26 نوفمبر، 2024 9:39 م
Search
Close this search box.

رائحة سموم الفتنة

رائحة سموم الفتنة

رغم التوقعات العديدة التي تطرحها البعيد والقريب والتحذيرات بما ستؤول اليه الاوضاع في البلد من استمرار ازدياد وتيرة التشنجات والتشاحنات والتقاطعات العميقة بين الكتل السياسية وادمانها على افتعال الازمات الواحدة تلو الاخرى الى ان وصلت الامور بارتفاع الخطاب الطائفي بشكل علني وصريح وسماح السياسيون لانفسهم ان يتدنى مستوى مخاطبة المواطن بلغة الطعن  والسب والقذف والتسقيط والتخوين والاستزراء والاستهزاء من خلال الوسائل الاعلامية ، مما كان سببا اساسيا في فرض قسري للصراع السياسي واستحقاقاته وانعكاساته السلبية على الشارع العراقي في غرس العدائية والكراهية بين ابنائه ، وخلال الاشهر الماضية بدأت سياسة الاتكاء على الشارع وتأجيجه خدمة للاغراض السياسية وبذلك اصبح خيار التمسك بالتصعيد السياسي والشعبي بين الفرقاء السياسيين سياسة في تحقيق المنافع والمصالح والتي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن متطلبات المشروعة للمواطنين  مما عمق فقدان الثقة وانعدام الارضية للتوافق والتفاهم مع الاصرار على (سكب الزيت على النار ) لاشعال الوضع  بالاضطرابات والتوترات الشعبية بمؤازرة  ومباركة ودعم  دول عديدة لها مصحلة في اضعاف العراق وتهميش دوره العربي والاقليمي والدولي وتحقيق غاية  الحجر على طاقاته وامكاناته وهدرها باشغاله بمشاكله الداخلية ا، وان قراءة لتصاعد الاحداث الراهنة بداية لشرارة خبيثة يمهد لها أن تمتد شرارتها لتحرق الاخضر واليابس وتتطابق بالتمام والكمال مع مخططات والمؤمرات التي دأب اعداء العراق خلال السنوات الماضية في تحقيق اغراضها بكل الامكانات والوسائل المتاحة لهدف واحد  لاعادة سموم الوباء الفتنة الطائفية ليفرض سحب سمومه القاتمة السوداء ثانية على ارض الوطن ليدفع المواطن ثمن فاتورتها الغالية جدا من ارواح ابنائه البريئة على قبلة المصالح السياسية ومنافعها الضيغة والفانية برغبات التعطش على المناصب والسلطة من قبل السياسيين للعب على ساحات تملئها دماء ابناء الوطن . اليوم مصير البلد متوقف على وعي المواطن وحكمته وعزيمته للوقوف بحسم وتصدي امام الريح الصفراء لتلك الفتنة وتعرية من اثارها ويحاول اشعالها والاصرار على التمسك بالارادة الوطنيه وقيمها العل     يا والمحافظة على دماء الاخوة ووحدة الوطن.،(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)  .

أحدث المقالات