19 ديسمبر، 2024 3:19 ص

رؤية قرآنية – للنقاش

رؤية قرآنية – للنقاش

بسم الله الرحمن الرحيم
لفت انتباهي احد الأخوة المؤمنين أن ادقق في سورة الفرقان من الاية 63التي تقول :” وَ عِبَادُ الرّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُوا سلَماً .. ونستمر بقراءة الايات بعدها الى الاية 74 التي تقول :”والّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَب لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَ ذُرِّيّتِنَا قُرّةَ أَعْينٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً …

طفت في تفاسير القران.. كتفسير ابن كثير والطبري والشيخ الشعراوي وتفسير الميزان ومن كتب عن سورة الفرقان .. ولكن تبين لي ان في السورة المباركة والآيات المباركة المشار اليها في البحث . علاقة جدلية تشير الى معاني عميقة .. سأتحدث عنها وأتمنى على من يرد .ببيان عقلائي وبدون عصبية .. غايتنا ان نصل الى معنى قول الله تعالى : بان القرآن هو الذي لفت الأنظار إلى أهمية التفكر،في تناول الأشياء تناولاً علمياً صحيحاً، وبينت آياته بعض آداب التفكر، والابتعاد عن التقليد عما كتبه السلف الصالح .. وعدم اعادة الافكار القديمة التي يصح ان تصوب , والابتعاد عن التأثيرات الجانبية التي تحول بين الإنسان والتفكير السليم

“تأملت على أكثر الناس عباداتهم، فإذا هي عادات، أما أرباب اليقظة فعاداتهم عبادة حقيقية: ويقول ابن القيم في مدارج السالكين : “أول منازل العبودية (اليقظة)، وهي ..انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين ….

يقول تعالى ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾ .. وقوله {﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ ..

وعشرات الايات التي تدعو وتشجع التفكر وعدم القنوط . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) اذن لا بد ان نقف عند كل اية لنعرف ما تشير سواء في الخلق .. او الاحكام .

لا بد من معرفة المصطلحات ليسهل علينا معرفة الغاية .. وكذلك سبب نزول الاية .. وجغرافية المكان , والتوسع في معرفة هذه المعاني , نجد ان الاية تتوضح وتعطي حقيقة المراد من نزولها .. لان القران حمال اوجه كما قال امير المؤمنين (ع) .

اعود الى سورة الفرقان وما حوته الايات من 63 الى الاية 74 التي تنتهي بقوله تعالى : والّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَب لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَ ذُرِّيّتِنَا قُرّةَ أَعْينٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً …

اولا معنى الفرقان : فُرْقان لغويا تعني مصدر فرَقَ. وسناتي للقران لتوضيح معناها .. وتعني نور وهداية وتوفيق ” {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} “.والفرقان كل ما فُرِق به بين الحق والباطل ” {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} “.والفرقان حُجَّة ودليل. ، الفُرْقان لانه من اسماء القران {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} بل كل الكتب السَّماويّة فرقت بين الحقّ والباطل ” {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} ..

في ترتيب المصحف،سورة الفرقان مكِّيَّة، يوم الفُرقان : يوم بدر، لأنّه فرق بين الكفر والإيمان ” {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} “.

ثانيا : ابتدأت الاية بقوله تعالى : وَ عِبَادُ الرّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُوا سلَماً .. قال اغلب المفسرين انها تشير الى علو همة المؤمن ..

ثالثا : بقية نصوص الايات لغاية ( اماما ) تتحدث عن صفات اختلف عليها المفسرون , ولم يلتفتوا الى قوة المصطلحات التي لا تنصب على احد الا على اهل بيت النبوة (ع) .

رابعا : الاحاديث النبوية تسند هذا الراي .. وهي كثير انقل لكم منها : حديث اثني عشر خليفة مروي عن الرسول (ص) ويحصر عدد الخلفاء بعده في اثني عشر شخصاً جمیعهم من قريش.وهذا الحديث ورد بسياقات مختلفة، عن جابر بن سمرة عن النبي (ص) في مصادر العامة المعتبرة اشتهر ـحديث ألاثني عشر خليفة، كما اشتهر بـصحته عند الشيعة، ويُستدل بالحديث كدليل على إمامة اثني عشر إماماً -أولهم علي بن أبي طالب- والبقية من ولده.عليهم السلام. كما لا يوجد بين علماء العامة رأي متفق عليه حول مصاديق الحديث.

الموضوع قابل للنقاش والسلام عليكم ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات