رئاستي الجمهورية والوزراء وعمار الحكيم يلوذون بالصمت والتجاهل لتبرأت سفيرهم ساحة تنظيم القاعدة من دماء الاطفال في العراق
لا يغفل على القاص او الداني اجرام تنظيم القاعدة بأهلنا في العراق، في وقت يشهد شمال العراق الى جنوبه مجازر جماعية استهدفت الاطفال والنساء والشيوخ والازقة المدنية الامنة. فلو احصينا العمليات التي استهدفت المدارس فقط لهذا العام، لوجدناها بالمئات. فما بالك لو احصينا مجمل عدد الضحايا لعشرة اعوام ؟.،سجل في كل عملية ارهابية سقوط مئات الضحايا من الاطفال، اذ اختلطت اجسادهم الطاهرة المتشظية مع نثار الحطام. ومثالاً على ذلك؛ ما حدث في بغداد الجديدة والاعظمية والكرادة في بغداد. وفي كربلاء والنجف وسامراء وكركوك والبصرة، وكثيرة هي الشواهد.
وبالرغم من ذلك يخرج علينا سفيرنا في فنلندا سعد عبد الوهاب قنديل بتصريح خطير ” ( اولا: ان لا وجود للقاعدة في العراق. ثانياً: وبعض الاحيان تكون القاعدة مسؤولة عن العمليات الارهابية، حسب تعبيره. وثالثاً: غير معروف عن القاعدة بقتل الاطفال).” جاء هذا التصريح مساء يوم الاثنين 15 ايلول 2014، في كلمة القاها خلال افتتاح اعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي عقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي و امام مئتي باحث وخبير واكاديمي مختصين في شؤون الامن الدولي، والشرق الاوسط. حضروا جميعا من دول شتى من اجل ايجاد سبل لمكافحة ارهاب القاعدة وداعش في العراق. فمعظم عماد المؤتمر انتابهم التساؤل وشاع فيهم الجدل والحيرة اللذان وقعا عند محليهما على اثر كلمة السفير الذي برّئ فيها تنظيم القاعدة الاجرامي من دماء الاطفال في العراق.
ورغم ان الامر لم يمر بصمت، فقد تناولت وسائل الاعلام المحلية الخبر بباعث من الغضب والاستهجان والعربية ايضاً. كما ان آلاف الناس سجلوا اعتراضهم الشديد وشجبهم وانتقادهم قول السفير في عشرات المواقع الاجتماعية. كما اكتتب لرئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء بالامر مع رسائل تم توجيهها الى مجلس النواب العراقي، وايضا لدوائر وزارة الخارجية العراقية ومنها مكتب معالي الوزير شخصياً السيد ابراهيم الجعفري ، بالاضافة الى مكتب السيد الوكيل محمد جواد الدوركي، و مكتب المفتش العام القاضي السيد رائد جوحي حمادي ، و مكتب رئيس الدائرة القانونية الدكتور وليد شلتاغ ، ورئيس الدائرة الاعلامية. وكذلك تم مخاطبة السيد عمار الحكيم بالامر الذي رشح سفيره سعد عبد الوهاب قنديل لهذا المنصب.
ومنذ حينها، لم يتم اتخاذ اجراء يوازي الجريمة، ولا توجد مؤشرات تدل على ان هنالك باعث من الاسف او الحياء لدى جميع الانفين بالذكر حتى لو بتصريح يخفف عن ذوي الضحايا حرقة اللوعة والالم. ولو بأقل وطئة من الطريقة التي عهدنا فيها سياسيونا التسابق على منصة المؤتمرات الصحفية الخاصة بالدفاع عن مطاليبهم في السلطة. وهذا يؤكد الشكوك من ان الطبقة السياسية بكل اطيافها حتى الان لا يستنفرها بُدً مهانة شعبها، او احترام دماء ابناءها لأنها غير معنية فيه بالمرة. وان غضب الاف العراقيين اكراماً لدم مئات الالاف التي سقطت على ناصية الشوارع والازقة، على اثر تبرأت السفير سعد جواد قنديل لساحة تنظيم القاعدة من دم الاطفال في العراق، ما هو الا شأن خاص بالعامة ولا يمت للطبقة السياسة بصلة. وكأن الضحايا التي سقطت على يد سفاحين بالفطرة ماهي الا قطط سائبة تفضّل علينا تنظيم القاعدة بالتخلص منها بصولات تستدعي الاشادة والشكر .
لما كتب ابو جعفر امان ابن هبيرة واختلف فيه الشهود اربعين يوماً، ركب في رجال معه حتى دخل على المنصور، فقال: إن دولتكم هذه جديدة، فأذيقوا الناس حلاوتها وجنّبوهم مرارتها، لتسرعَ محبتُكم الى قلوبهم ويَعذُب ذكركم عل السنتهم، وما زلتُ منتظراً لهذه الدعوة. خشية ان يصيبكم قول النبي (ص) : ((ستحرصون على الإمارة ثم تكون حسرة وندامة)). (باب الوفاء والغدر، ص73، الاندلسي، العقد الفريد).