ما برحتْ وما انفكّتْ ويبدو انها سوف لاتنفكُّ لتطارد المسامعَ والأبصار عبارة ” الرئاسات الثلاث ” بصيغة الجمع الثلاثي وليس الثنائي مثلاً .! , فما هي وما الذي تترأسه كلّ رئاسةٍ منْ هذه الرئاسات الثلاث .؟في التأمّلِ المُقارَن بينّ ما هو نظرّيٌ ولغويٌّ من جهةٍ , وما هو عمليّ وفعليّ من الجهةِ المقابلة , فأنَّ مفردة ” رئاسة ” في العراق تبدو وكأنها مضخّمة او مُكبّرة بدون عدسةٍ مُكَبِّرة , بل وتبدو وكأنها مفردةً ” منفوخة ” بأكثر مما يجب سواءً في الإعلام او في ما هو ملموس على الأرض , فرئاسة الجمهورية المتمثلة بالسيد فؤاد معصوم < وهو الرجل الأكثر حكمةً وعلماً وحُلماً , من كافة الذين جرى إيلاجهم في العملية السياسية > , فقد سبق وجرى سلخ وإقالة نوّابه الثلاث , وبقيَ الرئيس لوحده مع سكرتيرته او مديرة مكتبه , ومعهم بعض الإداريين والمرافقين وما الى ذلك , ثمّ أنَّ الدستور المنخور يجرّد صلاحيات رئيس الدولة ويحوّلها الى رئيس الوزراء < بذريعة منع التفرّد والديكتاتورية في الحكم , وما الفرقُ بتركيزِ الصلاحيات بين رئيس الدولة او رئيس وزرائها .! > .. وليس المقصود هنا السيد معصوم بحدّ ذاته , وانما كلّ منْ يشغل هذا الموقع سابقا او الآن او لاحقاً .أمّا رئيس الوزراء العبادي , فعدا أنه القائد العام للقوات المسلحة ” وهي تجربة فريدة في المجتمع العراقي جاءت بعد الإحتلال , ليتولى هذا الموقع كلّ رئيس وزراءٍ مِمَّنْ لايفقه دور القوات المسلحة لا في السلم ولا في الحرب ” , وعطفا على ما جاء في اعلاه حول – رئاسة الجمهورية – فهنا ايضا لا توجد رئاسة وزراء بالمعنى الفعلي والحقيقي , فليس هنالك من دور لنواب رئيس الوزراء , ولا السيد العبادي بوسعه فكّ ارتباطاته النفسية والحزبية من حزب الدعوة الحاكم ” وانعكاس ذلك في اتخاذ القرارات الستراتيجية ” , كما يفتقد رئيس الوزراء اية سلطة فعليه على زرائه المرتبطين بكتلهم واحزابهم اكثر من ارتباطهم بالحكومة , وهذه هي الرئاسة الثانية .!وبالإنتقالِ الى ” رئاسة ” مجلس النواب , فرئيسه د. سليم الجبوري , محسوبٌ على جهةٍ محددة , وكُلَ من نوابه يمثل جهةً مختلفة ومتقاطعة الى حدٍّ كبير ! , وبالتالي فأنّها تشكيلةٌ غير متجانسة , ومَنْ منهم يمثلّ كلّ الشعب العراقي دونما تمييزٍ ولا انحيازٍ .!؟ ومن خلال ذلك , فَلَمْ يعد من الموضوعية ولا من الصواب الفاعل استخدام عبارة ” الرئاسات الثلاث ” , فلا هي ترأس بالمعنى الرئاسي للكلمة , وليس بالمستبعد احتمالية ان تغدو جميعها او بعضها مرؤوسة منْ قِبلِ جهاتٍ اخرى , وكان من الأجدر استبدال العبارة بِ < الرؤساء الثلاثة > .! حتى لو لا يرأسون شيئاً او أمراً او شعباً ..!