23 ديسمبر، 2024 6:41 م

رؤية جنائي مخضرم مهداة للسياسي الدمج

رؤية جنائي مخضرم مهداة للسياسي الدمج

 ليس هناك أخطر من أن يعيش المواطن العراقي في خوف من أن تطاله يد الإرهاب ، الذي تنامى وأخذ اشكالا مختلفة ومتباينة من حيث الخطورة ، وان مهام أجهزة الأمن في معظم دول العالم التصدى للجريمة الارهابية بقوة وتجعلها هدفها الأول ساعية للقضاء عليها حتى تحقق الأمن والأمان لمواطنيها ، يساورنا القلق وأعتقد أن كثيرين يشاركونني هذا القلق بسبب ما نراه من سلوك مسؤولين يملكون زمام الأمور ، المسؤولين الأمنيين والسياسيين اختاروا أن يغلقوا الأبواب على أنفسهم رافضين أن يسمعوا ما يحدث ببلدنا ، آخدين بفلسفة النعامة التي تدفن رأسها في التراب عندما يداهمها الخطر)التغليس( و لا شك أن خطر التسيب الأمني سيصل لا محالة إلى أبوابهم ، ولكني أعتقد أن من واجب كل غيور خيّر بأن يعلن استنكاره لمايجري ، فإن في قول الحق إثراء للعقل وتقوية للعدل وتعزيزاً للحرية!!…  وكنت متابعا لعملية اقتحام انتحاريين لمبنى الاستخبارات والمعلومات الوطنية جواهرمول في كركوك التي كان حصيلتها ( (119 شخصا بين قتيل وجريح بينهم  10 قتلى من الأجهزة الأمنية و15 جريحا حالتهم خطرة و 6 جثث للانتحاريين ، الحادث تستوقف اي باحث بالشوؤن الامنيه ليسلط الضوء على الدروس المستنبطه منها وتداعياتها واثارها، واستعراض باختصار للحوادث المشابهة وحسب التسلسل الزمني لحوادث اقتحام المباني الحكومية المهمة التالية: ـ
1. بتاريخ 13/6/ 2010 حادث اقتحام البنك المركزي العراقي والمحصلة 46 شهيدا وجريحا.
2. بتاريخ5/9/2010  حادث اقتحام مقر عمليات الرصافه في مبنى وزاره الدفاع القديمه في باب المعظم والمحصله  48 شهيد وجريح.
3.  بتاريخ 29/2/ 2011حادث اقتحام مبنى مجلس محافظه صلاح الدين اثناء اجتماع مجلس المحافظه والمحصله (165  شهيد وجريح.
4. بتاريخ 8/5/2011 الحادث الاول لاقتحام مبنى مديريه مكافحة الارهاب والجريمه المنظمه بالكراده والمحصله (16)
5. بتاريخ 14/6/ 2011 حادث اقتحام مبنى مجلس محافظه ديالى والمحصله   37شهيد وجريح.
6. بتاريخ 6 /6 / 2011 محاوله اقتحام مبنى  المجمع الحكومي لمدينه الرمادي بالانبار) والمحصله ( 16شهيد وجريح.
7. بتاريخ 15/1/2012 حادث اقتحام مبنى مديريه التحقيقات الجنائيه بالرمادي والمحصله 18 شهيدا وجريحا.
8. بتاريخ 31 / 7/ 2012 الحادث الثاني لاقتحام مبنى (مديرية مكافحة الارهاب والجريمه المنظمه الكائن بالكراده والمحصله (36 ) .
9.  بتاريخ 28/12 / 2011 المحاولة الاولى اقتحام ( سجن الحوت) والمحصله (46 شهيد وجريح.
10. بتاريخ 1/8/ 2012المحاوله الثانيه اقتحام ( سجن الحوت في التاجي ) والمحصله ( لم يصرح بها .
11.  محاوله اقتحام مبنى محافظه الديوانية والمحصلة53  بين شهيد وجريح.
12.  هناك حوادث عديده متشابهه وقعت في اقضيه ونواحي متفرقه بالعراق اقتحام مدينه حديثه والبغدادي وكبيسة
13. بتاريخ 14/3/2013 حادث اقتحام بناية وزارة العدل والمحصله (33شهيدا واكثر من 55 جريحا
14. بتاريخ 19/4/ 2013اقتحام مبنى قائمقامية راوة والمحصلة  28 شهيد وجريح
15.  بتاريخ 26/4/ 2013 اقتحام مبنى قائمقامية سليمان بيك والمحصلة ( 45 شهيد وجريح 17.
16. بتاريخ 21/7/2013 اقتحام سجن اباغريب والتاجي والمحصلة (12شهيد و44 جريحا من منتسبي الاصلاحية والقتلى من النزلاء (71) وبلغ عدد النزلاء الهاربين (585) اغلبهم محكومون بجرائم ارهابية .
17. بتاريخ 23/9/ 2013 اقتحام مباني قائمقاميات عانة وراوة والمحصلة (12) شهيد.
18. بتاريخ 27/9/ 2013اقتحام مباني الحكومة بقضاء الحويجة والمحصلة (18) شهيد.
19. بتاريخ 20 /10/2013 اقتحام مباني قائمقمائية راوة ومبنى مديرية شرطة قضاء غربي الرمادي والمحصلة 15   شهيد.
20. بتاريخ 3/12/ 2013 اقتحام مبنى الرعاية الاجتماعية لشوؤن الشرطة في تكريت والمحصلة 43 شهيد وجريح.
21. بتاريخ 3/12/ اقتحام مبنى قائمقامية الطارمية والمحصلة ( 29) شهيد وجريح.
 الحوادث اعلاه رغم خطورتها لم تعقد حولها ندوة او اجتماع او دراسة او حلقة نقاشية من قبل اية جهة امنية او سياسية بل ادرجت ضمن)اخواتها المنسيات( ، فكيف ننجح ؟؟ بدون شك للنجاح مقومات عندما لا يتخذ موقفا من حدثٍ من الأحداث إلا بعد أن يدرس أسبابه دراسة علمية ، من المهام الرئيسية لاداراتنا الشرطوية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كنا نتوخى الدراسة العلمية والجادة للمشاكل ذات البعد الأمني، بهدف دراسة الظواهرالتي تظهر على السطح. والتعرف على أسبابها ومسبباتها، وصولاً إلى إيجاد الحلول الملائمة لها ثم مواجهتها والتغلب عليها بعد إنهاء أسبابها بهدف دعم الأمن وترسيخه في المجتمع ، وهي من المهام الأساسية والجليلة التي يناط بها إلى هذه العلمية المتخصصة بمركز البحوث والدراسات الذي كان على راسها خيرة ضباط الشرطة الاكفاء وكان يعج بالخبراء والاكاديميين ، حيث ساعد بفعالية كبيرة بترسيم خطط وأساليب العمل الامني المستقبلي وتحديد ملامحه وأهدافه ، غير أننا وجدنا كثيراً من الامنييون الحاليون ، لا يتبعون هذه القاعدة المعروفة لدى أقل الناس إدراكاً للأمور، وأود أن أسأل كل من يكتب في هذا الشأن سؤالاً بسيطاً ،هل الفوضى الأمنية نتيجة هواجس أمنية فارغة ، أضحت معالجته بالرجوع إلى ادخال القوة بالانذار واستنفارها وتكديسهم بالشوارع لاثبات التواجد والى ذلك من اساليب يستهجنها المواطن ، لأنه واضح لدى الجميع هذه الاجراءات سوء تدبير الفاشلين، لانها بالتالي تودي الى انتهاك الحريات واشاعة الرعب لدى المدنيين ؟ ويبعدنا عن التشخيص الهادف المتمثل في دراسة الأسباب الاساسية وراء هذه الفوضى ، حتى إن من كان يدور في فلك هذا التصور قد بدأ يعترف بأنه توجه غير صحيح.، أن البعض من الساسة لا يزالون يفكرون في حلول لقضايا الامن اليوم بالطريقة التي فكروا بها في الحلول لقضايا الأمس عندما كانوا معارضة ، اوعند ردود افعالهم مع النظام السياسي السابق، فالبعض منا بقصد أو بغير قصد، كان جزءا في الممارسة وفي التنظير من المدرسة التقليدية دون أن يتمكن على وجه الدقة من تحديد خيارات لهم تتناسب مع واقعنا الثقافي والاجتماعي ، وخوفي الكبير أن نبقى تلاميذ أوفياء للمدرسة التي جاؤا بها من المهجر بأشكالها المشوهه لجعلها بحلة جديدة ، ونكتشف خطأها وخطأنا في إتباعها في المستقبل.
  يجب أن نتوقف عن المنهج الفردي في القيادة الامنية الذي لا ينتج إلا روحا تسلطية فوقية باعتبار أن من أخطر مظاهر القيادة الفردية.. نموذج الحجي.. أو المختار.. ذلك النموذج الذي يعيش أفراده فيه تحت عباءة الشيخ المقدس ، أو تحت مظلة القائد الضرورة، لا يستطيعوا أن يبتعدوا عنها، أو حتى يشيروا تجاها بإصبع الخطأ لأنها إلتبست بالقدسية المزيفة التي يقترب منها بالنقد يتحول إلى شيطان مريد يناله الغضب وتحط علية اللعنة ، اما العمل بروح الفريق يولد نتائج أفضل وأدق وأجود.. مهما بلغ الشخص من السوبرلايشكل الا ان الجزء الذي يخدم الكل . لأن العمل في النهاية هو نتاج المجموع ، وليس نتاج أفراد معدودين ، ونعترف بان هناك ضروره وان الاوان بالمرحلة القادمة لاصلاح الامن بالعراق لاخفاق موسساتة من اداء مهامها .
[email protected]