18 ديسمبر، 2024 4:59 م

مع تزايد المواقف السياسية الامريکية ضد الزيارة المرتقبة لرئيسي للولايات المتحدة الامريکية من أجل المشارکة في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، ومع تعثر المفاوضات النووية وتعقدها وإزدياد تأزم العلاقات الامريکية ـ الايرانية وبشکل خاص بعد الهجوم السيبراني الاخير الذي شنته إيران ضد ألبانيا وقيام واشنطن بفرض عقوبات أخرى على إيران، فإنه يمکن القول بأن زيارة رئيسي المرتقبة في طريقها لتصبح على المحك!
محاولات النظام الايراني المستمرة من أجل توظيف المفاوضات النووية الجارية وإستخدامها کجرافة وبلدوزر من أجل فتح الطريق أمامه وإزاحة کل مايقف کعقبة أمامه، هذه المحاولات لايبدو بأنها ستحظى بالتوفيق خصوصا مع المراوغات التي يقوم بها هذا النظام وسعيه من أجل اللف والدوران في سبيل القفز على المطالب الاساسية المطروحة أمامه، وهذه المحاولات صارت مصدر سخط وإمتعاض وحتى شك في نوايا هذا النظام من جانب البلدان الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا.
عدم سير المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الايراني بالصورة المطلوبة وتزايد الشکوك والتوقعات بشأن عدم تحقيقها للنتائج المرجوة من ورائها، يمنح المزيد من القوة والفعالية للمساعي الجارية من قبل أوساط سياسية أمريکية في سبيل الحيلولة دون قيام رئيسي بزيارته المرتقبة للولايات المتحدة، والذي يثير مخاوف وقلق رئيسي أکثر هو إن هذه المساعي جارية من قبل أوساط وشخصيات من کلا الحزبين وليست تقتصر على الحزب الجمهوري الامريکي فقط!
الرسالة التي وجهها 52 نائبا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الامريکي برئاسة النائب يونغ کيم الى جو بايدن وحثته على رفض “تأشيرات الدخول” للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له لحضور الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك بسبب سجل رئيسي في دعم الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان. يبدو إنها في ظل الظروف والاوضاع المتأزمة الحالية في المسار الامريکي ـ الايراني سيکون لها تأثير وصدى أکبر مما کان ينتظر منها في ظروف وأوضاع عادية.
النواب ال52 الذين کتبوا في رسالتهم قائلين: “نكتب إليكم لحثكم بشدة على رفض منح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له لحضور الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر” وتابعت الرسالة وهي تضع يدها على المبرر الاساسي لعدم السماح لرئيسي بالقدوم الى الولايات المتحدة:” لا يمكن للولايات المتحدة أن تتغاضى عن تورط إبراهيم رئيسي المباشر في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا، بما في ذلك القتل الجماعي المنظم عام 1988 لآلاف السجناء السياسيين، من بينهم نساء وأطفال من قبل النظام الإيراني”.