7 أبريل، 2024 1:57 ص
Search
Close this search box.

رؤية عراقية للعقوبات الامريكية على ايران

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مقال سابق لي حول الضربة الامريكية على سوريا بحجة استخدامها للكيمياوي قلت اني ادين هذه الضربة ليس لأني عربي وهي عربية ، وليس لأني امقت امريكا بالفطرة ، وليس لأن امريكا دمرت بلدي ، وليس لأن سوريا آوتني في ظروف صعبة ، وقبلت اولادي في المدارس دون وثائق دراسية .. ليس لكل ذلك بل لأن مبدأ (العدوان) هو جريمة في القانون الدولي وأن من يقبله حتى عندما يقع من صديق على عدو، فأنه أن وقع عليه لاحقا لا يمكنه ان يحتج .

العقوبات الامريكية (الحصار) هو عدوان ان قبلته على ايران فلا يمكنني ان ارفضه ان وقع على بلدي لاحقا ، وهو عدوان قد يبدو انعم بكثير من الهجوم بالصواريخ وغيرها ، ولعل شعب العراق الذي اكتوى بناره يعرف جيدا ان قطع الارزاق لا يقل أثرا عن قطع الاعناق.. ولهذا وغيره قارعت بالطرق الحضارية ولا ازل قطع الرواتب التقاعدية لأعضاء الفروع أو لأي كان بل وقارعت العقوبات الاقتصادية لهيئة التقاعد الوطنية التي فرضتها على حقوق الجيش السابق .كما قارعت هي الكثير من القوانين وقرارات المحكمة الاتحادية لتحقق تلك العقوبات ومجلس نوابنا لاه بأمور (أهم).

من هي الجهة التي خولت السيد عادل عبد المهدي أن يعاقبني؟؟ انها السلطة التشريعية بموجب نظامها الداخلي .. من هي الجهة التي خولت شيخ عشيرتي ان يفرض علي الدية ؟؟.. انها العرف العشائري .. من هي الجهة التي خولت امريكا ان تفرض عقوبات على ايران أو ان تفرض خطوط العرض على العراق ؟؟ انه الكونجرس الامريكي !! وهل الكونجرس الأمريكي لديه الصلاحية بفرض ارادته خارج امريكا ؟؟ كلا بالطبع .. عليه فأن ما قامت وتقوم به امريكا قرصنة دولية ..صحيح انها قادرة قانونا ان تحضر التصدير والاستيراد الاميركي على ايران ولكنها غير مخولة ان تمنع دولا من التعامل مع ايران .

هذا هو المبدأ العام ومن حقنا كشعب وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني ان نرفض او نقبل ، كما كانت بريطانيا مجبرة ان تسمح للوزير السابق ان كالوي ان يقف مع العراق المحاصر .. لماذا ؟؟ لأنه وزير (سابق) ولو كان شخصية رسمية لكانت أقالته بدقيقتين ، وهنا يكمن الفرق بين الموقف الرسمي والشعبي ، فيمكن ان يخرج الشعب العراقي برمته ويعتصم ويتظاهر ويحرق الاعلام الامريكية دون ان تنبس امريكا ببنت شفة ، ولكن ألأمر سيكون مختلفا عندما يتحدث الشخص الرسمي ، والدليل هو ان خسارة السيد العبادي كانت لعدة اسباب اهمها انه قال ان العراق سيلتزم بالعقوبات ، ولعل من سعى بهذا الاتجاه كان يتصور ان من يأت بعده سيكون قادرا على عدم الالتزام ..

قبل عقد من الزمن سرقت نصا لأخي المفكر نديم الجابري وأخبرته بالجريمة بعد وقوعها ..يقول (( ان اشكالية المشهد العراقي هي ان حكومته لا زالت بعقلية معارضة ، ومعارضته لا زالت بعقلية حكومة)) وبعد عقد من الزمن والمقولة قائمة حيث ان من يستمع لخطابات السيدان المالكي والجعفري دون ان يعرفهما لقال انهما لا زالا ثوارا متمردين ، وهذا ما ينسحب على قادة المعارضة ، وأن على الثوريين والراديكاليين أن يعوا ان جيفارا لو كان صار حاكما لانتقل من الثوريات الى البناء ويقول المثل العراقي ((كل شي بوكتة حلو)) ولعله من الانصاف ان تعط جار او صديق جزمة ليعبر منطقة موحلة (ان كان لديك جزمتين) ولكنه من غير المجدي ان تتوحل معه لأن ذلك لن يفده بل ان الذي يفده ان تبقى خارج الوحل .

أما الذين يرون ان دولة المال والنار (امريكا) يمكن ان تواجه من لدن دول ثورية متيمنين بالانتصار الفيتنامي او اللبناني في حرب تموز فليسألوا عن وضع فيتنام منذ التحرير لحد الآن ، وليسألوا عن لبنان ، وليسألوا عن وضع العراق بعد (المواجهات) مع امريكا .، وأكرر لهم ما كتبته للرئيس صدام حسين عند مقابلتي له مع المواطنين قبل (التحرير) بسنة (( اننا نعول على روسيا والصين والشارع العربي ولكن عندما يتكلم المدفع الامريكي ستخرس كل الاصوات وسنجد اننا وحدنا في الساحة بكل ما نملكه من ضعف نتيجة الحصار الجائر مقابل امريكا بكل ما تملكه من قوة وعنجهية ، وسيضيع البلد ، ولنا في رسول الله (ص) اسوة حسنة عندما ختم بخاتمه الشريف صلح الحديبية ألأشد ذلا في التأريخ ، ولكن المؤرخون يجمعون على ان الصلح كان المقدمة الحقيقية لفتح مكة ونشر الإسلام)) اما وصية نبي الرحمة (( جارك ثم جارك …)) فلا تعني تفضيلهم على اهلك الذين عانوا ويعانون اكثر من اي جار ،

انها دعوة لسياسيينا للعقلانية وليس للانبطاح وأن عاصفة ترامب في بدايتها وستشتد يوما بعد يوم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب