أتهامات أولياء دم الشهيد محمد مصبح الوائلي محافظ البصرة الاسبق الذي اغتيل غدرا في السابع والعشرين من شهر ايلول الماضي وسط مدينة البصرة على ايدي قوات امنية مجهولة، كل من رئيس الوزراء نوري المالكي وجهازه الاستخباراتي القمعي، واثنين من قياديي حزب الدعوة وواجهته التجارية هما عبدالله عويز الجبوري وعصام الاسدي بمسؤوليتهم المباشرة عن عملية الاغتيال، وتسجيل شقيقي الشهيد الوائلي دعوى قضائية لدى محكمة البصرة بهذا الخصوص. أنعشت ردود الافعال من جهات عدة حول البيان الصادر من الاخوين اسعد وفراس الوائلي، أبرزها وأكثرها مفارقة تصريح السيد جعفر محمد باقر الربيعي رئيس كتلة دولة القانون في مجلس محافظة البصرة، عندما أكد بانه لا يمكن ان يكون المالكي وراء عملية الاغتيال لان تاريخه الجهادي والمسالم لا يسمح له بذلك.
وردا على كتلة دولة القانون، سنحاول أختبار تلك التصريحات على أرض الواقع بالوقوف على مقتطفات من ذلك التاريخ (الجهادي) و(المسالم) الذي تدعيه (دولة القانون) لنوري المالكي.
اولاً: ان السيرة الذاتية لرئيس الوزراء نوري المالكي في جميع المصادر الرسمية اشارت الى انه غادر العراق في عام 1979 وبقي في ايران لغاية عام 1987 (اي لمدة 8 سنوات) وخلال هذه المدة كان يتولى مسؤولية الذراع العسكري لحزب الدعوة وكان مسؤلا عن عمليات قتل الجنود العراقيين في الأهوار وفي داخل المدن العراقية وكان مشرفا على عمليات التفجيرات التي أستهدفت الجامعة المستنصرية وغيرها العديد من عمليات الإغتيال والقتل .. فاي تاريخ سلمي هذا يا دولة القانون؟ شخص كان مسؤول عن كل هذه الدماء ماذا سيقول لعائلات الشهداء، وماذا سيقول لرب الجلالة يوم الحساب؟ الا تعلمون انتم وسيدكم المالكي بان هؤلاء المساكين كانوا يؤخذون غصبا الى الجبهات ليدفعوا ثمن حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، حرب راح ضحيتها الملايين من الشعب الايراني والعراقي بسبب عنجهية وظلامية القيادة الايرانية والعراقية على حد سواء.
ثانياً: بعد سقوط نظام صدام المجرم ودخول قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية وما صاحبها من فوضى واقتتال طائفي، وبعد ان اصبح سيدك المالكي رئيسا للجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي بدأ بتأسيس فرق الموت وكان ينفذ ويشرف على عدد من عمليات الإغتيال التي تنفذها فرق الموت المرتبطة به والتي كانت ترفع صور السيد مقتدى الصدر وتدعي انها من جيش المهدي أو بالاحرى انها اخترقت جيش المهدي وانظمت إلى سرياته وصفوفه بحجة مقاتلة الاحتلال وكان هدفها الحقيقي هو الاغتيال والخطف والعبث بالبلاد وترويع العباد، ولكن الناس في غفلة ولازالت في غفلة، وعلى رئسهم السيد مقتدى الصدر وبقية قيادة التيار الصدري، وكان نوري المالكي يقودهم متلثم بالكوفية الحمراء (وهو يعرف ما اقول) حيث يقومون باطلاق قذائف الهاون على حي الجهاد والخضراء وباقي المناطق التي تسكنها غالبية من المكون السني، فكم من انسان برئ راح ضحية فرق الموت وقذائف الهاون هذه؟
ثالثاً: اثناء قيادته لصولة الفرسان في البصرة وتواجده في مبنى القصور الرئاسية في البراضعية وبحضور العديد من القيادات لا اريد ان اذكرهم هنا وفي خضم حديثه عن جلال الدين الصغير حيث كان الصراع على اشده بينهما، جلس المالكي بين خواصه متحدثا ومنتقدا (الصغير) قائلا بالحرف الواحد “سأفضحه وأقدم ملفه الى القضاء وسأقوم بإرشاد الاجهزة الامنية الى المقابر الجماعية التي قام بها الصغير هذا”، ولا أعرف لماذا يتستر رئيس وزراء دولة على هكذا مجرم الذي لا يزال يروج لأفكاره أمام أعين المالكي، عموما عندها رد احد الحاضرين على تهديدات المالكي بالقول: “لا حجي فتح هذا الملف راح يفتح علينه ملفات كثيرة احنه بغنى عنها هو ــ أي جلال الدين الصغير ــ يعرف عنا معلومات مثل ما احنه نعرف عنه”، وأكيد بحسب فهمي انها عمليات قتل ومقابر جماعية ايضا نفذتها فرق الموت التابعة لحزب الدعوة يعرف تفاصيلها (الصغير) وهو أيضا يتستر عليها، ام أن لديكم تفسير اخر يا دولة القانون.
رابعاً: عانى العراقيون من القتل والترهيب الذي مارسته فرق الموت الدموية التابعة لحزب الدعوة والتي كانت تحسب على عصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، وهي ميليشيا انشقت عن الميليشيا الاصلية المسماة بجيش المهدي، وتمول هذه الميليشيا وتأخذ اوامرها مباشرة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، وتدار بواسطة حزب الله لبنان.. وبعد الانسحاب الشكلي لقوات الإحتلال الامريكية والبريطانية من العراق اوكلت مهمة قيادة هذه الميليشيا الى المالكي شخصيا، وعناصر هذه الميليشيا مدربين على القتل بشكل جيد في ايران، وتم الافراج عن بعض قيادات هذه الميليشيا الذين كانوا معتقلين لدى القوات الامريكية وبأمر مباشر من المالكي بعد ان ضمن له قاسم سليماني بان هذه العصابات ستكون تحت امرته بصورة مباشرة، وهذا ما لمسناه أثر قيام هذه الميليشيات بعمل استعراض عسكري، وهم مجهزين بشتى انواع الاسلحة وبحضور النائب كمال الساعدي القيادي المعروف في حزب الدعوة الحاكم وهو يلوح لهم بالسلاح الامريكي الجي السي الذي كان في يده وعلى وجهه نشوة الفرح والنصر، وهذه دلالة واضحة على ان هذه الميليشيات تقع تحت امرتهم، وفعلا بدأ المالكي وحزبه يستخدمها لترهيب وقتل جميع المعارضين له.
فإذا كان شخص لديه هذا التاريخ الاسود وكل عمليات القتل والخوض في الدماء هذه … هل سيتوقف عن أغتيال رمز من رموز العراق الوطنية ونزيه مثل محمد مصبح الوائلي؟ لا اعتقد ذلك يا من تدافعون عن نوري المالكي السفاح… ادعوكم وأدعو الشرفاء العراقيين ان يفكروا بجدية في الامر وان ينتبهوا لما يقولون ويفعلون قبل ان يمر الوقت وتضيع الفرصة ويكبر الامر ويصبح المالكي دكتاتورا جديدا مسلط على رقاب الناس وبمباركتكم ودعمكم ورضاكم.