23 ديسمبر، 2024 12:36 ص

رئيسي الفاشل في أکثر من إختبار

رئيسي الفاشل في أکثر من إختبار

عندما أعلن ابراهيم رئيسي عن عدم ذهابه الى الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة وکذلك الى مٶتمر المناخ في سکوتلندا، بحجج ومعاذير أثارت سخرية الاوساط الاعلامية، ذلك إن عدم ذهابه الى هذين المٶتمرين کان بسبب خوفه من إعتقاله وتقديمه للمحاکمة وخصوصا بعد إزدياد المطالبات بإعتقاله وبشکل خاص بعد البيانات الصادرة عن العديد من الاوساط الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الانسان بتهمة مشارکته في مجزرة صيف عام 1988، حيث تم إعتبار ذلك بمثابة فشل سياسي مبين له وإنتصار سياسي لمنظمة مجاهدي خلق.
فشل رئيسي کما يبدو لم يتوقف عند حدود مجزرة صيف عام 1988، وعدم التمکن من تقويضها وتحجيمها، بل إنه کما يبدو يمتد ليشمل أمورا أخرى حيث إنه ومع حالة التعبئة المکثفة للقوات الامنية الايرانية ضد تظاهرات العطش في إصفهان وخصوصا بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع الى جانب إعتداء سائقي الدراجات النارية والوحدات الخاصة، لکن جموع المتظاهرين تواصل ليس تظاهراتها فقط وإنما حتى الاشتباك مع قوات الحرس والباسيج وعناصر الشرطة في قاع نهر زاينده رود وفي الشوارع المحيطة به، وحتى إن حماس وإندفاع المتظاهرين أجبرتهم على الانسحاب في كثير من المواقع، وإن فشل رئيسي في السيطرة على هذه التظاهرات والحد من توسعها وإحتدامها يتجلى في ترديد شعارات قوية جدا في معاداتها للنظام.
ترديد شعارات من قبيل “الموت للديكتاتور والموت لخامنئي” و “يا عديم الشرف” و “تجمهر هذا الحشد الكبير للنضال ضد الزعيم (خامنئي)” و “ليسقط نظام ولاية الفقيه بسبب كل هذه السنوات من الجرائم” و “اخجل يا خامنئي، واترك البلاد “، وتمکن المتظاهرين من تطهير مناطق في إصفهان من سيطرة القوات الامنية، ووصول المعلومات الخاصة بکل هذه التطورات عن طريق الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق الى خارج إيران وجعل العالم على إطلاع بها، يمکن القول بأنها أحرجت النظام الايراني عموما وحکومة رئيسي خصوصا کثيرا، حيث يبدو بأن الفشل تلو الفشل الذي صار رئيسي يحصده من مواجهاته وتصديه للأمور والقضايا المختلفة وهو في بداية أمره، يدل على إن ماينتظره سيکون الأسوأ بکثير ولاسيما وإن الاوضاع تزداد سوءا وإن العزلة الدولية للنظام تشدد أکثر فأکثر مع وجود قناعة مترسخة لدى الشعب الايراني بأن هذا النظام لايمکنه أبدا من أخذ زمام المبادرة وتحسين الاوضاع ولو بصورة يسيرة، وإن تاج زاد، وهو أحد الخبراء الحکوميين، يعترف بصريح العبارة: “نحن ندخل مرحلة جديدة من اندلاع احتجاجات شعبية وعلى (النظام) أن يعد نفسه لمواجهتها.” والاهم من ذلك إنه يعترف بتغير المرحلة والظروف الاجتماعية التي تتفاعل الآن من جميع الجهات مع الانتفاضة، مضيفا: “في الواقع، يأتي الشعب إلى الساحة ويحتج. لا يمكن أن تنسب هذه التفاعلات إلى شخص خارجي، ولا يمكن تسميتها حركة انفصالية … والأهم من ذلك، لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال أو يمكن استرضاءها بفدية قصيرة الأجل.