لاينضح الاناء إلا بما فيه! وهذا القول المشهور يمکن سحبه على سفاح مجزرة صيف عام 1988، ببساطة، ذلك إن هذا الرجل الذي قضى کل عمره في سفك الدماء وإصدار أحکام الموت والاعدامات وقام دائما بحصد آلاف الارواح ظلما وعدوانا من أجل المحافظة على النظام الايراني وضمان بقائه وإستمراره، فإن تشکيله لما يسميه خامنئي ب”الحکومة الفتية”، لن تکون سوى”حکومة حرب ضد الحرية” وتعد العدة من أجل إعادة”المآثر”و”المناقب” الدموية له والتي من أبرزها مجزرة صيف عام 1988، التي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي.
السفاح رئيسي لن يشکل حکومة تکنوقراطية أو حکومة عمل من أجل إصلاح الاوضاع وتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب، بل سيقوم بتشکيل حکومة حرب تضع کل الإمکانيات من أجل خوض المواجهة المصيرية المرتقبة ضد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، والذي يعزز حکومة سفاح مجزرة 1988، هو إن السلطتين التشريعية والقضائية يقف على رأسهما عدوين آخرين للشعب والمقاومة الايرانية، والنظام يريد من خلال ذلك التأکيد للشعب على أن معظم الطرقات مغلقة بوجهه وإن النظام سيواجه تحرکاته ونشاطاته من أجل الحرية بالحديد والنار.
لاجديد تحت الشمس، هذا هو لسان حال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وهو يرى حالة التحشيد غير المسبوقة للنظام ضده من أجل شل وإنهاء کل نضال من أجل الحرية والديمقراطية، ذلك إن النظام قد کان حتى تحت ستار مسرحية الاعتدال والاصلاح يقوم بتنفيذ جرائمه ومجازره وممارساته القمعية بحق الشعب الايراني، ولعل أبسط مثال على ذلك إن حملات الاعدامات وکذلك الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني قد جرت في ظل عهدي خاتمي وروحاني وحتى إن إنتفاضتي 2018 و2019، قد إندلعتا في عهد روحاني، ومن هنا فإن اللعبة المفضوحة والماسخة للنظام الايراني بتصوير نفسه وکأنه يقوم بشحذ سيوفه وسکاکينه ضد الشعب الايراني لن تخدع أحدا فهذه السيوف والسکاکين کانت على الدوام مشحوذة ضد الشعب الايراني ولم يتم جعلها في أغمادها ولو ليوم واحد.
النظام الايراني کان ولايزال وسيبقى في حالة حرب ضد الشعب الايراني، فذلك قدرە وخياره الوحيد کأي نظام دکتاتوري، مثلما إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لاتجد أمامها من طريق سوى طريق مواجهة هذا النظام وخوض صراع الحياة والموت معه من أجل الحرية، والملفت للنظر إن النظام وکما هو يجري الاستعدادات من أجل رص صفوفه وتقوية جبهته المتضعضعة فإن الشعب والمقاومة الايرانية يقومان من جانبهما برص الصفوف تتوسيع وتقوية جبهة المواجهة الحاسمة ضد هذا النظام وليس من قبيل الصدفة أن يتزامن قيام النظام بتحرکاته هذه مع إنعقاد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في الايام 10 و11 و12 من الشهر الجاري والذي سيکون بمثابة تظاهرة سياسية عالمية غير مسبوقة بوجه النظام الايراني حيث سيتم فيه التأکيد على إن إعصار الغضب والثورة والتغيير قادم لامحال بوجه هذا النظام الذي فقد کل مقومات بقائه وإستمراره.