19 أبريل، 2024 11:49 ص
Search
Close this search box.

رئيس الوقف : الوقف السني على مفترق طرق لهيكلته وفق المبادئ الإسلامية الحقيقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

أكد رئيس الوقف السني الدكتور عبد اللطيف هميم على أن الوقف يسعى الى ترجمة المهام الموكل بها الى أرض الواقع ، مبينا أن الوقف يضم العديد من المؤسسات الدينية والإستثمارية ، وهو يشرف على أكثرمن عشرة آلاف مسجد في العراق ويجمع بين النشاطين الديني والثقافي .
مبينا أن الوقف فتح نوافذ مع كل الجهات لتحقيق تآلف حقيقي وتقريب وجهات النظرضمن العمل المؤسساتي الذي يعود بالخير على الجميع .
مشددا على أن العراقيين متصالحين فيما بينهم ، وأن  مصطلح ” المصالحة الوطنية ” هي إكذوبة ظهرت مع الإحتلال لتوطيد الفرقة .
موضحا أن الوقف يسعى الى محاربة الغلو والتطرف وتقريب وجهات النظر بين اطراف الطيف العراقي الجميل .
وأشار الى أن العراق يمر بظروف صعبة تحتم على الجميع العمل على إنقاذه من الكوارث الانسانية التي تعصف به .
” كتابات ” التقت الدكتور عبد اللطيف هميم ، وكان لها هذا الحديث .
 *** يصف مراقبون سياسيون الوقفين السني والشيعي ، بأنهما دائرتين سياسيتين ، كيف تقرأ هذا الموضوع ؟
– فيما يخص الوقف السني فإنه مؤسسة دينية قبل أن تكون سياسية ، وهناك فرق كبير بين عمل الوقفين ، خاصة اذا ما علمنا أن الوقف الشيعي يقوم بواجب إدارة إستثمارات ، ولا علاقة له بالتعليم الديني الذي تشرف عليه الحوزة الدينية في النجف الأشرف بينما يجمع الوقف السني بين النشاطين الديني والإستثماري .
ويضم النشاط الديني للوقف السني مؤسسة التعليم الديني ومؤسسة المساجد – دائرة المؤسسات – وهي مسؤولة عن ما يزيد على ” 10000 ” مسجد ، ويالتالي فهي تشرف على عملية فكرية دينية وإجتماعية وثقافية .
وأجد أن المراقبين الذين قصدتهم لايملكون فكرة كافية لعمل الوقفين .
*** أكثر العراقيين يصفون هاتين المؤسستين بأنهما توطدان الطائفية ؟
– نعم ، النظرة السائدة هي كذلك ، لكن في حقيقة الأمر أنا شخصيا أسعى الى إثبات عكس ذلك عن طريق فتح نوافذ رحبة مع كل الجهات وصولا الى تحقيق تآلف حقيقي وتقريب وجهات النظرضمن العمل المؤسساتي الذي يعود بالخير على العراقيين أجمع بغض الطرف عن هوية المقابل ، هذا هو واقع حال حدث بعد الإحتلال 2003 ، وأرى أن هذه حالة شاذة لايمكن أن تستمر ، وأتوقع أنها سرعان ما تنتهي ذلك أن الشعب العراقي مصر على ان يبقى موحدا ، والوحدة تتطلب أن نتحد في كل شيئ .
*** من المؤكد إن لديك رؤى تصبو الى تحقيقها في ظل تسنمك للمنصب في الوقف السني ؟
– في الوقف السني ، نعاني من مشكلة بنيوية تكمن في الرسالة والرسول والمتلقي ، المشكلة ليست في المتلقي الذي يمكن تشبيهه بالإناء الذي يمكن ملؤه بنوع معين من الشراب ، فهو يسيغ ما يصب له وخاصة اذا ما كان الذي يملي عليه ممن يؤمن جانبه ، وبالتالي المشكلة ليست بالمتلقي الذي تقوده نظرية التنشئة الإجتماعية التي تؤكد على أن الإنسان هو صفحة بيضاء تنقش عليها الخبرة كيفما تشاء ووقتما تشاء ، فعلماء النفس يقولون :” إعطني عشرة من الصبية ، أعطيك المهندس والفنان والأديب والشاعر ، وأيضا اللص والقاتل ” .
من هنا ندرك أن الإشكالية ليست بالمتلقي بل في الرسالة والرسول ، أو الخطاب والخطيب .
أجد أن الخطاب الإسلامي اليوم هو خطاب مأزوم ، فاقد للرؤية الراشدة الأمر الذي أدت الى ظهور الكثير من الأفكار المنحرفة مثل التطرف والغلو والإرهاب ، وعليه يجب أن يكون هناك خطاب ال‘تدال والوسطية والإبتعاد عن خطاب الإرهاب والقتل والطائفية ، هذا الخطاب يوجد فيه مشكلة يجب تقويمها من جديد بما ينسجم والمهج القرآني وأصول الشريعة بإعتبار ن هذه الأمه هي أمة وسط كما قال الله تعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ” .
ثمة هناك إشكالية أخرى في الخطيب سيما وأنه حامل للرسالة ، وبالتالي عليه أن يدرك حجم المسؤولية الدينية التي يقوم بها ، وعليه يجب إعادة تأهيل الخطيب من خلال دورات تدريب تعلو بالخطابة الى درجات سامية تنسجم الواقع المعاش وتجاوز ما نحن فيه اليوم .
وهناك إشكال آخر على مستوى التعليم الديني تكمن في المدخلات العالية في التعليم الديني تحافظ على أمن المجتمع وسلامته ، وحيثما تكون هناك بدايات ومدخلات سليمة تكون هناك مخرجات سليمة ، وهذه قاعدة اساسية في علم التربية التي لاتقبل الخطأ .
*** الا تجد أنّ خير من يتبنى المصالحة الوطنية هما الوقفان العراقيان ، كونهما جهتان روحانيتان؟
– المصالحة الوطنية ، كلمتا حق اريد بهما باطلا ، مَن يصالح مَن ، هذا أمر مضحك ، نحن متصالحون ، خلافنا في بعض جزئيات العبادة أو الإعتقاد لايعني نحن مختلفون ، حتى الخلاف – إن وجد – بين الطرفين فهو إختلاف لايرقى الى الحد العقائدي الذي يجعلنا غير متصالحين ، نجد أنه طفى على سطح السياسة بعد الإحتلال مثل هذا المصطلح الذي يردده بعض السياسيين دون وعي ، أو ربما متعمد يلجأ اليه البعض ممن لاحظوة لهم بين الجماهير .
*** ما ردك على من يتهمك بدفع مبلغ مليون دولار مقابل تسلمك الوقف السني ؟
– انا لم اسع الى هذا المنصب ، بل إنّ رئاسة الوقف هي التي إنقلبت اليّ ، قبلت بها لأسباب تتعلق بخدمة أبناء العراق ، ومتى ما أجد أني قد أنجزت في وضع اسس صحيحة للمؤسسة ولم شتات علماء الدين ، بالإضافة الى وضع دوائر المؤسسة على السكة الصحيحة عند ذاك سأغادر المنصب بإرادتي ، وأنا على إستعداد تام للتبرع بقدر هذا المبلغ للوقف مقابل إعفائي من هذه الأمانة الشائكة والثقيلة  .
*** وأيضا هناك من يقول انك نلت حضوتك من النظام السابق والنظام الحالي ، كيف ترد على هذا القول ؟
– انا عراقي ، حالي كحال أي عراقي جاهد في سبيل أن يعيش بكرامته وقد حباني الله بما تيسر من رزقه الواسع فإستثمرت مالي بما يرضي الله ، ولم اتقرب الى السلطان تزلفا قدر استخدام الحكمة عندما تكون في دائرة الضوء ، وعندما تكون الأعين محدقة ومراقبة لكل تحركاتك ، وحينما تعرض الوطن للخطر شهرت سيفي جهارا نهارا بوجه المحتل في محاولة لدرء شر ما قد يصيب قومي ، وقد أثبتت الأيام أني كنت على صواب بعدما تأكد العراقيون كافة من أن المحتل لم يأت ليفرش لنا الأرض ورودا ورياحين ، بل عاث في الأرض فسادا وفرقنا جماعات تقتتل وهجرنا من أراضينا وسرق خيراتنا ، وجرنا الى نفق أتمنى أن نتجاوزه بسرعة ، ولو أعاد المحتل الكرة في إحتلال العراق من جديد سأعود وأستل سيف الغضب وأقاتل العدوان دون هوادة ، وها أنا أعاود اليوم لتكملة ما كنت أصبوا اليه في بناء وطن خال من كل أشكال التشرذم والتفرقة ، ولم شمل ما آل اليه الأمر .
*** هل تعتقد أنك حققت ما كنت تتمناه
– امامنا الكثير سيما وأن الظروف المحيطة في العراق ليست باليسيرة ، تحركنا على موضوع النازحين ، ويجب أن يحضوا برعاية أكبر من الدولة ، إضافة الى أننا نقوم بترجمة جدول الأعمال والخطط الموضوعة الى ارض الواقع ، نحتاج الى بعض الوقت خاصة وأننا وضعنا بذرة العمل في منبتها الصحيح وننتظر أن تزهر وسط مراقبة ومتابعة شديدتين وصولا الى مؤسسة ترتقي الى مصاف الدوائر المسؤولة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب