17 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم … هل تعي ما تقول ؟!!…‎

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم … هل تعي ما تقول ؟!!…‎

خطابه الذي وجهه الى الشعب العراقي مساء يوم الجمعة المصادف ١٥ نيسان  ٢٠١٦، اتسم نوعا ما في ظاهره بالتوازن والاعتدال.
لكن، شتان ما بين النظرية والتطبيق.
فلطالما وقفت الشعارات الزائفة والخطابات الرنانة عاجزة عن  تامين الخبز للافواه الجائعة.
اذ لا زال العراقيون يعانون الصداع من صوت القائد الضرورة، ومن سبقه ومن لحقه من ساسة الصدفة بالامس القريب، وهم يتفلسفون ويتلاعبون بالالفاظ. وذلك طبعا، اسوة بسلفهم جرذ العوجة وقائد الحفرة، الذي تسبب بضياع العراق ووقوعه في قبضة مجرمي البيت الابيض.
في حين ان حال العراقيين، هو من سئ الى اسوا.
لقد اثار فؤاد معصوم في ثنايا خطابه هذا، بعضا من النقاط التي تستحق التامل، نقف هنا على ثلاثة منها :
الاولى : 
 اجراء اصلاحات حقيقية وشاملة :
وهو اعتراف ضمني منه بوجود نواقص قاتلة، ناتجة عن الفساد المالي والاداري الذي ينخر بمؤسسات الدولة، وذلك بدءا بالرئاسات الثلاث بتشكيلاتها المختلفة نزولا.
وانطلاقا من مبدا ( من فمك ادينك )، استنادا الى كلامه اعلاه. 
اقول لرئيس الجمهورية :
ابدا بنفسك اولا، وبمصاريفك ومخصصاتك وحماياتك التي انهكت خزينة الدولة، فضلا عن مستشاريك الذين يكون ضررهم – بكل تاكيد – اكبر من نفعهم على الشعب العراقي. 
وعلى راسهم ابنتك جوان، باعتبارها مستشارتك الخاصة، كما تداولته في حينه مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف، كصحيفة ايلاف اللندنية ( العدد ٤٩٣٨ الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤ ). 
جوان، التي لا اعلم لحد الان ماهو محلها من الاعراب في دهاليز معادلة رئاسة الجمهورية، سوى انها ابنة العمدة.
والكلام عن الفساد هذا، ينطبق بحذافيره على كل اطراف العملية السياسية وبلا استثناء. 
الثانية :
حرب الارهاب :
فهل كلفت نفسك يا سيادة الرئيس ولو ساعة واحدة وبجدية، عناء متابعة الملف الامني الذي يؤرق الشعب العراقي، بعيدا عن الاعيب السياسة !!…. 
وانطلقت من موقع المسؤولية والحس الوطني، لتضرب بيد من حديد كل الذين يقفون وراء تلك الملفات الساخنة التي تهدد الامن العام. 
كملف بيع الموصل، واختلاق باقي الثغرات الامنية التي كلفت المواطن البسيط حياته ولا زالت، حيث السيارات المفخخة والعقود الفاسدة و ….
ام انك تجيد لعبة انتظار راس الشهر فقط اسوة بكل ساسة العراق، لاستلام رواتبكم السحت، التي هي عبارة عن ثمن خبز الايتام والارامل والفقراء !!…
الثالثة :   
كسب ثقة الاصدقاء والاشقاء، وخصوصا الدول المانحة والمؤسسات العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي :
اذ يكفيك هنا، التامل في اعترافات النائب في البرلمان العراقي مشعان الجبوري، وتبجحه على الفضائيات، ومنها :
{{{ العربية والحدث ، حيث جاء فيها : 
مشعان الجبوري يعترف: أنا وكل ساسة العراق فاسدون
قال إنه أخذ رشوة بملايين الدولارات لإغلاق ملفات تتعلق بالفساد
الأحد 21 ربيع الثاني 1437هـ – 31 يناير 2016م }}}.  
فاين هيبة الدولة واستقرارها التي تنادي بها، من مثل اعترافات النائب مشعان الجبوري هذه، التي تتعلق بالحق العام ؟!!…
ولماذا يجب على الشعب العراقي ان يتقمص دور طلاب المرحلة الابتدائية الهادئين، على امل كسب عطف الدول المانحة و …. على حد تعبيرك !!…
وهل تعتقد انك ستحافظ على هيبة الدولة وغرور المواطن، بمد اليد للاستجداء.
ام بامتلاكك الجراة لمحاسبة المقصر ايا كان !!…
وانت تعلم جيدا ان المعونات الدولية و …  
ما كانت ولن تكون ابدا لوجه الله، بل لتقييدنا بقيود سيتحمل وزرها اولادنا واحفادنا.
بل، لماذا الاقتراض من الاساس يا ترى ؟!!…والعراق يفيض بالخيرات. 
لولا فساد حكومة بغداد، من قمة راسها وحتى اخمص قدميها.
اقول لك بكل ثقة :
لو كان صناع القرار في بغداد وانت منهم، يعنيهم حقا شان الوطن والمواطن من قريب او من بعيد.
لراينا النائب مشعان الجبوري –  الذي يعد من مراهقي العملية السياسية في بغداد، ولم يكمل بعد مرحلة النضج والبلوغ في الخسة والنذالة قياسا بحيتان الخضراء الرئيسيين – وكل الفاسدين من دون استثناء يقبعون الان خلف القضبان. 
لانه وببساطة. 
على فرض كذبه، ستكون هنالك قضيتان بانتظاره، وهما :
اعترافه على نفسه بالفساد من جهة، واتهامه لمسؤولي الدولة بالفساد رجما بالغيب، من جهة اخرى.
ولا شئ من هذا القبيل قد حصل.
اما على فرض صدقه.
فمن غير الانصاف ان تتركوه وحيدا خلف القضبان.
فسكوتكم عليه، دليل على انكم كلكم شركاء معه في الجريمة وهو الواقع، وان الرجل صادق فيما يقول.
اذ لا يخفى ان :
( السكوت من علامات الرضا ).
::::::::::::::::

أحدث المقالات