ان رؤية الهلال هي قضية قضائية قبل ان تكون مسالة شرعية واختلاف الفقهاء فيها راجع الى الاختلاف في مبانيهم الفقهية بشان اداة الرؤية ومكانها , فبعضهم يقول المشاهدة للهلال بالعين المجردة واخر يقول لا مانع المشاهدة ب(التلسكوب) اما مكان المشاهدة فقد اختلفوا فيها بعضهم اعتبرها بلد المكلف او البلاد القريبة التي تشترك معه في الافق , وبعضهم قال كفاية رؤية الهلال في البلاد الشرقية لثبوته في البلاد الغربية ولا حاجة لنا بعرض اراء الفقهاء في هذه المسالة , فالذي يهمنا هوراي السيد السيستاني بشان رؤية الهلال لسبين اولهما ازالة اللثام عن ما يدعيه البعض بان السيد يخالف فقهاء مذهبه وان مقلديه يصمون العيد وصيام العيد حرام وثانيهما ان الاعم الاغلب من المكلفين في عموم العالم هم من مقلدي السيد السيستاني فاردت ايضاح الحقيقية لهم …وعليه وعلى ضوء ما ذكرنا فان السيستاني يشترط الرؤية بالعين المجردة للهلال وفي بلد المكلف ويعتبرلكل بلد هلال خاص به اللهم الا ان يكون افق البلدين متحداً بأن تكون رؤية الهلال في البلد ملازمة لرؤيته في البلد الثاني والسيد لا يقر بقاعدة : كفاية رؤية الهلال في البلاد الشرقية لثبوته في البلاد الغربية على إطلاقها، بل يشترط لثبوت ذلك أن يتحد البلدان في خط العرض بفارق بينهما درجة أو درجتين, والسيد يعتمد على اقوال الفلكيين ليس بالعموم المطلق بل بخصوصها التي تثبت ولادة الهلال , ووقت خروجه من المحاق ومقدار ارتفاعه عن الافق ونسبة القسم المنار إلى اكبر قطر يبلغه القرص ما دامت هذه الامور تعتمد الحسابات الرياضية ولا يقر السيستاني بالحدس والتخمين الشخصي للفلكين كقولهم أن الهلال لا يكون قابلاً للرؤية إلا إذا كان بارتفاع كذا درجات فوق الأفق أو بعمر كذا ساعة أو ببُعد كذا عن الشمس , وان السيد لا يأخذ أحياناً بشهادات الشهود على رؤية الهلال إذا خالفت إخبار الفلكيين بعدم قابليته للرؤية وهذا امر مهم جدا فان قال اهل الفلك بان القمر مثلا يغرب قبل الشمس هذه الليلة وادعى الرؤية عادلان فعند السيد المرجع لا عبرة بشهادة هذان العادلان لوقوعهما فريسة الوهم , بنفس الوقت احراز وجود الهلال بالحساب والصناعة العلمية من دون إمكان رؤيته حتى بالعين المجردة لا يكفي في دخول الشهر والسيستاني يعتمد ما روي عن الامام الصادق (ع) بقوله: صم للرؤية وأفطر للرؤية، وليس رؤية الهلال ان يجئ الرجل والرجلان فيقولان رأينا، إنما الرؤية أن يقول القائل رأيت فيقول القوم صدقت .
لقد شهدنا اكثر من مرة ان يعلن عن الهلال من خلا ل مكاتب مراجع دين ولكن المراصد الفلكية بادواتها العلمية المقربة اعلنت انها لم تتمكن من رؤية الهلال , فكيف أن يروا اناس بأعينهم المجردة ما عجز الرصد العلمي عن رؤيته ؟! حقا انها مفارقة غريبة في وقت ان منظمات اجنبية تراقب السيد السيستاني منذ سنوات وتود بأن يخطا ولو لمرة واحدة في تقدير الهلال فلم تفلح , هذا ما دعاني بالعدول للسيد السيستاني في مسالة رؤية هلال شهر رمضان لان مرجع تقليدي يقر بوحدة الافق .
بقي لنا ان نقول لمن يدعيون ان مقدي السيد السيستاني صاموا عيدهم وصيام العيد حرام , نرد عليهم ان حرمة صيام العيد هي لمن يعتقد بيوم العيد فيصومه وليس من يعتقد انه اخر يوم من شهر رمضان فالحرمة تشريعية لا ذاتية….ويبقى ثبوت الهلال يتبع إطمئنان المكلف ، وليس أمراً تقليدياً والإنصاف العلمي يقتضي الاعتراف بأنه إذا شاعت الرؤية شياعاً أوجب العلم أو الاطمئنان بالرؤية، فلا حاجة لراي فقهي او فلكي ولكن كيف يدعي البعض الرؤية والعلم الفلكي ينفي وهذا حصل عند جميع الفقهاء ما عدا السيستاني.