18 نوفمبر، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

رؤية نقدية في الانتاج الدرامي العراقي : هل يُذِلُّ المنتجون ، الممثلين والمخرجين حقاً ؟  

رؤية نقدية في الانتاج الدرامي العراقي : هل يُذِلُّ المنتجون ، الممثلين والمخرجين حقاً ؟  

متابعة المسلسلات العراقية التلفزيونية لابد أن تصيب المتلقي  بالملل ،  وهذا الشعور مبعثه جملة من العيوب والنواقص الفنية عادة ماتكون موزّعة على مجمل الاعمال، لذا باتت اشكالية الانتاج العراقي  تبدو اشبه بمعضلة مستعصية لن يتم التوصل الى حلها على المدى المنظور، وهذا يعود في بعض من الاسباب  الى حالة من الوهم الكبير يعيشيها معظم العاملين في قطاع الدراما العراقية منتجين ومخرجين وكتاب وممثلين على حدٍ سواء ، ويذهب بهم هذا ألوهم الى الاعتقاد : بأهمية ماينتجونه من الناحية الفنية ، بل لايترددون في أن يضعونه في مرتبة تؤهله لمنافسة الاعمال المصرية والسورية  ! . لكنهم عادة مايرجعون عدم نجاحه وانتشاره عربياًالى نوع من العداء المستحكم لدى القائمين على الفضائيات العربية  ضد كل ماهو منتوج  فني عراقي ،ذلك  لانه وحسب اعتقادهم واوهامهم انه سيربح الرهان فيما لو دخل ساحة المنافسة مع الاعمال العربية على شاشات القنوات الفضائية العربية  !  هذا هو مايحسبه معظم الفنانين العراقيين ،غافلين ومتجاهلين عن قصد او بدون قصد ماتحمله اعمالهم من جوانب ضعف فنية واضحة اذا ماقورنت بالاعمال الاخرى المنتجة في مصر وسوريا .

منافسة الدراما السورية
إن اي متابع بسيط للانتاج الدرامي العربي والعراقي سيصل دونما جهد الى نتائج واضحة  لاخلاف ولااختلاف عليها وهي في اخر الامر ستضع الاعمال العراقية في مستوى متدنٍ بالقياس الى الانتاج العربي  فيما لوتمت المقارنة مابين نمطي الانتاج ،  ذلك لان الاعمال العربية كانت دائماً في حالة نمو وتطور على المستوى الفني  اخراجاً وتصويراً وتأليفاً ومعالجات فنية .وهناك محاولات واضحة وملموسة عبر عدد من الاعمال للخروج من نمطية البنية التقليدية للمسلسل الدرامي العربي الذي تشكّل منذ بدء البث التلفزيوني مع مطلع ستينيات القرن الماضي وتظهر هذه المحاولات في الاعوام العشرة الاخيرة التي شهدت بدء ونمو البث الفضائي خاصة بعد ان دخلت الدراما السورية ساحة المنافسة وبقوة مع الدراما المصرية بل انها تخطتها فنياً في العديد من الاعمال التي يقف خلفها  مخرجون سينمائيون أكفاء درسوا الفن السينمائي في البلدان الاوربية مثل باسل الخطيب وشوقي الماجري ونجدت اسماعيل انزو وحاتم علي ،وهنا نسأل : كم من مخرج عراقي يعمل في الدراما التلفزيونية قد درس الفن السينمائي خارج العراق ؟ أنا اقول : لاأحد . . اذن التطور الذي حصل لدى الاخرين لم يبنى من فراغ ولم يكن ضربة حظ ولا حلماً عابراً  بل جاء نتيجة عوامل موضوعية اساسها : الاعتماد على عناصر متعلمة وعارفة الى اي هدف هي ذاهبة .
وعليه فإن هذا التحول في الدراما السورية وضع شركات الانتاج المصرية في مأزق كبير وأصبح نتاجها الفني على المحك بعد أن كان يتربع على العرش لعقود طويلة، من هنا بدأت تشعر بخطورة ماوصلت اليه الدراما السورية من مستوى فني متقدم خصوصا من الناحية الاخراجية بعد أن استأثرت بأستقطاب عموم المشاهدين في العالم العربي . من تلك الاعمال  على سبيل المثال : اخوة التراب ، الفصول الاربعة ، الزير سالم ، ابناء الرشيد ،اسمهان ،الاجتياح ، هدوء نسبي ، الارواح المهاجرة ، ايام الغضب ،نساء صغيرات ، رسائل الحب والحرب ، عائد الى حيفا ، الولادة من الخاصرة ، فارس المدينة ، الفصول الاربعة ، التغريبة الفلسطينية الخ .
لذلك عمل المصريون بكل جهدهم من اجل تصحيح المسار الانتاجي لكي يعودا بأعمالهم الى الواجهة ، وبدأوا  في البحث عن اسباب تراجع مستوى انتاجهم بالقياس الى نمط الانتاج السوري الذي بدا متقدما عليهم من حيث المعالجات الفنية التي باتت تلفت النظر الى  مدى خصوصية المخرج السوري والتي اقتربت في صورتها النهائية من طبيعة المعالجة السينمائية سواء في حركة الكامرة اوالتصوير أوبناء الميزانسين والجو العام.
وبداللمتابعين والمهتمين  بالانتاج الدرامي وكأن نمط الانتاج السوري قد اعاد الى الاذهان ماكانت قد احدثته السينما الواقعية الايطالية في خمسينيات القرن الماضي من حيث : – نزولها الى الشارع ،وابتعادها عن الاستديوهات ، وطبيعة الشخصيات الواقعية المستلة من الحياة ،  وجرأة المعالجات ، وطبيعة الطروحات الفكرية والفنية للموضوعات الانسانية التي اخذ يتناولها بعيداً عن نمطية الانتاج المصري الذي كان قد حبس نفسه داخل الاستديوهات وغارقا في عدد من الموضوعات المستنسخة والمكررة في اطار بنية تقليدية ماعادت تثير الدهشة وتحبس الانفاس مثلما هي الحال في الدراما السورية التي استعار مخرجوها الكثير من تقنيات السرد السينمائي المُستند الى التكثيف والايحاء والاهتمام الواضح في بناء الصورة ، مع اننا لايمكن هنا ان نتجاهل او ننسى الاعمال الكبيرة التي قدمها  اسامه انور عكاشه ووحيد حامد للدراما المصرية على مستوى التأليف ليس إلاّ .

دماء جديدة
 وبعد حوارات طويلة وصريحة دارت بين العاملين في الانتاج الدرامي شهدنا جزءا منها خلال الاعوام الاخيرة على شاشات الفضائيات المصرية تناولوا فيها ماآلت اليه من تراجع في مستوياتها الفنية والتسويقية ،  بدأنا بعدها في الاونة الاخيرة وخصوصا العام  2011 والعام 2012 نشهد نتاجاً مصريا مميزاً اعاد الثقة به وبأهميته وريادته ، والصحوة هذه جاءت بناء على عدد من المعالجات التي توصل اليها القائمون على الانتاج ،  كان في اولويتها : الاستعانة بدماء جديدة من المخرجين السينمائيين سبق أن اثبتوا حضورهم وكفاءتهم في عدد من الاعمال السينمائية التي حملت بصمتهم في العمل ، فكانت هذه الخطوة اساسية ومهمة على طريق تصحيح ومعالجة الخلل الذي شاب نمط الانتاج ،وعليه شهدنا خلال هذين العامين نتاجات مصرية مهة ومميزة على مستوى : الرؤية الفنية والتناول ، اضافة الى تحسن وتطور واضح جدا في الصورة التلفزيونية بعد ان ادخل هذا الجيل الجديد من المخرجين عدداً من التحديثات في نمط الانتاج مبتدئين ذلك باستعمال احدث انواع الكامرات السينمائية في تصوير المسلسلات على سبيل المثال تم استعمال كامرات  ( RED ) و (( 5DMARKIII التي تستخدم في الانتاج السينمائي العالمي ، وهذا بدوره انعكس بطبيعة الحال على نوعية الصورة التلفزيونية وجودتها لتصل في نوعيتها الى مستوى الصورة السينمائية ، وقد تطلب الوصول الى هذه النتائج اللجوء الى استخدام مدراء تصوير سينمائيين من ذوي الخبرة والحرفية العالية امثال سعيد شيمي ومحسن نصر وطارق تلمساني ، لهم القدرة على معرفة ماتحتاجه هذه الكامرات من معدات الاضاءة وكيفية توزيع مساقط الضوء لكل لقطة داخل المشهد الواحد كما هو الحال في السينما ـــ وليس المشهد ككل كما هو سائد في نمط الانتاج التلفزيوني ــ  بالشكل الذي يخلق جواً درامياً يتلائم ويتوافق مع الفكرة والمعالجة الفنية التي يتوخاها المخرج  ، وهذا مايمكن ملاحظته في  عدد من الاعمال  التي عرضت خلال هذين العامين مثل : المواطن X  ، أهل كايرو، شارع عمر بن عبد العزيز، الحارة ، طرف ثالث ، الهارب ،رقم سري ،  وغيرها من الاعمال .
وهنا بعد هذا الاستعراض لما جرى من تحولات كبيرة  في الدراما المصرية والسورية ، هل فكر المعنيون بالانتاج الدرامي العراقي في عقد جلسات نقاشية يشارك فيها ذوي الاختصاص من اكاديميين وكتّاب دراما  ومخرجين سينمائيين محترفين شيوخا وشباباً من اجل التوصل الى مكامن الضعف والخلل في نمط الانتاج العراقي الذي بقي يراوح في مكانه وكأنه يدور في حلقة مفرغة وغير قادر على تجاوزها . ولابأس في اشراك عدد من الخبراء من غير العراقيين يتم تكليفهم بمعاينة نماذج من الانتاج العراقي للخروج بملاحظات نقدية وتقويمية بهدف البدء بمسار سليم يتسم بالنضج والحداثة التي طالما افتقدها .
إن الاستمرار بهذه الصورة الرثة من الانتاج تعود مسؤوليتها الى عوامل واطراف عدة يقف في مقدمتها: 1- المخرجون  2- كتاب الدراما  3- المنتجون .
– المخرجون : إن المخرجين العاملين في الدراما العراقية  يتحملون المسؤولية الكبرى في ماوصل اليه الانتاج من ضعف وتسطيح ذلك لان غالبيتهم لم يتلقوا تعليماً اكاديمياً عالياً في فن الاخراج التلفزيوني أو السينمائي وإن كان الكثير منهم قد تخرج من كلية الفنون الجميلة ــ ذلك لان دراسة السينما والتلفزيون تحديدا في كلية الفنون الجميلة ليست على درجة عالية من التعليم والتأهيل الاكاديمي والمهني ،  لذا من الطبيعي أن  يسجل عليها الكثير من الملاحظات  التي ليست بصالحها ـــ  هذا اضافة الى ان العديد من المخرجين  كانوا قد جاءوا الى هذه المهنة بطريقة اوبأخرى لاعلاقة لها بما يحملونه من هموم  او مشاريع فنية تؤرقهم ويسعون لتحقيقها، بقدر تعلق الامر بأسباب اخرى لها صلة وثيقة بما يملكونه من علاقات شخصية وثيقة مع المنتجين وبقية الحلقات الانتاجية الاخرى ، وهذا بالتالي نتج عنه استبعاداً واقصاءً  لعناصر تمتلك الموهبة الفنية لكنها لاتملك خاصية بناءعلاقات اجتماعية يملكها اخرون غيرهم تنقصهم الموهبة  . وهنا ينبغي الاشارة الى ان الممثل العراقي غالباً ما يتجلى حضوره المؤثر والفعال فيما لو عمل تحت ادارة مخرج عربي ، بينما نجد نفس الممثل  يتراجع مستوى ادائه كثيرا  فيما لو عمل تحت ادارة مخرج عراقي وليسقط ادائه  في اطار التشنج والمبالغة في التشخيص.ولنا مثال واضح على هذا عندما نتذكر الاداء الجميل للممثل خليل فاضل خليل عندما عمل في مسلسل هدوء نسبي للمخرج التونس شوقي الماجري ، مما رشحه ادائه هذا  لنيل جائزة افضل ممثل واعد في مهرجان القاهرة  وبنفس علينا أن نتذكر ضعف ادائه في مسلسل الملك فيصل ،وهذا يعود بطبيعة الحال  الى افتقار معظم المخرجين العراقيين الى القدرة على توجيه الممثل وتنظيم عطاءه بالشكل الذي ينسجم مع حساسية الكامرة التي تفضح اي مبالغة في التعبير والاداء ويمكن استثناء المخرجين باسم عبد القهار وحسن حسني من ذلك  . وهذا يعني ان الممثل العراقي في غالب الاحيان يعتمد على ذاته في بناء الشخصية (افعال وردود افعال ) ولامن دور مؤثر لشخصية المخرج العراقي عليه . 
– المنتجون : امّا فيما يتعلق الامر بحلقة الانتاج والمنتجين ،  فنحن هنا  بلاشك سنتوقف امام اهم حلقة  تلعب دوراً اساسياً في نمو وتطور الدراما  أوتدهورها ، واذا ماعلمنا ان معظم المنتجين العراقيين الذين ظهروا منذ تسعينيات القرن الماضي كانوا قد جاءوا من مهن وحرف واعمال لاصلة لها مطلقاً بالعمل الفني ، فإن من الطبيعي سيكون تقييمهم للعناصر الفنية التي سيعتمدون عليها في انتاج اعمالهم لن يكون لها صلة  بالمقاييس الفنية السليمة والصحيحة ، وقد ابتدأ هذا المسار في انحراف الدراما العراقية في منتصف تسعينيات القرن الماضي مع انتاج نمط من الافلام اطلق عليها في حينها (افلام السكرين) وهي اعمال تحتشد فيها كل العناصر المشوهة والمشوهة للقيم الفنية والانسانية اعتمدت جميعها على استسنساخ  اكثر الموضوعات الميلودرامية سذاجة وتفاهة ورخصاً ،وليستمر بعدها اولئك المنتجون بالعمل  بعد ان حققوا ارباحا كبيرة في ذلك النمط الهابط من الانتاج اضافة الى ماأستثمروه  في انتاج عروض مسرحية كان ابطالها بلا منافس الغجريات وراقصات الملاهي الليلية .
وبناءً على ماجاء نقول : إن ألخروج والابتعاد عن هذا الرهط من المنتجين ،الذين لايدركون طبيعة ماينبغي ان يقدم من مستوى فني ــ ولن يكون هذا من اولويات اهتماماتهم ــ  يحتّم على الفنانين أولاً ( ممثلين ومخرجين ومصورين ) ــ قبل اي جهة اخرى ــ التفكير والسعي الجاد من اجل تكوين شركات فنية مساهمة حتى يمسكون العصا من المكان الصحيح لكي تصبح ادارة عجلة الانتاج الدرامي بأيديهم ، وبالتالي يمكن من بعد ذلك تصحيح الاوضاع بأنفسهم ، ذلك لان الخروج من هذا الوضع المزري الذي يعانونه نتيجة الاستغلال البشع لجهودهم وطاقاتهم من قبل المنتجين الذين اشرنا اليهم  لن يحل عليهم صدقة او منحة من اية جهة حتى لوكانت حكومية ، ولن ينزل عليهم هبة ً من السماء. إن جميع العاملين في الدراما العراقية  يعرف  تمام المعرفة بأن المنتج العراقي قد تفنن كثيراً وبأساليب مختلفة  في إذلال الفنان العراقي خاصة الممثلين منهم . فَهُم الحلقة الاضعف في عقل وضمير المنتج ، وهم لارأي  ولاحول ولاقوة لهم فيما يُعرض عليهم من اعمال ،لانهم يدركون تماما انهم فيما لو عبروا عن رفضهم لاي دور يعرض عليهم انطلاقاً من عدم قناعتهم به ــ ولاسباب مختلفة ــ  ستكون نتيجته حرمانهم من العمل ، إن هذا الوضع يبدو شاذ جدا ، وقد لانجد له مثيلاً بهذا الشكل السافر والمزري  في اي بلد عربي آخر، إذ ليس من المعقول ان  نجد الممثلين العراقيين لايملكون القدرة على الاحتجاج والرفض لكل انواع الاستغلال البشع الذي يتعرضون له ! ويمكن ان نضرب مثلا على مانقول : إن اجر ايّ ممثلة او ممثل مصري او سوري من الدرجة الثالثة اوالرابعة في الساعة التلفزيونية الواحدة  هو أعلى اجراً بمايعادل خمسة اضعاف اجر الممثل العراقي المُصنّف على انه من الدرجة الاولى . ! وقيس على ذلك حجم الاستغلال البشع الذي يتعرض له الممثل العراقي وبقية العناصر الفنية الاخرى .
-كتاب الدراما :  أن معظم كتاب الدراما التلفزيونية العراقية هم هواة وليسوا كتابا محترفين بالمعنى الدقيق للكلمة ، جاءوا الى هذا الميدان لاسباب مختلفة منهم من فشل في الادب أوالشعر ومنهم من كان ممثلا يسعى من خلال الكتابة الى البقاء في دائرة الضوء ، ولاننفي هنا  وجود مواهب مهمة قدمت نصوصاً جميلة ومميزة لكنها وللاسف الشديد ضاعت بين ايدي مخرجين لم يتمكنوا من تقديمها بالشكل الذي تستحقه ومن هؤلاء  الكاتب حامد المالكي واحمد هاتف وعبد الخالق كريم اضافة الى الكاتبين الكبيرين صباح عطوان وعادل كاظم . . إلاّ أن الملاحظة الاساسية التي تنطبق على الجميع : انهم جميعاً لم يتلقوا تعليماً اكاديمياً في معاهد متخصصة يُدرَّسُ فيها علم وفن الكتابة الدرامية للسينما أو للتلفزيون ــ وإن كان بعظهم قد تخرج من معاهد وكليات فنية داخل العراق  ــ لكن فن الكتابة الدرامية  لم يكن  الاختصاص العلمي الدقيق الذي دَرَسوه ، هذا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار افتقار معاهدنا وكلياتنا الفنية الى المناهج العلمية ،والى الاختصاص الدقيق ، والخبرة الاحترافية التي تتولى تدريس  هذا الحقل المهم والاساسي في العملية الابداعية  .
اخيرا نقول لاجل تجاوز هذا الخلل الكبير في مسار الانتاج الدرامي العراقي نضع الملاحظات الاتية للخروج مما وصلت اليه اوضاع الدراما العراقية من هشاشة وبساطة وسذاجة في المستوى الفني : –
-السعي الجاد لفتح دورات تخصصية لكتاب الدراما ،من خلالها يتلقون دروسا ومحاضرات حول اصول الكتابة الدرامية، بشرط أن يتم اختيار محاضرين من ذوي الخبرة والدراية ومن الاسماء العربية المعروفة والمحترفة  في ميدان الكتابة .
– ان يتم استحداث فرع للكتابة الدرامية  في كلية الفنون الجميلة داخل قسمي السينما والتلفزيون .ليكون هذا قاعدة اساسية لشيوع المعرفة العلمية في معرفة وتمثّل اصول وقواعد الكتابة ، وليخلق بالتالي جيلا جديدا من الكتاب يعرف جيداَ اسرار الكتابة بعيدا عن العفوية والتقليد الاعمى الذي عادة ماتتسم به معظم النصوص العراقية التي تلهث بشكل محموم الى تقليد كل ماتطرحه الدراما العربية في مواسمها المتغيرة ولكن بطريقة مستنسخةٍ ومشوهةٍ .

من المسرح الى السينما
– الاستعانة بمخرجين عرب أكفاء ومشهود لهم بالتميز فيما يقدمونه من اعمال لكي يتم نقل خبرتهم الى بقية العناصر العاملة معهم من العراقيين .وهذا مابدأنا نلاحظه في الاونة الاخيرة . 
– اعطاء الفرصة للمخرجين السينمائيين الشباب العراقيين الذين اثبتوا حضورا واضحاً وتميزاً في نتاجاتهم السينمائية على سبيل المثال : محمد الدراجي ، عدي رشيد ، جمال امين ، هادي ماهود .  فهولا ء بما يمتلكونه من فهم سليم لطبيعة البناء الدرامي داخل المشهد السينمائي والوعي السليم بالعناصر الفنية التي ينبغي توفرها في بناء المادة الفلمية من ايقاع وحركة كامرة الى الميزانسين وتوزيع الاضاء والجو العام ونمو الفكرة وتطور الصراع ،يمكن الاطمئنان الى تجديد صورة الدراما العراقية اعتمادا على ما ستكتسبه من جمالية البناء للفلم السينمائي والتي لايعيها  معظم المخرجين العراقين العاملين في الدراما التلفزيونية ألاّ قلة ً منهم  ، هذا إذا ماعلمنا أن الكثير من المخرجين  قد جاء من خشبة المسرح ممثلا او مخرجا ، لذا من الطبيعي أن يكون  مفتقراً الى الكثير من المعلومات الاكاديمية التي تتعلق بفن الاخراج السينمائي او التلفزيوني او التصوير او بطبيعة الكامرة والعدسات واهمية حجم اللقطات والزوايا . فكل هذه المفردات تشكل عناصر اساسية  لاغنى عن فهمها ودراستها دراسة علمية اكاديمية  قبل الدخول في ميدان العمل الاحترافي . وفيما إذا تم تجاهلها ستكون النتيجة ماهي عليه الان من صورة بائسة في  الاعمال العراقية .

أحدث المقالات