10 أبريل، 2024 10:11 م
Search
Close this search box.

رئيسي والوقت بدل الضائع

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يقول الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بإستعداد نظامه لتحسين العلاقات مع بلدان المنطقة وبإجراء المفاوضات بشأن البرنامج النووي، فإن مجرد إطلاق التصريحات والاعراب عن النوايا الحسنة من دون إجراءات فعلية تترجم ذلك على أرض الواقع، غير کاف على الاطلاق خصوصا وإن لدول المنطقة والعالم تجارب کثيرة بهذا الصدد مع النظام الايراني أثبتت کلها بأن النظام الايراني يقول شيئا لکنه يعمل خلافه.
عهد إبراهيم رئيسي الذي هو من أکثر عهود الرئاسة في إيران صعوبة وتعقيدا ويواجه مرحلة بالغة الحساسية والخطورة، ينظر إليه من جانب النظام عموما وخامنئي خصوصا على إنه بمثابة سفينة إنقاذ النظام ونقله الى بر الامان بسلام، ولاسيما بعد أن تراکمت المشاکل والازمات على النظام وخلقت مايمکن وصفه بالازمة المستعصية التي لم يعد بمقدور النظام معالجته وإيجاد حل حاسم له، ومن دون شك فإن الازمة العامة التي تحاصر النظام والتي هي أزمة إقتصادية ـ سياسية ـ إجتماعية ـ فکرية عامة تٶکد بأن نظرية ولاية الفقيه التي يطبقها هذا النظام منذ 42 عاما قد وصلت الى طريق مسدود، ومن دون شك فإن فتح هذا الطريق غير ممکن أبدا إذ إنه أشبه بأن يتم إعادة إيران الى بداية تأسيس هذا النظام کما يطمح ويأمل خامنئي من رئيسي أن يقوم به بهذا الخصوص.
الحقيقة التي يبدو إن رئيسي لم يتقبلها لحد الان ولايعيها بالصورة والشکل المطلوب، هي إن عهده يمکن وصفه بالوقت بدل الضائع للنظام، ذلك إن مايواجهه النظام من مشاکل وأزمات قد وصلت به الى نهاية الطريق ولم يعد هناك من مجال لمواصلة السير، وإن رئيسي يقف أمام خيارين لاثالث لهما وهما ملحان ولايتحملان التأخير أو المزيد من غض النظر والاهمال وهذا الخياران هما:
ـ الاستمرار برفض المطالب الدولية المشروعة والتمسك بنهج النظام بما يعني مواجهة العالم وهو مايعني إن النظام يحکم على نفسه بالفناء لأنه أصغر بکثير من هکذا مواجهة ليست بإمکانه.
ـ الخيار الثاني هو القبول والرضوخ للمطالب الدولية والتخلي عن الکثير من المسائل التي يعتمد عليها النظام ويعول عليها، وهذا مايعني أيضا بأن النظام سيسير في طريق نهايته إنهياره ولاسيما عندما يتخلى عن الممارسات القمعية وإنتهاکات حقوق الانسان.
رئيسي يعلم جيدا إنه على رأس نظام منهك لم يعد بوسعه أن يقف على قدميه وهو يواجه شعب ناقم وساخط يواصل نشاطاته وتحرکاته الاحتجاجية کما يقف أيضا أمام معارضة نشيطة وفعالة متمثلة بمنظمة مجاهدي خلق التي تحمل شعار إسقاط النظام ولها دور وحضور وتأثير فعال في داخل وخارج إيران.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب