22 ديسمبر، 2024 6:26 م

رئيس الوزراء البريطاني وغزّة .!

رئيس الوزراء البريطاني وغزّة .!

اذ انتشر في بعض الميديا والسوشيال ميديا الفيديو الذي يُظهر رئيس وزراء بريطانيا ” العظمى سابقاً ” المدعو – ريشي سوناك – وهو يحطّ الرحال سِرّاً في اسرائيل , ولم تجرِ عملية حطّ الرحال هذه في مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب او في ايٍ من المطارات المدنية الأخرى , وانّما في قاعدة عسكرية بعيدة عن الصواريخ الفلسطينية , كما والأنكى والأخزى أنّه وصل على متن طائرة شحن عسكرية ضخمة ملآى ومكتظّة بالأسلحة والقذائف والصواريخ , ومثل هذه الطائرات تخلو من ادنى مستلزمات توفير الراحة البسيطة المفترضة للمسافرين , بل انها غير مخصصة لنقل الأشخاص المدنيين , نزلَ ” ريشي سوناك ” متعجّلاً من بين صناديق الذخيرة والأسلحة , ومن بوابة تفريغ الحمولة . لم يكن هنالك ايّ استقبالٍ رسمي له ولا السجادة الحمراء ومن دون وجودٍ لحرس الشرف , كما لم يكن بنيامين نتنياهو في استقباله .! وتوجّه على الفور الى السيارة ” المضادّة للرصاص ” التي كانت بإنتظاره , الملاحظ ايضاً وفق الفيديو المنتشر أنّ السيارة السوداء التي أقلّته قد جرى نصب الأضوية الدائرية الزرقاء على سقفها كالّتي موجودة على سيارات الشرطة , وذلك لتسريع حركتها في الشوارع .! , انّها صورٌ لم يشهد العالم من قبلها لأيٍ من رؤساء الدول في العالم , ويصعب القول الإفتراضي المسبق بأن جرى تصويرها جرّاء حالة الإرباك – الأستخباري الوقائي , او جرى التعمّد في إظهارها بطريقةٍ بانورامية او ميلودراميّة عمداً .! , وربما كلتيهما على الأعمّ الأغلب

ليس كلّ ذلك المختصر – المختزل في اعلاه ليثير الإهتمامات الموضوعية المجرّدة , وانّما لماذا هذا الإندفاع والحماس البريطاني المفرط تجاه اسرائيل .!؟ , أنّ لندن سبق لها وارسلت خلال الأيام الماضية بعض سفن المراقبة والتجسس المزودة بتكنولوجيا عالية الدقّة , كما أنّ اسرائيل لم تعد بحاجة ماسّة الى هذه الأسلحة البريطانية الجديدة المحمولة معاً مع ” ريشي سوناك ” , اذ اغرقتها ادارة بايدن بكميات هائلة من السلاح المتنوّع , بجانب كلتا حاملتي الطائرات الأمريكية ” مع مجموعة السفن المرافقة لها ” والمصطفّة على الساحل الأسرائيلي من البحر المتوسّط .

أمّا عن التساؤل عن الحماس والإندفاع البريطاني الملحوظ تجاه الصهاينة آنيّاً , فعدا او بإستثناء أنّ السياسة الخارجية البريطانية تتّبع نهجاً ذيليّاً ممنهجاً لسياسة ايّ ادارة او حكومة امريكية ” سواءً كانت من الحزب الجمهوري او الديمقراطي ” وكأنّ في ذلك اسباباً سيكولوجية – سوسيولوجية خفيّة لا علاقة لها باللغة الأنكليزية المشتركة بين البلدين , ومثل هذا التساؤل ” لحدّ الآن ” يجيب نفسه بنفسه شفوياً وارتجالياً قبل ان يغدو تحريرياً او بطريقةٍ مكتوبة , فبريطانيا وكما معروف ومشهور هي التي اوجدت وإستحدثت وطناً لليهود ” المشتتين في دول العالم ” في فلسطين من قبل النصف الثاني للقرن العشرين وتبعات ذلك , كما انّها UK اشتركت مع فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر في حرب عام 1956 , ولا نشأ الإمتداد في الحديث عن دَور الإنكليز في حرب عام 5 – حزيران 1967 وسواهما في الحرب على العراق في سنة 1991 او في احتلال العراق لعام 2003 , إذ الجذور ال Aggressive – العدوانية متأصّلة لدى ساسة الإنكليز تجاه العرب , ولعلها تمتد الى مسبباتٍ تأريخية قد تعود حتى الى < ريتشارد قلب الأسد > أيام الحرب الصليبية التي لا نرغب في التذكير بها او الإشارة اليها , فقد تجاوزها الزمن والتمدّن الحضاري الأممي بين الدول . لكنّما ما هو غير مُستوعبٍ في ” الإعلام ” وحتى لدى عموم الرأي العام , فإنّما يكمن في تعريض رئيس الوزراء البريطاني لبلاده للأخطار المحتملة , من تعرّض المصالح البريطانية في بعض او مختلف دول العالم من هَجماتٍ انتقامية من قِبل متعاطفين واصوليين بالضّد من الهمجية الجارية على سّكان ومواطني قطّاع غزة من المدنيين – الذين لا علاقة لهم بمقاتلي حماس , وهل النساء والأطفال ” على الأقل ” مشتركين في قصف واقتحام مستوطنات ومستعمرات اسرائيلية مغروزة في الجسد الفلسطيني .!

رئيس وزراء بريطانيا هذا – الجديد العهد بالسياسة – والذي يدخله لأوّل مرّة , وهو رجل مال وأعمال اصلاً , فإنّه يتحمّل ما ستفرزه كلّ الإحتمالات المحتملة ضدّ بلاده!