23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

الانتخابات الاخيرة وتداعياتها اسقطت آخر اوراق التوت المتآكلة عن عملية سياسية مشوهة ابرز خصائصها الفوضى والضعف، وكانت اسوأ وريث لنظام دكتاتوري دموي لا يوجد اي قبح يمكن ان يوصف به ويستكمل تمام قبحه. الانتخابات الاخيرة وما رافقها من وقائع واحداث على كل المستويات التنفيذية والتشريعية والقضائية اوصد آخر الابواب في محاولات اصلاحها الداخلي.
اي جهة او شخصية وطنية تعمل بجد واخلاص لتغيير الوضع, عليها من الان ان تفكر باسالبيب اخرى بدلا من الانسياق في مسارات تؤدي الى مزيد من الحيرة والضياع واليأس وتبديد الجهد والوقت والموارد. وهذه الثلاث (الحيرة والضياع واليأس) هي ما تريد الجهات التي تدير الازمة في العراق منذ زمن بعيد, ابتدأ منذ 1979 وتجلى بوضوح بعد حرب الكويت وانكشف سافرا بعد 2003.

محددات هذا التغيير الصعب والمؤمل وقوعه ولو بعد حين يلزم ان يرتكز على
1- نشر الوعي بحجم المخطط الذي يراد به ان يتم ابتلاع العراق والمنطقة باسرها.
2- تكوين كتلة بشرية واعية عاملة برؤية تشتمل على اجهاض المخطط وبناء بديل متكامل لا برفع الشعارات الخاوية او باحلام اضغاث.
3- الامتناع عن اي اقتتال داخلي اومزيد من الصراع والفرقة بحجة التباين بين الاعراق والافكار.
4- وهو الاهم ان تنتبه هذه القوى العاملة لاحداث التغيير لحجم الخراب الذي اصاب الشخصية العراقية وخصوصا بين الشباب الذي يشكل 65% من المجتمع وتصلحه بالاحتواء وطرح البديل المقنع لا بالاقصاء والاستعلاء والاستخفاف.

ملاحظة اكثر من كونها مهمة:
كل الجهات السياسية التي شاركت في الحكم من 1968 حتى اليوم بشكل او آخر غير مؤهلة بالمرة لان تقوم بهذه الدور, والمراهنة عليها باحداث اي اصلاح وتغيير هو عبث ما بعده عبث او انها غباوة مستحكمة. من يراهن عليهم اجدر به الانسحاب والسكوت. فسكوته وانسحابه خير لنا الف مرة من سعيه الذي لن يزيدنا الا طفحا مأساويا من الالم والارهاق.