22 ديسمبر، 2024 8:41 م

رؤية في مكافحة الارهاب

رؤية في مكافحة الارهاب

التحالف الدولي لمقاتلة الارهاب العالمي في العراق وسوريا ليس الاول من نوعه فقد سبق لاميركا وعدد من حلفائها الاتفاق على عقد تحالفات عسكرية واستخبارية لملاحقة معاقل الارهاب في افغانستان وباكستان واليمن عقب الهجمات الارهابية التي تعرضت لها اميركا في ايلول 2001 .

هذه التحالفات التي اقتصرت فعالياتها على الجانب العسكري لن تحقق للان اي نتائج ملموسة وواقعية في مكافحة الارهاب وانتشار افكاره بسبب تركيزها على التصفيات الشخصية لزمر الارهاب او بما يعرف بالاتفاق الدولي لتجفيف منابع الارهاب من خلال رصد ومتابعة حركة الاموال المقدمة له من دون الاهتمام بمعالجة اصل المشكلة التي تتطلب تشكيل تحالف دولي مدني يهتم بوضع دراسات علمية طويلة الامد لمكافحة التطرف الذي يزرع ويغذي النزعة العدوانية لدى الافراد ما يدفعهم الى ارتكاب الفعل الاجرامي المتمثل بتنفيذ الاعمال الارهابية.

من الضروري ان تشكل الدول العربية والاسلامية في هذا التحالف الدولي جزءاً حيوياً منه لكي تسهم في تقديم الدعم والمساعدة للدراسات والبرامج التي تفضي الى وضع آليات تعالج بشكل مهني اسباب التطرف الديني والمذهبي. كما ان على التحالف الدولي حث الدول التي ينشط فيها التطرف الديني والمذهبي وتشجع او تغذي مناهجها التعليمية او مؤسساتها الدينية التطرف بضرورة احداث تغييرات شاملة حقيقية في مناهجها التعليمية مع وضع خطط تربوية مختلفة مبرمجة للمساعدة في تغيير مناهجها والزام مؤسساتها الدينية باتباع سياسة التقارب بين المذاهب والاديان ونبذ العنف والتطرف من خلال تفعيل القوانين التي تمنع اصدار الفتوى او التحريض على بث الكراهية واستباحة النفس البشرية في هذه الدول من اجل اشاعة وتعميق ثقافات حقوق الانسان والتعايش السلمي والتسامح بين الاجيال على وفق اساليب تعتمد المشتركات الانسانية السمحاء لان السلاح وحده لن يغير العقول.

العراق باعتباره اكثر دول العالم تضررا واستهدافا من الاعمال الارهابية فهو بحاجة ماسة وملحة الى جهود وامكانيات هذا التحالف الدولي للبدء بمرحلة لوجستية مكثفة في مكافحة الارهاب كفكر وممارسة من اجل تحقيق نتائج ملموسة في تطويق او انهاء هذا الوباء المستشري الذي اصبح يهدد العالم بأسره وليس العراق ودول الجوار فحسب.