18 ديسمبر، 2024 10:12 م

رؤيتنا الوطنية لأمننا الاقليمي

رؤيتنا الوطنية لأمننا الاقليمي

كثيرٌ من الاخوة العراقيين ممن يتوافقون معي في الرؤية تجاه مستقبل العلاقات بيننا كمعارضة مستقلّة وبين منظومة الدول العربية كقادة او مسؤولين يعملون في مؤسسات حكومية أو رأي عام. هذا التوافق يفرض علي الكتابة الى من يهمّه الأمر ونحن نشاهد أحداثاً مؤلمة في تحليلاتها السياسية والعسكرية أن دولة مثل العراق لايُصطلح عليه كدولة بالمعنى الاصطلاحي لمفهوم الدولة. هناك مليشيات فارضة وجودها سواء ضمن الحشد الشعبي او محور المقاومة ويتلقّون تمويلهم من الحكومة الأتحادية بشكل أو بآخر حسب التماهي او التشريعات الى التحايل على المنظومة الدولية المراقبة لتطبيقات العقوبات الدولية المفروضة على النظام الايراني.

في ذات السياق وضمن حملتنا المستمرة في الخطاب الموجّه نؤكد على أن العملية السياسية واختيار رؤساء الحكومات هو ضمن أجندة الاستراتيجية الايرانية في العراق والمنطقة. العراق محور السيناريوهات المصدّرة الى دول المنطقة والفاعل الدولي الولايات المتحدة. وهذا مما يفرض علينا الصبر في الاستمرارية الممنهجة مع محيطنا الاقليمي المتوافق معنا تجاه تفكيك المشروع الايراني. لاشك فيه أن السياسات العربية مختلفة ومتباعدة فيما بينها تجاه كيفية التعامل مع الملف العراقي. وهذا امر طبيعي في ظل التنافس والانقسام.أنا أميّز بين مواقف مهمة تتوافق وتقترب كثيراً من رؤيتي الوطنية كمعارض سياسي أتطلّع لمشروع شراكة مستقبلية. وهذا يحتاج الى مسارات متعددة ومتوازنة ، الأخوة العرب يقدرون هذا الالتزام وعليهم بناء مواقف واضحة تميّز بين الدّعي المخترق وبين الفاعل المؤثر في الخطاب وفق سيرته الذاتية أيضا.من هذا المنطلق اضع امام الجميع بعض النقاط المهمة علّها تجدُ من يعمل بها إن كانت صائبة.

اولا / تفكيك المشروع الايراني وفك ارتباط العراق عن المنظومة الايرانية  ومحورها الهدّام لمجتمعاتنا يحتاج الى ادوات متعددة وضمن برنامج زمني محدد لاختبار النوايا وصدق الجهود المنفّذة.

ثانيا / العامل الدولي مهم لنجاح أدوات التفكيك وفك ارتباط العراق. وهذا بامكان بعض الدول العربية المتنفذة التعامل معه.

ثالثا / الاعلام واستقطاب المناصرين لنا لتحشيد الطاقات وتوحيد الجهود الوطنية المستقلة مهم جداً. نحن بحاجة الى حشد مدني وطني يؤمن بمشروعنا .

هذا تصور مختصر لما لدينا من رؤية تعتمد على أصحاب الاختصاص وعلى خبرتنا النضالية كمعارضة وطنية مستقلة طيلة ثلاثة عقود من الزمن .