17 نوفمبر، 2024 11:38 م
Search
Close this search box.

رؤية العلماء السياسية بين عصبية الموقف وحكمة الآخر

رؤية العلماء السياسية بين عصبية الموقف وحكمة الآخر

برزت وبشكل قهري هذه المرة مطامح وآمال بعض مراجع الدين في الحوزة العلمية وعلى خلاف ما هو معتاد على مر السنين الطويلة من أن هناك رجال دين لا يقحمون انفسهم بامور يتوقعون منها الفشل فضلا عن تلك التي تمتاز بالفشل الواضح , ولقد اعتادت حوزات النجف الاشرف بأغلبيتها على مواجهة الخطر او الفتنة او القرار الصعب عن طريق طرق اخرى تعتبر ملتوية وذلك من خلال وكلائهم او ثقاتهم وخصوصا عندما يطالب الشارع المتدين رأي منها فتصبح مجبرة على ذلك وطارحة لرأي يسكت الألسنة المتسائلة ويرضي طموحات البسطاء ممن ارهقتهم اسئلة ليس لهم منها شيء الا ضوضاء مفتعليها بحسب وجهة النظر السائدة عند البسطاء .
وبالتأكيد تشذ بعض النماذج عن تلك القواعد والاساليب التي تدار بها شبكة اعلام المرجعية الدينية التي لا شك من انها تنام على أسرار عدة تمس الواقع الاسلامي الشيعي والسني والسياسي على حد سواء لفترات زمنية مختلفة لانها كانت ولا زالت تلعب دورا متوارثا في مشاركتها في كل شيء وكأنها هي هي منذ ان أسست لم يتغير رجالها .! , الا ان الحقيقة مراجع الدين الذين توارثوا هذا الكيان المبهم ليسوا على علمية واحدة او متشابهة بل اصبح اقل رصانة وعلما في الحقبتين الماضيتين من بعد وفاة المرجع السيد الخوئي رحمه الله , وبالعودة لمن شذ عن كل هذه الامور فهي تشمل المتذمرين عن هذا النهج المتوارث الذي لا يخضع لشروط علمية ولا دينية بحسب رأيهم وهذا ما استدعى ان تكون هناك حوزة مقابلة أقل تأثيرا في الشارع الا انها اكثر قربا للواقع الاسلامي الرصين واكثر جدية في نصح الامة وحثها نحو العلم والتعلم .
انها حوزة شملت العديد من الاسماء استطيع ان اقول انها بدأت من شخصية المرجع السيد محمد باقر الصدر ومرت بالسيد محمد محمد صادق الصدر ووصلت الى حد ما الى طلاب الصدر الثاني الذين برز منهم المرجع الشيخ محمد اليعقوبي والمرجع السيد محمود الحسني وافتقد بقية الطلبة للإمكانية من التصدي بوجود هاتين الشخصيتين في الوقت الحالي , الا ان الشذوذ ايضا ينال من كلا الفرقيين وهذا بالتأكيد نابع من الحالة التي يمر بها البلد وتمر بها الامة الاسلامية من امور يمكن ان تكون هي محل اختبار لهذه الاسماء لتجعل كل في خانته المناسبة بعيدا عن الخلافات المستمرة فيما بينهم الا ان الموقف الثابت او الكلمة التي هي بالصميم او اصابة الواقع هي من ابرزت نجم احدهم على الاخر مما يجعلنا مترقبين على الدوام لما هو جديد لرسم صورة اوضح وللوصول الى حقيقة قادة المسلمين من داخل حوزة النجف التي يشوبها التخبط هذه الايام .
وهناك العديد من المواقف والاراء بخصوص الشخصيات الحية المذكورة اعلاه وهذه المواقف كلها خلافات في الرأي الديني او الاستنباط الفقهي الا ان الموقف السياسي او الاجتماعي في النصح والارشاد هو من يبرز لدى العامة كون ان الجميع من العامة لا يفهم بالامور الفقهية الا انهم اصبح متزنا في فهمه للوضع السياسي ومتطلباته الى درجة كبيرة , وعليه لا نجد اغلب علماء لنجف ذو موقف واضح فأغلبهم متردد في الكثير من التوجيهات او ابداء الرأي في بعض النقاط المهمة في حياة العراقيين كون ان قرارتهم لها وعليها الكثير من الربح او الخسارة لانهم لديهم اذرع في مركز القرار السياسي او فروعه مما يعني ان اي كلمة ستكون محسوبة لكي لا يرجع مردودها بالضد على مصلحة كيان المرجعية المفترض , ولكن ولازلنا نتذكر ان هناك شذوذ وهذا الشذوذ نذكر منه السلبي اولا الذي بين الكثير من النقاط والملاحظات على حقيقة بعض الرموز فلقد كشفت لنا الانتخابات التي قضت قبل ايام ان هناك قراءة غير واقعية ومصلحية لمرجعية الشيخ بشير النجفي جعلته يترك سرب المراجع الاربع المتعارف عليه وينفرد في في دوامة رغبة المواطن ورغبة الحزب الذي دعا له مما يستوجب عليه التصحيح للعودة لكسب الود المجتمعي الذي لطالما عول عليه في تعظيم شخص المرجع .
وفي الجانب الايجابي الذي يجب الوقوف عنده كثيرا هو الموقف الرصين للمرجع محمود الحسني خلال الانتخابات وما قبلها وقرائته الواقعية للأحداث وايضا تجنبه المستمر للتماس مع الجهات الحكومية كونه رجل دين وليس من الصحيح او الوارد في منهجه ان يتمحك بهم بل هذا هو المفترض في مبدأ كل مرجع دين يقود الناس بما فيهم السياسيون لا هم يقودوه
هذا يتضح جليا ولا يحتاج مني الى كلام فالحسني ابرز وادق رجل دين وسياسة عرفه العراق في والقت الحالي ولا يخفى هذا الشيء على المتتبع غير ان التتبع هذا يحتاج الى الكثير من الشجاعة هذه الايام كون الرجل لا ينتمي لكيان تلك الحوزات التقليدية لذلك هو شذ عن مسارهم وعلى المتتبع والمتابع له ان يشذ ايضا ويكون شجاعا قدر المستطاع , الحسني انتقد وبصورة مباشرة تأرجح المرجعية في الكون مع جهة دون اخرى وهذا يعني انه يقرأ الواقع اكثر منهم حيث تعاملوا هم من الجذب العاطفي والشحن المذهبي وهو بقي في صرحه المتواضع بعيدا عن تلك الامور قائلا وبكل صراحة ان المبادئ يتخلى عنها حال الدخول مع حيتان السياسة ويقصد هنا المبادئ والثوابت الاسلامية والدينية , وقال ايضا ان دعاة التغيير يجب ان يهيئوا النماذج الحقيقية التي تتميز بالثقة والجدارة لكي تكون اهلا للدعوة لها لا ان تكون الدعوة للتغير دون تهيئتها , ووضح ان من يريد ان يغير يجب ان يبدأ من الدستور ويغيره ايضا لانها امتداد لمرحلة برايمر شابها الكثير من الخلل والتخبط , ناصحا المرجع النجفي ان يتحمل عواقب ومسؤولية قرائته الغير واقعية للشارع حينما دعا الى انتخاب قائمة عمار الحكيم الذي جعلها بمقابل قائمة دولة القانون وقوائم السنة الاخرى في شحن طائفي بإمتياز ,
الحسني يوميا بمحاظراته ولقاءاته مستمر بمعطياته التي ترجحه _ عند المثقفين _ الى ان يكون العقل الاوحد بمعرفة كيفية ايجاد الحلول وضعف غيره الا ان الاوان لا زال في بدايته لان تلك الهيمنة الموروثة لحوزة النجف لا زالت تتصدع ويصلحها الاعلام لا العلم

أحدث المقالات