22 ديسمبر، 2024 10:42 م

رئيس الحكومة القادم أما أن تكون أو لا تكون

رئيس الحكومة القادم أما أن تكون أو لا تكون

لا أحد يعرف ماذا ستفرز نتائج الأنتخابات القادمة، فهي في عالم الغيب! فلا يعلم بها ألا الله ولا يقررها ألا أمريكا وأيران!. العراقيين رغم حالة اليأس التي يعيشونها ألا انهم يأملون ويحلمون بأنه عسى وأن تأتي نتائج الأنتخابات برئيس وطني ينقذهم مما فيه من أحباط وحزن ويعيد لهم شيئا من الأبتسامة التي فارقتهم منذ قرابة الأربعين عاما!. وبغض النظر عن نتائج الأنتخابات وأهميتها، فالذي يهم العراقيين ويخيفهم بنفس الوقت هو من سيحكم العراق؟ ولمن ستؤول رئاسة الحكومة؟،وذلك لكثرة الحالمين والطامحين الى ذلك من وجوه قديمة وجديدة؟!، وبعيدا أن كان الرئيس من حزب الدعوة بأعتبار أن رئاسة الحكومة صارت ماركة مسجلة وحكرا لحزب الدعوة!، أوجاء من بقية أحزاب التحالف الوطني الشيعي ، فانه وفي كل بلدان العالم يكون رئيس الحكومة أو الدولة أن كان ملكا أو أميرا أو رئيسا مسؤول مسؤولية مباشرة عن قيادة الدولة والشعب بغض النظر عن النظام السياسي أكان ديمقراطيا برلمانيا أو نظاما دكتاتوريا فالرئيس ملزم بتحقيق الأمن والأمان والسلام وتوفير الحياة الحرة الكريمة للشعب وأهمها الخدمات الأساسية، من، ماء وكهرباء ، ومهما كانت الظروف صعبة ومعقدة وتعددت المشاكل الداخلية والخارجية،لأن المواطن بطبيعته لا تهمه التفاصيل بقدر ما تهمه النتائج وعليه والحالة هذه فأن الحكومة مطالبة أن توفر له مستلزمات الحياة والمعيشة الطيبة من مأكل ومسكن وملبس وضمان صحي وأجتماعي وتعليم وبنى تحتية عامرة وخدمات جيدة وكل ما يتعلق بها من أمور أخرى. ففي عراق اليوم لم يعد خافيا على أحد حجم المشاكل الكبيرة والكثيرة والمعقدة والتي تحمل المواطن عبئها الكبير منذ سقوط النظام السابق ولحد الان والتي أنعكست عليه سلبا ودفع ثمنها غاليا من حياته وأمنه ودمه ومعاشه اليومي فلم يعد للصبر أحتمال أكثر من ذلك بعد أن أمتلأت بطون الناس بالدم والهم والغم بسبب بؤس الحياة التي يعيشونها وصعوبتها وأضطرابها وقلقها. يقول الأمام علي (ع) (الصبر صبران صبر على ما تحب وصبر على متكره)، وقد نفذ صبر العراقيين على من كرهوا وعلى من أحبوا بل انهم كرهوا كل شيء ولم يعد يثقوا بأحد!، فالطغمة السياسية الفاسدة وسياسيوا الصدفة الذين سيطروا على أمور البلاد منذ 15 عاما ولحد الآن والذين فسدوا وظلموا ونهبوا كل شيء أوصلوا الكثير من العراقيين الى حافة الكفر والألحاد!!. فبعد سنوات الجحيم التي مرت على العراقيين من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق، من ضيم وقهرومعاناة بكل تفاصيلها، لم يعد لدى المواطن أي تقبل لسماع أعذار من الحكومة القادمة ولرئيسها تحديدا، بعدم مقدرته بحل المشاكل والأزمات التي يخوض بها العراقيين منذ 15 عام ولحد الآن وحتى لو أستطاع حل جزء منها!. فالمفروض أن رئيس الحكومة القادم هو أبن هذا الشعب وعاش كل معاناته، وخرج من رحم مشاكله وبالتالي هو المنتخب من قبل ممثلي الشعب في البرلمان وكما أنه يعرف كل تفاصيل المشاكل والمعضلات الصغيرة منها والكبيرة الداخلية منها والخارجية وكل الأزمات قبل تسنمه منصب الرئاسة، لذا فهو مطالب من قبل الشعب بالتصدي لكل هذه المشاكل وحلها وتوفير الحياة الكريمة والآمنة للمواطن وأعادة بناء الوطن المدمر بعيدا عن لغة الخطابات الضبابية والأشارات المبهمة على هذه الجهة السياسية أو تلك أو على تلك الدولة الأقليمية أو تلك‘ والتي أعتدنا سماعها من الرؤوساء الذين حكموا العراق من بعد 2003! بأعتبار أن تلك الجهات هي سبب كل هذا الخراب والدمار وسبب توقف أعادة بناء الوطن!، وعلى رئيس الحكومة أن يمتلك الشجاعة والقوة في تسمية الأشياء بمسمياتها بلا أدنى درجة من الخوف وبعيدا عن لغة المجاملات لهذه الدولة الأقليمية أو تلك ولهذه الجهة السياسية أو تلك، بحجة الخوف على العملية السياسية!؟،كما وعليه أن يضع مصلحة الوطن والشعب فوق مصلحة حزبه ومصالحه الشخصية، وأن يكون أبنا بارا للشعب قولا وفعلا، وأن يعمل أكثر مما يتكلم،وأن يكون عفيف اليد والسان نزيها لا تغريه مفاتن الحياة وملذاتها بشيء وان يعيد الحقوق لأصحابها ويضرب بقوة على أيدي الفاسدين والمنافقين والسراق الذين حطموا البلاد والعباد، وأن يرى أبناء الشعب كلهم أبناءه وأهله وناسه، فان كان لا يستطيع ولا يمتلك القدرة على ذلك، فنقول له مسبقا لا ترشح نفسك فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين والجبناء والعملاء واللاوطنيين والكذابين والذين باعوا أنفسهم قبل اوطانهم للأجنبي؟!. فعلى رئيس الحكومة القادم أيا كان أما أن يكون بحق رئيسا للعراق وقائدا للشعب ويعمل بكل وطنية وتفاني أو لا يكون وليرحل من الان!.