23 ديسمبر، 2024 3:28 م

رئيس جمهورية Off Line

رئيس جمهورية Off Line

فرح الاخوة الاكراد واحتفلوا في السليمانية العزيزة عندما ظهرت صور الرئيس جلال طالباني على شاشات التلفزيون الكردي ثم تناقلتها الفضائيات وهو يبدو جالسا يتحدث الى زوجته ويبتسم لتؤكد لنا الصور انه بخير وبصحة جيدة. وقد جاءت هذه الصور والاخبار بعد ان اثار العديد من الكتاب والسياسيين تساؤلات حول صحة وحياة الرئيس واختفائه لمدة عام كامل عن منصبه فكان الجواب انه حي يرزق وهو بصحة جيدة. وقد فسر البعض ان ظهور الصور جاء لتلهية الرأي العام في كردستان عن اغتيال شهيد الكلمة الصحفي كاوة احمد كرمياني. ثم خرج علينا طبيب الرئيس ومحافظ كركوك ليقول انه تكلم مع الرئيس وهو بصحة جيدة، ثم ماذا؟ يا اخوتنا الاكراد المنطق يقول بغض النظر عن مدى مصداقية هذه الصور والحالة الصحية للرئيس يبقى المنصب شاغراً والرئيس لا يحضر الى مكتبه يومياً ولم ينظر في اوراق رسمية او وقع على قرار او التقى بوفد محلي او دولي منذ عام كامل. فما قيمة هذه الصور امام حقيقة غيابه عن اداء واجباته كرئيس للدولة؟ ام ان العراق اول دولة في العالم رئيسها يعمل Off line لمدة عام كامل؟ اما ان يحتل المنصب نائبه فلا يعني طول فترة الرئاسة وانما لغاية شهر واحد من تاريخ الخلو فيقرر ئيس البرلمان انتخاب رئيس جديد للبلاد. اما اعتبار الرئيس غائباً ويحل محله نائبه فهذا في حال سفره لحضور مؤتمر دولي او عربي خارج العراق لايام معدودة وليس لسنة كاملة. ونحن بانتظار المحكمة الاتحادية العليا أن تقول كلمتها في اعتبار منصب الرئيس خالياً فهي الجهة الوحيدة المخولة بتفسير بنود الدستور .

من جانب آخر فرح العراقيون عموماً بهذا الخبر وأكثر من فرح للخبر هم السياسيون وبالذات رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي لكونه المسؤول الاول عن اتخاذ الاجراء اللازم في حال خلو منصب رئيس الجمهورية فجاء هذا الخبر المصور نعمة من السماء لتعفيه من هذا الاجراء (حسب تصوره المحدود) وينزاح عن كاهله الصراع مابين واجبه الدستوري وما بين زعل الاحزاب الكردية في حال اعتباره المنصب خالياً وطرح التصويت على رئيس جمهورية جديد وعودة الجدال والمشاكل مع الاطراف الاخرى وربما الاكراد يجدون البديل في حين هو يخطط ويرسم التدابير للاستحواذ على كرسي الرئاسة بعد الانتخابات القادمة ولسان حاله يقول (مو وكتها هسة متسوى ندوخ روحنا علمود كم شهر). ورئيس الوزراء ايضا مستفيد من الوضع لان من صلاحيات رئيس الجمهورية طلب تنحية رئيس الوزراء من منصبه فهو يفضل بقاء خضير الخزاعي بمنصب رئيس الجمهورية وكالة لانه من حزبه وتحت سيطرته يوقع له مايريد من اتفاقيات بيع العراق ارضا ومياهاً. وهكذا جاءت هذه الصور لتسكت الجميع وتغلق قضية غياب الرئيس لمدة عام كامل ولا احد من البرلمانيين يقوم بواجبه الدستوري رغم معرفتهم بانها مخالفة دستورية واضحة واستهزاء بالشعب العراقي واهانه لكرامة العراق كدولة بلا رئيس لمدة عام كامل وهدر لاموال العراقيين على راتب ومخصصات رئيس جمهورية وموظفيه ومستشاريه وحراسه وهو غائب منذ عام كامل.
 اما فرحتي انا بالصور فكانت لسبب آخر وهو اني ارى السيدة الاولى للعراق لاول مرة (مع امنياتنا للرئيس بالشفاء العاجل). وتذكرت أني رأيت الكثير من زوجات الرؤساء والملوك مثل ميشيل اوباما وملكة الاردن الملكة رانية وزوجة حسني مبارك وزوجة رفيق الحريري وزوجة مانديلا وغيرهن من زوجات الملوك والرؤساء عدة مرات على شاشة التلفزيون او في الصحف. فقد سمعت عنهن اما اخبار نشاطاتهن الخيرية أوالاجتماعية او لقاءات صحفية او مؤتمرات ومعارض يفتتحنها وغيرها من الفعاليات والتفاعل مع المجتمع. بينما لم يصدف ان سمعت يوما ان السيدة هيرو طالباني قد حضرت الى بغداد العاصمة او زارت ميتم للاطفال في محافظة عراقية او افتتحت مؤتمرا خيرياُ او قدمت مساعدات لجمعية نسوية اللهم ربي الا اذا قامت بذلك في المحافظات الشمالية ولا نسمع عنها في بغداد أوالجنوب. وتساءلت كم عراقي وعراقية كانوا يعرفون شكل السيدة الاولى قبل هذه الصور؟ لذا باسمي وباسم الشعب العراقي نشكر اخوتنا في القنوات الكردية لانهم عرفونا بالسيدة الاولى للعراق بعد ثماني سنوات من حملها لهذا اللقب.
[email protected]