23 ديسمبر، 2024 1:38 م

رؤيتي في ثورة الحسين (ع)

رؤيتي في ثورة الحسين (ع)

في كل عام وعلى مر العصور والقرون والازمنة يتجدد الحسين ويتجدد معه معنى التضحية والفداء والثورة على الظلم واستنهاض الهمم وشراكة الدم والمكونات من اجل بناء وطن الانسان والاسلام.
وفي كل عام يمر الحسين من امامنا كتائب من الق الخالدين وفيالق من كدح المجاهدين ورجالا من قدح الثوار المعلى يحرك فينا روح  الثورة ويعلمنا ان الدين لعق على السنة الفاسدين يحوطونه مادرت معايشهم واذا محصوا للبلاء قل الديانون!.
 يعلمنا ان الشراكة في الثورة تستلزم شراكة الدم الواحد فيقاتل دون الحسين الحر العراقي وجون المسيحي ووهب النصراني ومهما اختلفت السيوف واحتارت العقول في تصنيف من يقاتل دون ابي الشهداء فان الاعراق والقوميات والادييان هذه انما التقت عند مصب واحد ومنهل عذب وسيد من قريش استوفى شروط النهضة ولملم اطراف الجرح الغائر في الاعماق واستبسل ساعة الشدة وقال..  ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي ياسيوف خذيني!.
هذا يعني ان الحسين لم يتحدث مع الكم من حيث تحدث مع النوع البشري المؤمن بقضيته ومشروع الثورة ولذا تفرق الكم في الايام الاولى لمسيرة الحسين الى الكوفة وبقي معه النوع المؤمن بالقضايا الكبرى وهو يغذ السير الى كربلاء!.
يتجدد الحسين في ضمير الخلود ونحن الذين نحتاجه معنا وفينا ملهما وقائدا ومشروعا لاحتواء اشواق الناس مثلما الهم الحر بن يزيد الرياحي معنى التوبة والعودة الى معسكر الثورة وهو القائد في المعسكر الاموي وجاور خده خد جون مولى ابي ذر الغفاري محتضنا جسده النحيل وهو يردد..اللهم بيض وجهه وطيب ريحه وبقي جون يذكي رائحة الجنة الى اليوم في الذاكرة العراقية وافئدة الملايين من الذين يتوجهون سيرا على الاقدام لكربلاء وسيبقى الحسين هتاف الضمير الحي في صوت ام وهب وهي تحث ابنها على القتال دون الحسين واهل بيته ..قاتل دون الطيبين فان واعية الحسين كسرت قلبي!.
مع الحسين وفي الطريق الى الثورة نتعلم كيف ندافع عن الحق السليب وكيف نستبسل فداءا للحسين الحبيب وكيف نرسخ معنى ان نكون او لانكون في معترك الصراع مع السفيانية ومظاهرها التي تتجدد في كل زمان ومكان ومن يتهيب ركوب خيل الثورة ويتراجع عن مسيرة ورجال ومشروع ورؤية في بناء النفس والهوية والدولة فهو ليس من الحسين في شيء بل بينه وبين الحسين كالذي كان قائما بين الحسين وبين تيار في الامة يرتعد فرقا من اجراءات الحاكم الاموي فركبه الذل والهوان وباء بغضب من الله وصوت الحسين يملأ الساحة والناس والضمائر الوجلة..هيهات منا الذلة ومثلي لايبايع مثله!.
مع الحسين نتعلم النزاهة ونظافة اليد القابضة الا على السيف لاالقابضة على المال والعقود والاستثمارات وهي تراقب حركة البورصة وتتابع الشريط الملون في الفضائيات العربية وهو يرصد حركة الشركات وقيمة الدولار بالقياس الى القيمة الشرائية لليورو او الريال .. ان الحسين هو القيمة الاولى وماعداه قيم زائلة!.
مع الحسين نتعلم كيف نبني الدولة بعد ان الهمنا درس كيف نصنع الثورة وماحدث اننا تعلمنا درس الثورة قبل 30 عاما واعطينا الاف الشهداء وتفرقنا في المنافي والفيافي والامصار لكننا لم نتعلم درس بناء الدولة!.
يعلمنا سيد الشهداء ان التضحية لاتكون الا لقيم الله في الناس وكيف نخدم عباد الله من ابناء مجتمعنا الذي نعيش ولم يعلمنا ان نكون لجمهورنا وحزبنا وفئتنا السياسية وجماعتنا لاننا جماعة واحدة ومجتمع واحد وان الرسالة الاسلامية التي الت على نفسها الا المودة واشاعة روح التعاون والالفة والحب في الله كتبت على الثوار والمجاهدين بعد الحسين ان يتنكبوا طريق الزهد والتصوف والثورة على الذات وترسيخ معنى الهوية الانسانية الجامعة..يعلمنا الحسين كيف نصنع من التضحية بالنفس مشروعا لحماية الهوية  الانسانية الشاملة.
ويعلمنا سيد الشهداء ان نقدم ابنائنا واهلنا فداءا للرسالة ووجه الله قرابين تتسابق لنيل الرضا الرباني والخلود والابدية في الاخرة ولم يعلمنا ان نقدم الامة قربانا لابنائنا!.
ان علي الاكبر وزين العابدين وسيدة الهاشميين والهاشميات زينب (عليها السلام) هؤلاء وبسبب البعد عن قيم الثورة والاسلام وبسالة الثوار ليسوا اقل من ابناء البعض منا وهم يسكنون القصور والمنازل الفارهة ومقامهم في الدنيا اعظم من اي مقام لاي واحد منا مهما بلغ به الاهتمام او المقام ولكنهم الوا على انفسهم الا العيش وسط الصخور والشوك والسجون والرفض والمعاناة اعلاءا لكلمة الله وتقديسا للانسان الذي عاشوا من اجله وعانوا بسبب عنت الجبارين الوان القمع والظلم والسجون وحر السيوف وسيبقون هكذا حتى يرث الله الارض ومن عليها!.
يعلمنا الحسين ان الدولة هي الانسان والية نزيهة في تصريف المال ورقابة مسؤولة عن اجراء التعاملات مع الناس ولم يعلمنا ابدا ولن يرد في لائحة الحسين شيء من التهافت على قصاع العقود او سرقة المال الحرام تحت غطاء  اصلاح الحال وتنمية الاقاليم وانماء خط بني هاشم الحزبي!.
ويعلمنا سيد اشهداء ان المحكوم اقرب الى الله من الحاكم والاية تقدم المحكوم دائما على الحاكم وتلزم الاخير بشروط الخدمة بل ان حجة بقاء اي حاكم ومبرر استمراره في السلطة هي في ان يكون دائما بمقام الخادم ولن يكون بمقام المخدوم..!.
ان الاصلاح في لوحة الحسين يبدا بكلمة حق في حضرة السلطان الجائر والحاكم الذي يسيء نظام الخدمة وسياسة الناس وينتهي باستخدام السيف لهذا وقف المظلومون دائما الى جانب الثورة والتحق طلاب العدالة والمساوة بركب الحسين وتخلف اصحاب الكروش والخائفون من الزحف والفاسدون وسيبقى الحسين معلم حق وسيف عدالة وصوت انسان والحزن عليه استعادة لكل تلك الاصوات والاحزان والاجراس!.
ان اريحية الثورة من اريحية الحسين وريح اول جماعة صالحة من ريح النبوة واول مجموعة امنت بالنبي وصدقت الرسالة واستبسلت من اجل الرسول ولامجال للقول ان هذا الذي وصلنا وتواصلنا معه في اكثر من محطة للثورة على اساس الاسلام على امتداد تاريخ العمل الاسلامي في العراق والمشرق العربي لم يكن الا بريق سيف امام كان جبريل خادما لابيه!.
ان اصلاح حال الامة هو ماركزت عليه الثورة في اول اعلان لها وفي الرسائل الاولى للامام الحسين ومن يطلب الاصلاح ويقود راية النزاهة ويتصدى للفساد سيحارب وستتوجه اليه السهام والنبال والسيوف والاتهامات لانه مس محرما واقترب من عبوة ناسفة ولامس حدود النار!.
لكن ..
هل مات وانتهى الحسين وهو يمس حدود النار وخطوط المحرمات الاموية في سياسة الناس والفساد وسوء ادارة الدولة الاسلامية التي حولها يزيد الى ملك عضوض للابناء والاقرباء واصحاب النزوات المحرمة واحفاد هند وابي سفيان وكل المردة من كتيبة الطامعين والفاسدين حين اعلن الثورة وقاتل وسقط شهيدا في كربلاء؟!!.
ظنوا بان قتل الحسين يزيدهم      لكنما قتل الحسين يزيدا
ان الثورة التي تقوم على نزاهة الامام وصموده بوجه الفساد ومجموعات مابعد الفتح الموغلة في التامر على مركز التجربة الاسلامية المترامية الاطراف لن تسقط بسفاهة الفاسد وتهافته ولذا بقي الحسين مشعل نور وراية حق ومشروع مظلومية عبر التاريخ تستمد اصالتها من اصالة الدم ورؤيتها في اسقاط الانظمة الدكتاتورية والمتجبرة من كرامة روحه الابية..وليس غريبا على الحسين ان يكنى بابي الضيم ولن تحار اللغة من اين تلج الى عالم ابائه وهو الذي شرع صدره للنبل فلم يبق موضع الا وناله من النبل مايناله النبيل والفقيه دائما على يد سفيه من سهام واسنة!.
الحسين هو محمد ويزيد هو ابو سفيان والصراع في حقيقته بين مدرستين ومحورين.. هكذا بدأ وهكذا استمر وسينتهي بانتصار الدم على السيف!.
يااباعبد الله..
نحن على الدرب سائرون وعلى خط النبوة والرسالة ذابون ومدافعون وعن الامة والاصلاح والاصرار على التغيير واستبدال الحال الراهن باحسن منه نعمل وننتج ونتحرك ولن يتغير خط تلون بالدم القاني ولن نغير سلوك ذات الشوكة وفينا العباس وعلي الاكبر وزينب وصيحة الهاشميين في الافاق..هيهات منا الذلة.