(1)
يراهن مجلس النواب، رئاسة وأعضاءً، على بدء مرحلة جديدة، بعد تحرير الموصل، تقوم على حسن النوايا، في الإدارة المشتركة، للمدينة وللعراق كله، في ظل دولة تحترم الانسان.
وهو تصور يلخص رؤية عميقة لمجريات الراهن الميداني، ومؤدياتها المستقبلية المحتملة، واضعا في حسابه، ما أحدثه وجود “داعش” سنتين في المدينة، من مشاكل فكرية، تستلزم معالجات تربوية وإجتماعية؛ لتلافي الضخ المشوه لفتاوى غير إسلامية، سوغها بالترغيب والترهيب؛ الى أذهان جيل ناشئ، ربما يتبناها تحت الاكراه؛ فيدمن عليها، او يقتنع بها؛ لغضاضة نشأته البكر؛ فينفلت من عقال المنطق.
مشاكل إجتماعية محتملة، وثارات وإنتقام متبادل.. بحاجة لسيطرة فكرية وبوليسية وتوعوية على مجتمع الموصل، بعد إنجلاء غمة “داعش”.
(2)
الرؤية الشمولية، التي أطر بها د. سليم الجبوري.. رئيس المجلس، واقع ومستقبل الموصل للإعلاميين، تشكل إستشفافا واعيا، لبنية المدينة، بعد إستخلاصها من شوائب وادران “داعش” وهو شأن لن يقف عند هروب المسلحين الإرهابيين منها، أمام قواتنا المقاتلة البطلة، بل يستوجب وضع مناهج عمل حكومية، يسهم فيها مجلس النواب، والمنظمات الإنسانية.. الدولية منها والمحلية؛ للعمل بجد ومواظبة، في سبيل تفعيل المناهج التربوية والاجتماعية، بين الأهالي، في ما بعد إنجلاء الموقف، بخلاصها من “داعش”.
(3)
الخلاص الميداني، على أرض الواقع، يتبعه جهاد النفس، وهو أعظم أنواع الجهاد، في سبيل إنتشال الإنسان الموصلي، مما علق به من آثار إحتلال إرهابي، على مدى سنتين من فظاعة الطروحات.
هذا عندما يكون إنسانا بعمر ناضج الافكار، أما عند الأجيال التي تمر بطور التبلور الفكري، فالعمل المنهجي معهم ملغوم بإحتمال تبنيهم أفكار “داعش” كما قلت، سواء بالإدمان أم الإقتناع، وتلك هي العلة يا نفس.
(4)
لكن مادام مسؤول بحجم رئيس مجلس النواب، يتبسط في فتح الموضوع، من دون تحفظ، مع الإعلاميين؛ فالمشكلة تهون مهما تعقدت مساراتها، وإلتفت متشابكة الإلتباسات.
إذ بمجرد أن يتفاهم مسؤول كالجبوري، مع محيطه الاعلامي والتربوي والاجتماعي، لقيادة معركة السلامة الفكرية، بعد إنتهاء العمليات العسكرية، في الموصل؛ أتوقع جازما، أن أم الربيعين ستفيض ربيعا على العراق كله؛ إعتمادا على حسن نوايا باقي الشركاء في العملية، السياسية، كما تمنى رئيس مجلس النواب، بصدق ولائه الوطني المشهود.. ونتمنى معه أن تصفو التيارات المتضاربة في البلد؛ لنعيش أمان سلام حتى مطلع الحضارةأملا برفاه وطيد.