيته العديد من الأبرياء أيام حكومة الجعفري المتطرفة والغائلة في العنف والقتل وزرع الفرقة والتقاتل.
ناهيك عن المكاسب التي حققتها إيران جراء الإحتلال وسيطرتها على كل مفاصل الحياة في العراق عبر أدواتها ومجرميها وقواعدها التي أنشأتها تحت مسمى القاعدة وعاثت في الأرض فساداً وتقتيلاً تحت منظر ومسمع قوات الإحتلال وبتطبيق من قبل الحكومات التي تعاقبت على أمر العراق في ظل الإحتلال ‘ وباعتراف المحتل وامتلاكه للمعلومات التي تدين إيران وأدواتها بشكل قاطع وعبر تصريحات قادة الإحتلال المتعددة بهذا الشأن ‘ لكن دون أن يكون هناك رد فعل من قبل المحتل ‘ أي أن سكوت الجانب الأمريكي على مدى تلك السنين عن الدماء التي سالت من العراقيين بسبب الحقد الفارسي لا يفسر إلا بما ذهبنا إليه في بداية الكلام ‘ وكل ما جرى في العراق منذ 2003 والى اليوم شاهد على كلامنا.
الدستور هو بوابة التقسيم ‘ وهذا واضح ولا لبس فيه أيضا ‘ وانتم أيها السادة من يدفعون نحو أجازة تلك المطالبات التي ستدفع بالبلاد إلى الهاوية عبر بنود فريدمان‘ وما التصعيد الذي أكد عليه رئيس الوزراء واستمرار حملات الاعتقالات وفي كل المحافظات إلا طريق لتنفيذ هذه الصفحة من الصفحات التي أؤجلت وحان موعد تطبيقها ‘ والحجة تعسفية الإجراءات التي تتخذها الحكومة تجاه أبناء تلك المحافظات‘حجة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والجحيم .
العراق اليوم يشتعل وتفوح من عملية تأجيج  النيران التي تحرق مفاصله رائحة فريدمان‘ و يحوم شبح التقسيم بظلاله على كل خارطة البلاد‘والحكمة مفقودة في القول والتصرف فلا دولة الرئيس يحاول أصلاح ما خربه حزبه وعناصره وتعسفه ‘ ولا من يقوم بأمر المحتل في المحافظات يملك من حسن التصرف ليدفع البلاء عن العراق ‘ وقد اجتمعت عليه الدنيا ولا تريد أن تفارقه بشرورها ‘ وما هي إلا أيام ليكون الأمر واقع حال يتم التعامل معه وكأنه رغبة الناس في تلك المحافظات‘كما فعلوا في عملية الاستفتاء على الدستور المسخ وفرضوه امرأ واقعاً ليكون المنظر لسير الحياة في البلاد بأمر الباب العالي فريدمان‘ وكان واقعاً ملموساً وها نحن اليوم نتقاتل بسبه.
متى نعي الحقيقة أيها الناس وخطابي موجه لأهلي ‘ بعد أن فقدنا الأمل في أن يصلح السيد رئيس الوزراء من حاله ويعي أنه دمر البلد وكرس صيغ التقاتل وأسس لها هو ومن معه من أحزاب وكتل ومؤسسات وبرلمانات وزمر‘ متى يعي الناس من أهلي أن لا احد من هؤلاء يملك صيغة تنفعهم وفيها خلاصهم ‘ متى نعي أننا سرقنا أرضاً وثروات وتاريخ‘متى نعي أننا فقدنا شرفنا عند دخول المحتل ولم نقاتله واستقبلنا من كان دليلاً له على أنه المخلص والراعي‘متى نعي أن الذئب لايؤتمن‘وهؤلاء ذئاب وقد أستحكموا على رقابكم بفضل إيران وأمريكا وهاهم ماضون في عملية شرذمة العراق دون هوادة‘اللهم أني بلغت اللهم فأشهد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب