10 أبريل، 2024 10:16 ص
Search
Close this search box.

رائحة الموت والبارود

Facebook
Twitter
LinkedIn

شعبُ العراق الذي ينامُ ويصحو على جبلٍ من الآهاتِ والويلات ، هذا الشعب الذي فقدَ ويكادُ يفقدُ كلَّ شيئٍ جميلٍ ، هذا الشعبُ الذي نزف ومايزال ينزفُ أنهاراً من دمِ ابنائه الابرياء بسبب الصراعات والتقاطعات والمناكفات بين بين رجال السياسة الذين يتربعون على كراسي الحكم الفارهة ناسين أو متناسين ماحصلَ ويحصلث للشعب العراقي الجريح الذي لاحولَ ولاقوةَ له الّا فسحة الامل .

لقد قُتِلَ طُموحُ العراقيين ، وأُطلِقَ الرصاصُ على آمالهم ، أما المستقبلُ فهو مجهولٌ .. مجهولٌ .. مجهول..

وفي خضم هكذا أجواء وظروفٍ اصبح العراقيون قادرين على التحليل والاستنتاج والاستنباط ، بمعنى ان التجارب المريرة والقاسية ومَشاهد الدم التي رسمت حروفها دماء العراقيين جعلتهم يقرأون مابين السطور وخلف الكلمات وذلك من خلال ماحصل ويحصل على الارض من تداعيات ومن خلال مايسمعون ويشاهدون

من التحليلات والمساجلات ( والمفخخات والعبوات ) …

سنواتٌ عجافٌ مرّت على العراق والعراقيون يحذوهم الأملُ في ان يصلوا الى شاطئ الامان بعد ان سلّموا

( مقود ) السفينة بيد السياسيين ، لكن النتيجةَ ومع الاسف أصبحتْ معروفةً للقاصي والداني ، فبعضُ السياسيين

هم سبب ( المحنة ) وسبب ( البلاء ) وسبب ( الدماء ) … وبعضُ السياسيين طارئون على السياسة وأقصد بذلك سياسيي الصدفة ، وبعض السياسيين لهم اجندات مرتبطة بمصالح اقليمية ودولية وبعض السياسيين منشغلون بمحاصصاتهم والبعض الآخرُ غارقٌ حدَّ النخاعِ في الصراع من أجلِ الحصول على مكاسبَ شخصيةٍ

أو كتلوية . هذا هو حال بعضُ السياسيين ( وماأكثرهم ) وذلك هو حال العراقيين ، لكن في خضم هذه الصراعات والتجاذبات عرف العراقيون اللعبةَ وكشفوا اموراً كثيرةً ( دُبِّرَتْ بليل ) وعرفوا ان كل مايحصل  من مشاهد مأساوية استهدفت كلَّ شيئ هو نتيجة كل ماتقدم . ومازال الكثير من الذي لم يُكْشَفْ بعد لانه مازال يُطبَخُ في الغرف المظلمة وفي مجمله يصب في مصب الصراع على السلطة وعلى كرسي الحكم الأول ، هذه هي الحقيقة التي لايمكن ان تحجبها الشمس .

خلاصة القول : اننا الان أحوج مانكونُ الى ( صحوة ) حقيقية للسياسيين ، فصحوتُهم تعني الكثيرَ : تعني حقن الدم العراقي وتعني الامنَ والأمانَ والاستقرارَ وتعني طي صفحة الماضي المرير و ان صحوة السياسيين لاتأتي من فراغٍ بل تأتي عن مراجعة حقيقية صادقة مع العقل والضمير ( اذا كان هناك عقلٌ وضمير ) وان يتقوا اللهَ في شعبهم المسكين الذي اودعهم امانةَ ثقيلةَ . أليسَ من المفروض ان يجلسَ السياسيون مع انفسهم جلسةَ نقاءٍ وصدقٍ ويتجرّدوا عن ( الأنا ) القاتلة ؟؟ أليسَ من المفروض ان يضع السياسيون ضمائرهم في ميزان الحقِ والعدل … وأسئلةٌ كثيرةٌ هي لسانُ حال كل العراقيين فلقد سئِمْنا رائحةَ الموتِ والبارود .

السلام عليكم

 

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب