23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

رئيس الوزراء ..”شرطي مرور “

رئيس الوزراء ..”شرطي مرور “

تبحث بعض الكتل السياسية عن رئيس وزراء يشابه لحد كبير عمله عمل شرطي مرور ينظم السير السياسي والحكومي لكنه بكل تأكيد لايقوى على ردع تلك الكتل الفائزة في البرلمان، وهذه مشكلة “المقبولية ” لاارى فرقا واسعاً بين المقبولية والرضوخ.
المرحلة المقبلة من العملية السياسية تتطلب النظر بواقعية وطنية أي تبتعدُ عن المصالح الخاصة  والحزبية أو الاسلوب السيء الذي كان دارجاً في السابق في اروقة مجلس النواب “كم لي ؟، كم لك ؟”.
العراقيون يتطلعون اليوم إلى  ان تغير الكتل السياسية جلد تفكيرها وأن تبتعد عن استفزاز رئيس الوزراء المقبل وتمنحه صلاحيات واسعة لُيتخلص العراق من داعش وحواضنها ومن يتعاطف معها وأن لايتكرر سيناريو مجلس النواب السابق الذي تحول إلى ندّ وضرة مع الحكومة السابقة لاسيما فيما يتعلق بملف تسليح القوات الامنية.
يخيم التفاؤل على العراقين في تجنيس العلاقة الادارية بين الحكومة ومجلس النواب عبر تفعيل القوانين الداعمة للحكومة ورفع التجميد عن وظيفة مجلس النواب في  استجواب رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين الكبار في الحكومة بعيدا عن الاهواء السياسية ، لكن كل ذلك لاينفع في حال قيدت الكتل السياسية رئيس الوزراء المقبل بسلاسل من القرارات الفاشلة والضارة بصلحة البلاد.
الحقيقة الواضحة أن استمرار حبس النصوص الدستورية بأمزجة سياسية والعمل على تقليص صلاحيات رئيس الوزراء المقبل لن تجدي نفعاً ، من دون ادنى شك مطلوب من رئيس الوزراء المقبل أن يعلن عن برنامجه الحكومي وأن يحدد المدة الزمنية التي يمكن أن يطبق فيها البرنامج.  
مطلوب من  أن تفرز الكتل السياسية   النيابية رئيسا ً للوزراء قادرا على إعادة هيكلة القوات الامنية وتطوير قدراتها  بما يتناسب مع تحديات المرحلة المقبلة والعمل على تسليحها وإعادة النظر ببعض القيادات الأمنية الفاشلة .
لامجال لخوض تجارب فاشلة في اختيار كابينة حكومية ، فالمرحلة المقبلة تتطلب عدم مجاملة الكتل السياسية وينسى اعضاؤها أنهم يمثلون هذه الكتلة أو تلك.
من اخطر الحكومات تلك الحكومة التي  يقودها شرطة المرور يعمل  وفق نظام “مشي يومك  ”  من شأنها أن توسع حركة الجماعات المتطرفة في البلاد وتعطل تقدم البلاد نحو الامام .
ملخص الحديث لابد أن تفكر الكتل السياسي برئيس وزراء قوي وديمقراطي في الوقت نفسه، يخرج من نفق التفكير الحزبي والانتماءات إلى افق الوطن وفضائه المفتوح ..لانريد أن يبقى العراق حقلاً للتجارب السياسية المريرة فقد حان وقت بناء الدولة الحقيقي ..ولكم الخيار.

 [email protected]