مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في نهاية نيسان القادم ترتفع حمى الدعاية والتسقيط السياسي ونرى محاولة لشخصنة المنجزات بالرغم من شحتها , كما اجزم بان الناخب تشوشت لديه صورة اداء كل طرف , لكن من بين سلوكيات كل الاحزاب والكتل والاشخاص نجد ان المتتبع وضع سلوك السيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي تحت المجهر و” في الزائد ” حسب لغة اهل القنص .
حيث نجد حركة لرئيس الوزراء على الارض لفتت نظر الجميع كونها اصبحت متقاربه جدا , نظرا للوقت المتبقي على موعد التغيير من خلال الناخب العراقي , و في ردود الفعل عن اغلب تلك التحركات جاءت بالسلب على صاحبها “رئيس مجلس الوزراء” وكان السؤال دائما ً (لماذا هذه الحركة تحديدا في هذا الوقت …. دعاية انتخابية ليس الا) , ورافق تلك الحركة عدم انظباط في التصرفات والتصريحات اخرها ما شاهدناه في موقع اغتيال الشهيد الصحفي الدكتور محمد بديوي الشمري .
لكن الجدير بنا ان نلتفت الى هذه الحركة لرئيس مجلس الوزراء وسعيه الحثيث لنيل الوزارة الثالثة من غير الممكن ان تترجم وطنيا بمعنى ان الهدف من الوزراة هو خدمة العراق والعراقيين , لان الخدمة لا تحصل من خلال تهميش الشركاء او افتعال الازمات , والتفرد باتخاذ القرار وهي امور رافقت ادارة المالكي طوال 8 سنوات .
هذا يجرنا الى الجزم بان الوزارة الثالثة تمثل ضرورة شخصية بالنسبة للمالكي ولسبب بسيط انه يفتقر الى الرمزية الشخصية اي انه يحتاج الى منصب رئيس مجلس الوزراء ليكون رمزا , وتتضح لنا الصورة اكثر لو قارنا موقفه بمواقف شخصيات عراقية امثال , مسعود البرزاني فانه لا يحتاج لمنصب ليكون رمز فهو رمز كردي بغض النظر عن رأي البعض به , والشخصية الاخرى عمار الحكيم رمز شيعي حتى بدون منصب رئاسة الوزراء او الجمهورية والدليل ان مكتبه هو محط رحال العديد من الاحزاب العراقية والدول الاقليمية والدولية حيث ما من شخصية تزور العراق الا وتوجهت لزيارة عمار الحكيم , و مقتدى الصدر رمز شيعي اخر وله جمهوره الحديدي والموالي له ولا يحتاج منصب كي يصبح رمزا , مع العلم اننا نتعامل مع رموز قد يكون لدينا تحفظات عليها لكنها رموز واقعية فرضها الواقع العراقي المعاصر
في ضل تلك المعطيات السابقة لا وجو للرغبة الوطنية عن مساعي رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي للحصول على ولايه ثالثة .
